العالم يُغيث بيروت... والسلطة «المهملة» أمام تحدي المحاسبة

دعوات إلى تحقيق دولي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور لبنان متضامناً

نشر في 06-08-2020
آخر تحديث 06-08-2020 | 00:09
استفاقت بيروت أمس على هول كارثة الدمار الذي سببه الانفجار الهائل في العاصمة ومرفئها، الذي يعد المنفذ الرئيسي لاستيراد وتخرين سلع استراتيجية.

وفي تقديرات أولية تبين أن الخسائر المادية ستبلغ نحو 5 مليارات دولار، وأن مخزون الحبوب لا يكفي شهراً، في وقت تغرق الدولة بأزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وبينما قال محافظ بيروت إن 300 ألف بيروتي باتوا مشردين مع تضرر منازلهم، أعلن وزير الصحة أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى أكثر من 135 إضافة إلى 80 مفقوداً و4 آلاف جريح.

اقرأ أيضا

وأثار الكشف عن تفاصيل الانفجار خصوصاً الإهمال الكبير الذي تسبب في استمرار تخزين 2700 طن من مادة نيترات الأمونيوم الخطيرة والتي أدت للانفجار الهائل، غضب اللبنانيين الذي دعوا على "تويتر" إلى تعليق المشانق للمسؤولين الذين لم يبادر أي منهم إلى الاستقالة .

وبدلاً من الاعتذار للشعب والإقرار بحجم انهيار الدولة وغيابها، تبادلت الأجهزة المختلفة الاتهامات، متقاذفة مسؤولية إبقاء مادة خطيرة في مخزن متصدع دون أي مبرر سوى الإهمال وعدم الاكتراث.

لكن كما في كل مرة يتعرض لبنان لنكسة تبادر دول العالم إلى احتضانه، وكانت أولى المساعدات الإغاثية التي وصلت صباح أمس إلى بيروت قادمة من الكويت التي أعلنت تضامنها على كل المستويات مع الشعب اللبناني المنكوب.

بعد ذلك، توالى وصول المساعدات والتعهدات بإرسال المزيد منها، ليصل الجو الاحتضاني إلى ذروته مع إعلان باريس أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور بيروت اليوم لإبداء الدعم. لكن باريس كانت حريصة على ألا تفهم الزيارة بأنها صك براءة للسلطة أو للعهد أو للحكومة، وقالت إن ماكرون سيلتقي "الأفرقاء السياسيين"، معلنة فتح تحقيق فرنسي بالحادث بسبب إصابة 21 فرنسياً.

ورغم إعلان الحكومة فرض إقامة جبرية على كل المتورطين في تخزين الأمونيوم، وتعهد رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة حسان دياب بإجراء تحقيق سريع وشفاف وشامل، فإن مطالبات تعالت بضرورة إجراء تحقيق دولي أو إشراك محققين دوليين في التحقيق.

وطالب رؤساء الحكومة السابقون بعد اجتماعهم أمس بتشكيل الجامعة العربية لجنة تحقيق، فضلاً عن تشكيل الأمم المتحدة لجنة أخرى دولية أو عربية بقضاة يتمتعون بالحيادية والحرفية، لكشف أسباب الكارثة، مشددين على ضرورة حفاظ جميع أجهزة المرفأ على مسرح الجريمة وعدم العبث به.

لكن وزير الداخلية أعلن أنه يرفض فكرة إشراك محققين، بينما علقت وزيرة الإعلام منال عبدالصمد بأن هذه الخطوة تحتاج إلى موافقة مجلس النواب.

من جهتها، أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً جاء فيه: "أياً كان سبب الانفجار، ومنها احتمال أن يكون ناتجاً عن كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم المخزنة بطريقة غير آمنة، فإن المنظمة تدعو إلى وضع آلية دولية... للتحقيق فيما حدث".

وعلى موقع "تويتر"، تداول ناشطون وسم "علّقوا المناشق"، منددين بفساد السلطات وإهمالها، مع تحميلهم لها مسؤولية الكارثة التي حلت بالعاصمة.

وكتب أحدهم: "دمروا أحلامنا، فليدمرهم الله"، بينما أرفق آخر صورة لزعماء سياسيين بعبارة "عليكم أن تدفعوا ثمن حرق قلوب الأمهات ومستقبل الشباب ورعب الأطفال".

وقالت لينا داوود لوكالة "فرانس برس" خلال تفقدها حي مار مخايل قرب المرفأ: "الزعماء هم أعداء الوطن، يقتلوننا... قتلوا كل شيء جميل، جعلوا من لبنان جهنم".

وأعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تأجيل النطق بالحكم في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري إلى 18 الجاري.

back to top