«قافلة الفن»... رسالة سلام للأطفال ضحايا الحروب

أطلقتها «لابا» بالتعاون مع «لوياك» في لبنان والكويت

نشر في 05-08-2020
آخر تحديث 05-08-2020 | 00:05
لم تدع أكاديمية الفنون الأدائية "لابا" الأمور تمضي على عواهنها، بل شمّرت عن سواعدها وأخذت بزمام المبادرة بالتعاون مع مؤسسة لوياك الكويت ولوياك لبنان، فأطلقت "قافلة الفن" الهادفة إلى تعليم أبناء اللاجئين والأسر المتعففة، وربط التعليم بفنون الموسيقى والغناء والدراما، رافضة ترك ضحايا الحروب مواجهة مصيرهم بلا داعم أو معين.
وسط الحروب التي تشهدها أكثر من دولة عربية، تفاقمت مشاكل الفقر وعجز آلاف الأطفال عن الالتحاق بتعليم منتظم. لذلك بادرت أكاديمية الفنون الأدائية "لابا" بالتعاون مع مؤسسة لوياك الكويت ولوياك لبنان على إطلاق "قافلة الفن" Mob Art التي أخذت على عاتقها تعليم أبناء اللاجئين والأسر المتعففة، وربط التعليم بفنون الموسيقى والغناء والدراما. وذلك في البقاع الغربي في لبنان ثم انتقل المشروع إلى الكويت أثناء جائحة كورونا لمساعدة أبناء الأسر محدودة الدخل.

بقعة خضراء

عن تجربة لبنان، قالت ضحى فرج مديرة مشاريع "لوياك لبنان"، إن مقر "قافلة الفن" في مخيم الفاعور للاجئين السوريين في البقاع تحول إلى بقعة خضراء تمنح الأمل والفرح للصغار والكبار على السواء، إلى درجة أن المقيمين في المخيم والسكان المحيطين به، اعتادوا على الالتقاء والسهر في المقر وإقامة الأعراس والمناسبات الاجتماعية. ورغم صعوبة الظروف الاجتماعية في المنطقة، فإن مؤسسة "لوياك" بكل متطوعيها، اكتسبت ثقة ومحبة الناس.

ونوهت فرج باستفادة نحو 65 سيدة من المشروع، وقرابة 240 طفلًا منهم 160 من أبناء اللاجئين السوريين، والبقية من أبناء السكان المحليين حول المخيم، كما استفاد من المساعدات الإنسانية أكثر من 60 أسرة.

وقالت إن "قافلة الفن" انطلقت قبل أكثر من ثلاث سنوات، بهدف مساعدة الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان على مواجهة آثار الحرب وتقديم الدعم النفسي لهم، عن طريق الفنون والرياضة والتعليم، ومساعدتهم على الاندماج والتكيف مع المجتمع بعد صدمة الحرب. إضافة إلى تعزيز الاندماج بين اللاجئين السوريين والسكان المحليين اللبنانيين، كذلك تمكين النساء عبر تطوير مهاراتهم اليدوية.

آليات المشروع

حول آليات المشروع، أفادت بأنه يعتمد على خمسة "كرفانات" يتم فيها تعليم الأطفال من حوالي سن خمس سنوات إلى ست عشرة سنة، إضافة إلى صقل مهاراتهم على مختلف الفنون كالموسيقى والرقص والغناء، وخصصنا أحد الكرفانات كمكتبة وآخر لتدريب النساء. كما يتضمن المشروع ملعبين لممارسة الرياضة أحدهما مظلل تقام فيه مختلف الأنشطة.

وأشارت إلى استفادة عشرات الأطفال من مختلف برامج "قافلة الفن"، ومنها التعليم ويركز على تدريس اللغة العربية والإنكليزية والرياضيات بمشاركة أساتذة متخصصين، إما من المخيم أو أساتذة من سكان المنطقة، يقومون بالتدريس لثلاثة أو أربعة أيام. وهناك أيضاً برنامج محو الأمية لدعم أساسيات اللغة لدى الأولاد.

أما البرامج الفنية فتضم الموسيقى والغناء والرقص والمسرح، ويتم تنظيمها حسب التوقيتات الشتوية والصيفية، فقد تكون صباحاً أو بعد الظهر.

متطوعون

بالنسبة للمتطوعين، ذكرت أنه هناك العديد من البرامج التي يقدمونها منها المخيم الشتوي، والصيفي... إذ يأتي من بيروت عادة نحو 25 شاباً وفتاة للتدريب على التعامل مع الأولاد، وبعد تدريبهم يقدمون صفوفاً لمدة خمسة أسابيع تقريباً، في الفنون المختلفة مثل الرسم، والعلاج بالدراما، والتعريف بحقوق الإنسان، وتعتبر فرصة رائعة لهؤلاء الشباب لاكتساب خبرات مختلفة.

فيما يتعلق بعملية تمكين النساء وتدريبهن على اكتساب مهارات عملية، أشارت فرج إلى إطلاق مبادرة "خير إيفريوير" لتعليم السيدات مهارت التطريز والحياكة وضم الفصل حوالي 14 سيدة، واستمر عملهن وتدريبهن ستة أشهر، مع المدرب حازم، ونجحن في إنتاج أول مجموعة من الأزياء والإكسسوارات، في فبراير الماضي. وأهمية المبادرة أنها تساعد النساء على العمل وإعالة أنفسهن في المستقبل.

وتطرقت فرج إلى مبادرات الدعم العيني التي تشمل توزيع سلال الغذاء على الأسر المتعففة، كذلك الملابس، والمازوت للتدفئة في الشتاء.

حول التحديات التي تواجهها قافلة الفن، أوضحت أن أهمها عدوانية بعض الأطفال بتأثير الحرب، حتى لغتهم كانت تنطوي على عنف لفظي... إضافة إلى عدم التزامهم بمواعيد الفصول، لكن مع ترسخ المشروع عاماً بعد عام، تحققت نتائج إيجابية جداً وساعدناهم في الاندماج وتطوير سلوكياتهم إلى الأفضل وباتوا يشعرون بمساحة آمنة منحتهم التوازن والثقة بأنفسهم. وفي الختام وجهت فرج الشكر لكل من قدم الدعم والمساعدة خصوصاً من المتطوعين الذين بلغ عددهم حوالي 800 شخص، منهم 40 متطوعاً دولياً.

في الكويت

حول تجربة "قافلة الفن" قالت مسؤولة المشروع ابتسامة عرفة، إن أجواء الحظر فرضت تقديم الكثير من الخدمات "أونلاين" سواء أكانت أنشطة خدمية أم ترفيهية للعديد من أبناء الأسر المتعففة وصقل مواهبهم للفئة من 6 إلى 13 سنة وبالتعاون مع مؤسسة لوياك.

شمل البرنامج: مجالات الفنون التشكيلية والحرف اليدوية والدراما والفنون الأدائية والموسيقى وتعليم اللغتين الإنكليزية والعربية من خلال القصة التفاعلية بقيادة مدربين متخصصين محترفين تطوعوا لمساعدة الأطفال في التغلب على الشعور بالقلق خلال جائحة كورونا.

كما أكدت عرفة "أننا رفعنا شعار "كلنا للكون" وحقق المشروع نجاحاً كبيراً منذ انطلاقه في مايو الماضي، لافتة إلى مشاركة أكثر من 14 أسرة وحوالي 30 طفلاً من مناطق مختلفة في الكويت، إذ تم توزيع "أيباد" على الأسر تحمل برنامج "زووم" وتم تدريب الأطفال على كيفية استخدامها من قبل متطوعي لوياك.

ضحى فرج: نجحنا في تعليم أكثر من 240 طفلاً معظمهم من اللاجئين السوريين

ابتسامة عرفة: رفعنا شعار «كلنا للكون» واستفادت من المشروع 14 أسرة في الكويت
back to top