متنفذون وراء التعديات على مجارير الأمطار... والحلول مكلفة مادياً

علي بوالبنات: لا صرف مياه غير معالجة في جون الكويت نهائياً

نشر في 30-07-2020
آخر تحديث 30-07-2020 | 00:04
جانب من التلوث في جون الكويت
جانب من التلوث في جون الكويت
تستمر معاناة جون الكويت من التلوث عاماً بعد عام، ومع حلول الصيف يبدأ نفوق الأسماك، الأمر الذي أصبح ظاهرة خاصة مع تأكيد جهات الدولة أن السبب هو التعديات على شبكة صرف الأمطار المخالفة من بعض المتنفذين.
بينما تكافح الدولة التعديات على مناهيل صرف الأمطار والتي تصب مياهها في جون الخليج من خلال ما يقارب من 53 منهولا، فإن هذه المحاولات تصطدم ببعض المتنفذين الذين يستغلون الشبكة في تصريف ملوثات المصانع، كما أن الحلول الترقيعية لم تعد تجدي نفعا لاسيما أن نزيف التلوث مستمر في مياه الجون سنوات دون توقف.

مشكلة التعديات تظهر على السطح جلية مع ارتفاع درجات حرارة الصيف ونفوق أنواع مختلفة من الأسماك كل عام، الأمر الذي أصبح ظاهرة سنوية تسجلها كاميرات المسؤولين عن حماية الجون من الملوثات وتتقاذف مسؤولية محاربتها بين الجهات الحكومية، حيث ان كل طرف يلقي الكرة في ملعب الآخر.

«الجريدة» فتحت ملف التعديات على شبكة صرف الأمطار، متسائلة: إلى متى ستظل الاعتداءات والوصلات المخالفة دون مواجهة حقيقية لوقف نفوق الثروة السمكية في البلاد وتلوث مياه الجون؟

في البداية أشارت مصادر في وزارة الاشغال العامة إلى أن حل مشكلة تلك المجارير ومنع التلوث يكون من خلال منع الصرف نهائيا على جون الكويت، وذلك من خلال تحويل تلك المجارير إلى محطات التنقية ومعالجة المياه في البلاد.

وبينت المصادر لـ «الجريدة» أن الأمر ماديا سيكون مكلفا وذلك لأن محطات المعالجة ستحتاج إلى توسعتها إلى الضعف، فبدلا من أن تستقبل محطة مثل الصليبية 600 ألف متر مكعب من مياه الصرف يوميا تسقبل مليونا ومئتين، لافتة إلى أن هذا الملف لن يحل إلا من خلال تلك الطريقة.

وبينت أن هناك بعض المتنفذين الذين يستغلون شبكة مياه صرف الأمطار في تصريف ملوثات المصانع ومياه الصرف لبعض المنازل، لذلك لن يتوقف الأمر من خلال الحملات وان استمرت، مشددة على أن تلك القضية تحتاج إلى حل جذري لتلك المشكلة بمنع صرف مياه الأمطار نهائيا على الجون وتحويلها بالكامل إلى محطات المعالجة والتنقية في البلاد.

وأوضحت أن التوعية وحدها لا تكفي ولن تكفي لحل تلك المشكلة، لذلك سوف تستمر إن لم تضع لها الحكومة حلا نهائيا للقضاء عليها والمحافظة على البيئة الكويتية البحرية من تلك الملوثات.

وأشارت إلى أن توسعة المحطات إلى الضعف ستؤدي إلى استقبال مياه الصرف ومياه الأمطار في موسم الأمطار، إلا أن العائق من وجهة بعض المسؤولين أن تلك التوسعة لن يتم استغلالها خلال فترة الصيف وإنما ستعمل تلك المحطات بنصف قدرتها، مشددة على أن الأمر يستحق أن يكون هناك قرار حاسم لحل تلك المشكلة نهائيا والتي ستستمر مع وجود المتنفذين والمخالفين.

8 محطات معالجة

من جهته، قال مدير إدارة تشغيل وصيانة محطات المعالجة في قطاع الهندسة الصحية المهندس علي بوالبنات ان وزارة الاشغال العامة متمثلة بقطاع الهندسة الصحية تشرف على محطات التنقية وعددها 8 محطات وتتم معالجة ما يقارب من مليون متر مكعب من مياه الصرف يوميا، حيث تتم الاستفادة منها ضمن مشاريع مختلفة ونظم متبعة.

وشدد بوالبنات على أنه لا يتم صرف أي نوع من المياه غير المعالجة على مخارج الأمطار نهائيا، وأكدت وزارة الأشغال ذلك أكثر من مرة، مبينا أن «الأشغال» غير مسؤولة عن الربط غير القانوني من قبل بعض الشركات والجهات الاخرى على مجارير صرف الأمطار، والتي تؤدي بدورها إلى وجود تلوث في جون الكويت.

مراقبة المجارير

بدوره، قال رئيس اتحاد الصيادين ظاهر الصويان إن مشكلة مجارير صرف مياه الأمطار التي تصب في جون الكويت مشكلة قديمة، ومنذ زمن بعيد ونحن نطالب بمراقبة تلك المجارير حرصا على المحافظة على البيئة البحرية، وعدم إهمال هذا الموضوع.

وأضاف الصويان، ان إهمال هذه القضية سيكون له أضرار كبيرة، ونحن نحرص على المحافظة على البيئة البحرية من الروائح ومن البكتريات التي تنتج في بعض الأحيان عن المخلفات التي تلقى في تلك المجارير وتصل إلى جون الكويت.

وشدد على أهمية متابعة هذه المجارير بشكل دوري وأخذ عينات منها وتحليلها والتأكد من سلامتها وفقا للمعدلات المسموح بها للمحافظة على الجون، خاصة أنه يوجد ما يقارب من 53 منهولا تصب في جون الكويت.

وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في التعديات المخالفة على تلك المناهيل والتي يجب حمايتها حفاظا على البيئة البحرية من الملوثات.

نعالج مليون متر مكعب مياه صرف يومياً ويتم استغلالها في الزراعات بوالبنات

طالبنا بمراقبة مخارج الصرف وأخذ عينات منها وتحليلها دورياً الصويان
back to top