قصة حب!

نشر في 25-08-2020
آخر تحديث 25-08-2020 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم لا شك أنكم تابعتم الكثير من قصص الحب الشهيرة كـ:

- باريس وهيلين، لهوميروس في حروب طروادة.

- روميو وجولييت، لشكسبير.

- أنطونيو وكليوباترا، لشكسبير، فبرناردشو، فأحمد شوقي.

- جميل وبثينة، من التراث العربي.

- تيرستان وأزولدا، ملحمة موسيقية لڤاغنر.

- بول وڤيرجيني، ترجمها المنفلوطي عن الأديب الفرنسي جاك أونري برناندين.

- بترارك ولورا، تُنسب لدانتي ولجوڤاني بوكاتشو.

- قيس وليلى، تراث عربي.

والكثير والكثير من قصص الحب التي يحفل بها تاريخ الشعوب على امتداد الأزمنة.

***

• التراث الشعبي الفرنسي في القرن الثاني عشر مثَّل قصة الحب، التي نحن بصددها، خير تمثيل، لما احتوت عليه من انفعالات مشتعلة ومتناقضة في نفس الوقت، فهي قصة صاخبة ومدوية في عنفها، وهي كذلك في قمة النبل والشهامة والعفاف والطهر، رغم تمرغ أبطالها في أقذر وأوحل الرذائل الشيطانية. ومن عجائب قصة هذين العاشقين أن اسم الرجل يسبق على اللسان وعلى مراعف الأقلام اسم الفتاة هلويز ثم أبيلار:

• بدأت القصة في إحدى قرى مدينة نانت، عندما جيء بالمدرس القسيس ليعطي دروساً خاصة للشابة الجميلة هلويز. وبعد أحداث طويلة وتفاصيل عاطفية، نشأت بينهما علاقة أدت إلى أن حملت منه، فأراد عمها وولي أمرها معرفة من هو والد الطفل:

- تكلمي! من هو؟! أهو القسيس أبيلار؟!

= أجل... وسيتزوجني. لقد اتفقنا على ذلك.

***

• أرسل عم الفتاة رجاله ليأتوا بالقسيس، ولما مَثَل أمامه قال له محتداً:

- ستتزوجها هذا الأسبوع، وإلا جعلتك عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتجاسر على بنات العائلات الكريمة.

= اسمح لي يا سيدي، فهناك العديد من الوسائل لتلافي الفضيحة التي تخشاها.

- يبدو أنك لم تضع ما قلته لك موضع التنفيذ. اسمع أنت يا أبيلار؛ إما أن تتزوج هلويز هذا الأسبوع وإلا...

= وإلا ماذا؟ ستقتلني؟!

- بل سأفعل بك ما هو أبشع من القتل.

= افعل ما شئت، وسوف أتزوج في الوقت الذي يناسبني.

بعد هذا الحوار اختفى أبيلار وهلويز من القرية، مما دفع بالعم أن يجتمع بالمجموعة التي ستنفذ خطته، معطياً إياهم تعليماته:

- لا أريدكم أن تقتلوه، إنما أريدكم أن تجردوه من رجولته.

***

• وكان أبيلار وحبيبته قد اختفوا في قرية كليسون عند شقيقته، حيث وضعت هلويز طفلتها.

لكنهم استدلوا عليه وتسللوا إلى مخدعه، وبعد أن وضعوا كمامة على فمه عملت المُدية عملها باجتثاث رجولة أبيلار. وفي اليوم التالي، انتشر الخبر في كل فرنسا، وتجمع الناس حول البيت، الذي حدثت فيه الواقعة، مما دفع بهلويز إلى الفرار من القرية، بعد أن نالت حظها من التشويه عندما كانت تدافع عن حبيبها، الذي سمعت صرخاته المدوية، وكانت مستميتة في الدفاع عنه.

***

• فغدت قصة أبيلار وهلويز أسطورة شعبية، يرددها رواة الأحاجي والقصص في فرنسا، منذ القرن الثاني عشر وحتى الآن.

back to top