سدانيات: لا تيأس قليلاً!

نشر في 07-08-2020
آخر تحديث 07-08-2020 | 00:04
 محمد السداني كنا نسمع قديما عن أمثلة وحكم تصبرنا على المحن التي من الممكن أن يخرج منها أمل يوقد شمعة أو يشعل سراجا، وها قد جاء "كورونا" وهو يحمل ما يحمل في جعبته من كل أنواع الهموم والمآسي، إلا أنه حمل ما لم تحمله سنوات طويلة من النضال والحراك ضد الفساد، فقضايا الفساد التي ظهرت في الآونة الأخيرة لم يكن لها أن تظهر في الخفاء لولا وجود دافع أظهرها وكشف قبحها وسوءتها أمام الجميع. ولكن عزيزي القارئ هل تعتقد فعلا أن فيروساً أو أزمة هي التي كشفت كل هذا الفساد؟! أجيب وبكل بساطة: لا وألف لا، لم يكن الفساد وليد هذه المرحلة ولا فتيا نشأ في أكنافها، ولكنه متأصل في إدارات متعاقبة كانت تدير دفة هذا المركب الذي سيوشك أن يرتطم بجبل الفساد والإهمال، إن كورونا الذي أظهر الفساد لم يكن فيروسا ولا بكتيريا خفية ولكنها تضارب المصالح وتدويل القضايا التي فاحت رائحتها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، فكان لزاما علينا أن نكشف فلانا وعلانا حتى إن كانا من أقرب المقربين للسلطة. إن الوضع الذي نشهده من أحداث متسارعة يصعب استيعابه خصوصا من شعب عاش أزمات متتالية وغياب استقرار جعله ييأس من كل شيء، وأعتقد أن من لا ييأس هو أحد رجلين إما غبي ساذج فلا يقرأ ولا يحلل واقعا، وإما مستفيد متنعم فهو ابن للفساد وربه! المؤشرات الاقتصادية والتنموية والتقارير العالمية كلها تقول إننا بحاجة لرؤية جديدة، والغريب في الأمر أن شيئا لم يتغير، فالرؤية هي الرؤية والوزراء هم الوزراء، وإن تغيروا تبادلوا الكراسي من أبناء عمومتهم وأهلهم وأبنائهم، وكأن هذا البلد الذي ضم معاشر الأرض كلها لم يضم إلا جوقتهم وفرقتهم التي تعزف لحن السلطة التي ترغب ونشيدها الذي تسير به مواطنيها يمينا وشمالا! والأغرب في هذه البقعة الحارة أن من كان يلعب في فريق السلطة وزيرا أو غفيرا إما أن ينقلب على عقبه فيصير معارضا شرسا أو مغازلا دائما للسلطة راجيا عودة أو نظرة عطف أو قربا منها. للأسف لا نملك رغبة حقيقية في الإصلاح وكل دعوات الإصلاح التي تصدر عن الأفراد هي أصوات متفرقة لا قيمة لها خارج مشروع إصلاحي تتسامى فيه النفوس والمصالح والرغبات من أجل الوطن والمواطن.

خارج النص:

- جلست مع مستشار أحد الوزراء وكان يتحدث بطريقة تشبه طريقة الناصر صلاح الدين حين فتح القدس! فتيقنت أننا أمام أزمة أعمق من الوزارة هي إشكالية نفوس هشَّة يملؤها المنصب هواء وغباء وتكبرا!

- حاول أن تتذكر الحرب العراقية الإيرانية وأحداثها وتسأل نفسك سؤالا، هل أكل الخميني برحي العراق أو أكلنا نحن رمان أصفهان؟!

- التعليم عن بعد للطلبة وعن قرب للمعلمين.

back to top