جو بايدن «يوازن لائحته» باختيار كامالا هاريس نائبة للرئيس

ترحيب «ليبرالي» بخوض أول سوداء سباقاً رئاسياً وترامب وبنس يعتبرانها «اختراقاً لليسار»

نشر في 13-08-2020
آخر تحديث 13-08-2020 | 00:03
هاريس وبايدن في ثاني مناظرة ديمقراطية العام الماضي	 (رويترز)
هاريس وبايدن في ثاني مناظرة ديمقراطية العام الماضي (رويترز)
لاقت تسمية مرشّح الحزب الديمقراطي جو بايدن للسناتورة السوداء كامالا هاريس لخوض انتخابات الرئاسة كنائبة له تفاعلاً كبيراً في الولايات المتحدة في مفاجأة لخصمه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب.
في خطوة تاريخية، اختار المرشّح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن السناتورة السوداء كامالا هاريس لتولي منصب نائبته في انتخابات الثالث من نوفمبر التي سيواجه فيها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وبهذه الخطوة بالغ الأهمية، تصبح هاريس (55 عاماً) أول امرأة سوداء تخوض الانتخابات على منصب رئاسي كبير في تاريخ أميركا، وتمنح بايدن شريكاً في وضع جيد يتيح له توسيع نطاق ناخبيه ومواصلة الهجوم على ترامب.

وهاريس ابنة عائلة مهاجرة والدها من جامايكا ووالدتها من الهند. وهي أول سوداء تنتخب نائبة عامة في كاليفورنيا، وثاني سوداء وأول متحدّرة من جنوب آسيا تنتخب عضواً في مجلس الشيوخ.

وهاريس ناشطة لا تعرف الكلل، وتتمتع بالقدرة على التواصل مع الناس وبقوة جذب للكثير منهم. وإضافة إلى خبرتها في الفروع القضائية والتنفيذية والتشريعية للحكومة، يتوقع أن تعطي هاريس زخماً كبيراً للسباق إلى البيت الأبيض الذي طغت عليه جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية.

تدرج هاريس

ونالت هاريس درجة البكالوريوس من جامعة هوارد إحدى جامعات السود التاريخية في واشنطن. وهي عضو في نادي «ألفا كابا ألفا» للخريجات، أقدم نوادي الخريجات الأميركيات من أصل إفريقي. ودرست القانون في كلية هايستينغز بجامعة كاليفورنيا، وأصبحت مدعية وشغلت منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو لولايتين.

لكن فشلها في القيام بإصلاحات قضائية جنائية جريئة عندما كانت مدعية عامة، أثر على حملتها الرئاسية وحرمها تأييد العديد من الناخبين السود في الانتخابات التمهيدية.

وفي مجلس الشيوخ، استخدمت مهارتها وأسلوبها الصارم في الاستجواب الذي اكتسبته من عملها كمدعية عامة، وخصوصاً خلال جلسة تثبيت تعيين القاضي بريت كافانو في المحكمة العليا.

وأطلقت هاريس حملتها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، في يوم عيد ميلاد مارتن لوثر كينغ جونيور في يناير 2019، خلال تجمع حضره 20 ألف شخص في أوكلاند.

واشتبكت مع بايدن في مناظرة الديمقراطيين الأولى، منددة بمعارضته في السبعينات لبرامج نقل التلاميذ والاختلاط في الحافلات للحد من الفصل العنصري في المدارس. وأتاح لها ذلك إحراز تقدم في الاستطلاعات لكن لفترة قصيرة قبل أن تنسحب في ديسمبر 2019 وتؤيد بايدن.

موازنة لائحة الترشح

وقال الباحث العراقي مدير معهد مبادرة المجلس الأطلسي في العراق وزميل مقيم للمعهد، إن بايدن اراد بتسمية هاريس أن يحقق ما نسميه في الدراسات الأميركية «موازنة لائحة الترشّح» (Balancing the ticket).

وأوضح إن «بايدن من الشرق الأميركي ومن ولاية دلاوير الصغيرة وكمالا من ولاية كاليفورنيا في أقصى الغرب، أعلى الولايات في عدد الأصوات في الانتخابات الرئاسية وهذا يحقق توازناً جغرافياً».

وأضاف: «بايدن أبيض وكمالا من أصول إفريقية وهندية وهذا توازن ديموغرافي وعرقي».

وقال إن «بايدن من المتقدمين في العمر وهاريس في منتصف الخمسينيات إذ تصغره بـ ٢٢ عاماً توازن جيلي وثمة موازنة في الجنس بوضع رجل وامرأة على لائحة الترشح، كما أن «كمالا عضو مجلس الشيوخ وبايدن هو نائب الرئيس السابق وسناتور سابق توازن في الخبرة التنفيذية والتشريعية».

وختم: «كمالا ذات خبرة كبيرة في السياسة الأميركية الداخلية وبايدن خبير متمرس في العلاقات الخارجية والدفاع توازن وتكامل في الخبرة والمعرفة».

وقبل توجيهه كلمة مشتركة مع نائبته المحتملة من معقله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، كتب بايدن، في تغريدة، «يشرفني أنني اخترت كامالا هاريس المدافعة الشرسة عن الضعفاء وأحد أفضل من عملوا في الخدمة العامة نائبة لي، وأفتخر بها شريكة لي في الحملة».

ويعد القرار الذي أُعلن وفق ما درجت عليه العادة في 2020 عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالغ الأهمية بالنسبة إلى بايدن الساعي لتوسيع نطاق ناخبيه بهدف إخراج ترامب من البيت الأبيض.

ورغم انتقاداتها الحادة له، أكد بايدن أنه لا يكنّ لهاريس أي ضغينة، واصفاً إيّاها بأنها «مفكّرة من الدرجة الأولى، ومرشّحة من الدرجة الأولى ومنافسة حقيقية».

وبعيد إعلان بايدن اختيارها نائبة له أطلقت هاريس تغريدة جاء فيها «يشرفني» أن أنضم إلى بايدن و»سأفعل كل ما يتطلّبه الأمر لكي يصبح قائدنا الأعلى».

وتابعت السناتورة عن كاليفورنيا، التي هاجمت مواقفه من سياسات التمييز العنصري في السبعينات ولا سيّما الاختلاط في الحافلات المدرسية، أن «جو بايدن قادر على توحيد الشعب الأميركي لأنه أمضى حياته في النضال من أجلنا. وعندما سيصبح رئيساً سيجعل أميركا ترتقي إلى مستوى تطلّعاتنا».

واعتبر نشطاء أميركيون من أصل إفريقي أن اختيار بايدن لها أظهر التزامه تجاه الناخبين السود، لكنهم حذروا من أن ذلك لن يضمن له الدعم الذي يحتاجه للفوز.

وباختيار هاريس لتكون أول امرأة سوداء على بطاقة رئاسية لحزب كبير في تاريخ الولايات المتحدة، ألمح بايدن للأميركيون السود والنساء، الذين يعتبرون القاعدة الانتخابية الأكثر ولاء للحزب الديمقراطي، بأنه استفاد من دروس عام 2016، عندما ساعد أول انخفاض في إقبال الناخبين السود على التصويت منذ 20 عاماً ترامب على الفوز.

وذكر زعماء سود آخرون أن هاريس لديها خبرات في بناء تحالف متعدد الأعراق من الناخبين من شأنه أن يعزز فرص بايدن في الانتخابات والإقبال على التصويت ليس فقط بين الناخبين السود ولكن أيضا النساء البيض في ولايات حاسمة مثل ميشيغان وويسكونسن، حيث فاز ترامب في 2016 بفارق ضئيل.

ترامب

ووصف ترامب هاريس، التي أقامت علاقة عمل مع نجله الراحل المدعي العام بولاية ديلاوير بو ترامب قبل وفاته بالسرطان عام 2015، بأنها العضو «الأكثر فظاعة» في مجلس الشيوخ.

وصرّح ترامب بأن هاريس لم تثر إعجابه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي فاز فيها بايدن، مؤكداً أنه متفاجئ لهذا الاختيار «لأن أداءها كان ضعيفاً ولم تكن تحترمه». وأوضح ترامب أنه في 2018 خلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين القاضي بريت كافانو عضوا في المحكمة العليا، كانت هاريس «الأكثر لؤماً وفظاعة وازدراء من بين أعضاء مجلس الشيوخ».

كما سارعت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري للتعليق على اختيار بايدن هاريس نائبة له، بتوجيه انتقادات لمواقفها اليسارية «المتطرفة».

بدوره، اتهم نائب الرئيس مايك بنس هاريس بأنها جزء من «اليسار الراديكالي»، معرباً عن تطلعه لمواجهتها في المناظرة الوحيدة للمرشحين لمنصب نائب الرئيس في أكتوبر المقبل في ولاية يوتا.

back to top