خاص

عبدالله العلي: «الرياضة الإلكترونية» تنمية للعقول

أكد أن فكرة إنشاء نادٍ كويتي خاص بها جاءت لمواكبة التطور التكنولوجي ولغة الحاضر

نشر في 14-08-2020
آخر تحديث 14-08-2020 | 00:04
نتيجة للتطور التكنولوجي، برزت «الرياضة الإلكترونية» من ألعاب تلفزيونية، مقترنة بالهاتف النقال... فما مدى تأثيرها على النشء، بين النفع والضرر؟ تساؤلات عديدة تفرض نفسها حول جدوى هذه الألعاب التي اعترفت بها الهيئة العامة للرياضة بعدما وافقت مؤخراً على إشهار النادي الكويتي للرياضات الإلكترونية، في خطوة تحسب للهيئة، ضمن سعيها لمواكبة العصر والاعتراف بالتطور الطبيعي للعالم الافتراضي الذي أثبت جائحة كورونا مدى الحاجة إليه في جميع المجالات، بعدما تعذر سير الحياة بالشكل الاعتيادي. مع هذه الخطوة، كان لابد لنا من التعرف على النادي الجديد عن قرب، وأهدافه وبرامجه وكيفية الانتساب إليه، والخدمات التي سيقدمها لمنتسبيه، ومناقشة المخاوف بشأن ممارسة تلك الألعاب، ومقارنتها بالرياضة العادية، من خلال حوار شيق لـ«الجريدة» مع رئيس مجلس إدارة النادي عبدالله العلي، للإجابة عن جميع التساؤلات المتعلقة بهذا الموضوع، وإلى التفاصيل:

* أولا ما معنى أن يكون هناك نادٍ للرياضات الالكترونية... ومن أين جاءت الفكرة؟

- الرياضات الالكترونية هي العاب "الفيديو جيم" التي تمارس عن طريق الكمبيوتر والهاتف والتلفزيون، وقد تم الاعتراف بها في قاموس اللغة الإنكليزية ‏"ESPORTS"، وهنا يشير حرف "E" إلى الإلكترونية مع كلمة الرياضة، وجاءت الفكرة قبل 4 سنوات عندما لاحظنا في إحدى حفلات أعياد الميلاد أن صاحبها احضر شاحنة وبداخلها عدد كبير من شاشات "الفيديو جيم"، وسرعان ما احتل كل طفل، متوسط أعمارهم من 8 إلى 12 سنة، مقعده فيها للاستمتاع بهذه الألعاب، عندها تذكرنا ماضينا عندما كنا نجري ونلعب، وما يحدث اليوم "الحاضر الإلكتروني"، من هنا جاءت فكرة انشاء كيان يضم تلك الألعاب.

* ما أهداف النادي؟

النادي الكويتي للرياضات الالكترونية هو ناد متخصص تمارس فيه تلك الألعاب، ويعامل معاملة الاتحادات الرياضية، ويهدف إلى إكساب الشباب شخصية متكاملة من النواحي الرياضية والاجتماعية والثقافية والصحية والترويحية، في إطار سياسة النادي التي تتماشى مع السياسة العامة للدولة وخطتها للاهتمام بالشباب والرياضة.

* ما الفئة العمرية المستهدفة، وهل يوجد لاعبون مسجلون في النادي؟

- الفئة المستهدفة هم بين سن 8 حتى 50 سنة، ونحن نركز على صغار السن، ونسعى لاستغلال اللاعبين الكبار في التدريب والتحكيم أو أي نواح إدارية أخرى، وحالياً لا يوجد لاعبون مسجلون لدينا، لكننا نتابع عدداً كبيراً من اللاعبين الكويتيين الذين يمارسون الألعاب الالكترونية من خلال كيانات وفرق خاصة، وسنعمل مستقبلاً على جمع هؤلاء اللاعبين تحت مظلة النادي.

* ما شروط الانتساب للنادي؟

- هي الشروط العادية للانضمام لأي هيئة رياضية، بحيث يتمتع العضو، بحسن السير والسلوك ودفع قيمة الاشتراك، طبقاً للنظام الأساسي للنادي، ويتم ذلك عبر الموقع الالكتروني للنادي سواء على "الموقع الإلكتروني" أو حسابات النادي على مواقع التواصل الاجتماعي.

* ما الألعاب التي ينظمها النادي؟

- وضعنا شروطاً ومعايير دقيقة لاختيار الألعاب التي سيضمها النادي بحيث تتماشى طبيعتها مع عادات وتقاليد مجتمعنا وتنمي الشخصية والقدرات العقلية ولا تخل بتعاليم الدين الإسلامي، وتتمتع كذلك بروح المنافسة وتجذب اللاعبين من مختلف الأعمار، واستبعدنا ألعاب الشغب أو التي بها مناظر غير لائقة، وبناء على ذلك سيتم اعتماد مجموعة من الألعاب تتفق مع هذه الاشتراطات.

أنواع البطولات

ذكر العلي أن هناك نوعين لبطولات الألعاب الإلكترونية أولهما بطولات "اوف لاين" وهي البطولات التي تقام في مكان واحد بحضور المتسابقين والمتفرجين في مقر النادي او الهيئة المنظمة للبطولة، والآخر بطولات أون لاين وتقام عن بُعد وهذه تجرى بشكل يومي تقريبا.

* هل يوجد اتحاد دولي للألعاب الالكترونية؟

– يوجد الاتحاد العالمي للرياضات الالكترونية "IESF" والذي تأسس في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية عام 2008 ويضم تحت مظلته 71 دولة، من بينها اتحادات السعودية والإمارات ومصر، وكل عام ينضم اليه 5 أندية أو اتحادات جديدة، ويسعى الاتحاد العالمي حالياً للدخول تحت مظلة اللجنة الاولمبية الدولية.

* هل توجد كوادر تدريبية حاليا في النادي؟

جار دراسة الاستعانة بذوي الخبرة في مجال رياضات الألعاب الالكترونية كمدربين ومشرفين ومطورين، وذلك بالنظر إلى تنوع أنشطة رياضات الألعاب الالكترونية، واختلاف طرق ممارستها عن باقي الرياضات.

* عند التفكير في إنشاء النادي هل أخذتم في الاعتبار آراء الأطباء حول الأضرار الناتجة عن الألعاب الالكترونية والتي قد تصل إلى حد الإدمان؟

- أي شيء بدون ضوابط ورقابة قد يسبب الإدمان، لكن إذا تم وضع ضوابط وأساس للتعامل مع الألعاب الالكترونية فستكون النتائج ايجابية، مبينا ان الأعضاء المؤسسين قاموا بعمل بحث ميداني في مرحلة التحضير لإشهار النادي واتصلوا بأولياء الامور للتعرف على آرائهم، وخلصت الدراسة إلى ضرورة فرض رقابة منهم على اتصال أبنائهم بالعالم الخارجي للمحافظة عليهم من جميع الجهات، وذلك على ثلاثة محاور "أولها الأشخاص المتواصلون معهم، ثم نوعية الألعاب المشاركين فيها، وأخيرا الوقت الذي يمضيه اللاعب امام شاشات الألعاب".

* بعض الألعاب المنتشرة تصنف على أنها خطيرة... وتسبب مشاكل اجتماعية مثل لعبة "البابجي" فهل راعيتم هذا الأمر؟

- نعم وضعنا في اعتبارنا المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقنا لتعريف النشء والشباب بمشاكل الألعاب الخطيرة وكيفية الابتعاد عنها لان التوعية تعتبر دوراً أساسياً للنادي نحو المجتمع، مضيفاً: "ستتم الاستعانة بخبراء متخصصين لدراسة نوعية الألعاب، وتحديد الفئات العمرية التي تناسب كل لعبة، وستكون هناك نشرات دورية للتوعية بالألعاب غير المفيدة".

*هل هناك خطط لجذب واستقطاب النشء والشباب؟

- هناك خطط وبرامج معدة خصوصاً لجذب النشء والشباب للنادي، وسنقوم بحملات توعية وإرشاد للجميع، كما سيتم عمل فيديوهات لتعريف المجتمع بمميزات النادي والخدمات التي يقدمها.

* ما خطة تنظيم البطولات المحلية؟

- لدينا خطة لعمل بعض البطولات المحلية أون لاين قريبا، وسنسعى أيضا إلى المشاركة في بعض البطولات الخارجية، سوء في الدول المجاورة مثل السعودية او الامارات، او على المستوى الاسيوي والعربي حسب الظروف المتاحة.

* هل سيعتمد النادي على موارد خارجية ولا يكتفي بالدعم الحكومي؟

- الدعم المادي الحكومي يمثل مورداً هاماَ لأي ناد رياضي، وحتى الآن لم نحصل عليه، إلا أن الحكومة ممثلة في الهيئة العامة للرياضة لم تبخل بالدعم المعنوي، وتيسير الإجراءات لمساعدة النادي في مرحلة التأسيس، وفي كل الأحوال، لا يمكن للنادي الاعتماد فقط على الدعم المادي الحكومي، فرياضات الألعاب الالكترونية، رياضات متجددة ومتنوعة وتستدعي وجود مواكبة مستمرة لأحدث الأجهزة والألعاب وبرمجياتها، وهو ما يتطلب دعماً مالياً كبيراً، سيسعى النادي إلى توفيره وفق موارده المتاحة حسب النظام الأساسي له.

استفدنا من «كورونا»

قال رئيس النادي الكويتي للرياضات الإلكترونية عبدالله العلي: "استفدنا كثيراً من جائحة كورونا خلال الفترة الماضية بعدما ظهر التأثير الايجابي لممارسة الألعاب الإلكترونية في جميع النواحي، في ظل تفشي الفيروس في جميع أرجاء العالم، وهو ما يؤكد بالدليل القاطع أن الرياضات الالكترونية لغة العصر ولابد من الاهتمام بها بالشكل اللائق والنافع للمجتمع".

* هناك فرق شاسع بين الألعاب الرياضية والألعاب الإلكترونية... كيف يمكن إقناع منتقدي الرياضات الالكترونية بإيجابية ممارستها؟

- الرياضة العادية تنمي الابدان، بينما الرياضات الالكترونية تنمي العقول، وهناك إقبال كبير على الالعاب الالكترونية بعدما خرجت من حيز انها ألعاب لتمضية الوقت، بل هي تنمية للقدرات العقلية، ولها مردود ايجابي أسوة بتنمية العضلات في الرياضية الاعتيادية، ودليل ذلك أنه لو تم إدخال حصص للرياضة الالكترونية في المدارس لكان لها مردود إيجابي على نفسية الطلاب، كما ان الاتحاد البريطاني للألعاب الالكترونية قام بابتكار العاب خاصة للمعاقين بدنياً ونظم مسابقات خاصة، بهم وكان لها تأثير ايجابي كبير عكس مدى الاستفادة من الرياضات الالكترونية في العديد من المجالات.

* هل توجد فرق للرياضات الإلكترونية في الكويت؟

- توجد فرق كويتية كثيرة ومميزة تمارس الألعاب الالكترونية، وهناك فرق فازت فعلياً في بطولات دولية، وهناك لاعبون كويتيون كثيرون يشاركون في بطولات خارجية.

مسؤوليتنا تعريف النشء بمشاكل الألعاب الإلكترونية والخطير منها

وضع ضوابط وأسس يجنب الأطفال مأزق إدمان الألعاب

نستبعد أي لعبة تتضمن شغباً أو أي مناظر غير لائقة
back to top