الحرس الثوري الإيراني يُهدّد قاعدة «العديد» ويُطلق صاروخاً من تحت الأرض

• نَشر صوراً للقاعدة الأميركية بعد ساعات على استنفار أميركي في قطر والإمارات
• انفجار كرمانشاه استهدف مركز الدفاعات غير التقليدية

نشر في 30-07-2020
آخر تحديث 30-07-2020 | 00:05
في أقوى تهديد مباشر من نوعه للقوات الأميركية المنتشرة في الخليج، وبعد يوم من إعلان الجيش الأميركي حالة التأهب القصوى عدة دقائق في القاعدتين الجويتين الأميركيتين "العديد" بقطر و"الظفرة" بالإمارات، نشر الحرس الثوري الإيراني، أمس، صوراً فضائية لـ "العديد" أكد أنه التقطها عبر القمر الاصطناعي العسكري "نور".

ووفقاً لوكالة "فارس" الإيرانية: "نشرت القوة الجو ـــ فضائية التابعة للحرس الثوري صوراً عالية الدقة ملتقطة بواسطة القمر الاصطناعي نور لقاعدة "العديد"، مركز تجمّع القوة الجوية الأميركية الإرهابية".

وتعد قاعدة "العديد" أكبر قاعدة جوية للقوات الأميركية، ويوجد فيها 13 ألف عنصر.

وأطلقت إيران "نور"، قبل أشهر، ووضعته في مدار على بعد 425 كم عن سطح الأرض.

إعلان التأهب

ومساء أمس الأول، أعلنت القيادة الوسطى بالجيش الأميركي في بيان، أن مناورات "الرسول الأعظم" للحرس الثوري في الخليج تسبّبت بفرض إعلان حالة التأهب القصوى في "العديد" و"الظفرة"، بدافع الحرص الزائد لأن تقييما أولياً أظهر وجود خطر محتمل. وجاء في البيان أن "الحادثة استغرقت دقائق وأُعلن أن كل شيء آمن بعد أن زال ما يشير إلى وجود خطر".

وكانت شبكة CNN الاخبارية الأميركية نقلت أيضاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الاستنفار في القاعدتين جاء بعدما أظهرت المؤشرات الاستخباراتية أن هجوماً إيرانياً بالصواريخ الباليستية يستهدف القاعدتين.

وطُلب من العناصر الموجودين في القاعدتين حماية أنفسهم بضع دقائق قبل التأكد من أن الوضع آمن، وشمل الأمر التأكد من أن العناصر في مخابئ أو في مبانٍ مصفحة.

وتم اتخاذ وضع التأهب العالي أخذاً بالاعتبار الوقت القصير الذي تستغرقه الصواريخ في المنطقة، حسبما قال مسؤولون، وأكدوا أيضاً عدم وصول صواريخ إلى القاعدتين وأنهم يراجعون البيانات للتأكد مما حدث، إذ تُجري إيران عدداً من الأنشطة التدريبية العسكرية.

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان التلفزيون الرسمي الإيراني أن الحرس الثوري بدأ تدريبات "الرسول الأعظم"، بمشاركة قواته البحرية والجوية.

وقال الحرس الثوري، في بيان نقلته وكالة "فارس"، إن قواته البحرية والجوية "ستستخدم الصواريخ والطائرات المسيرة ووحدات الرادار في التدريبات".

مناورات

وأمس، واصلت قوات الحرس الثوري، المرحلة الأخيرة من مناورات "الرسول الأعظم" في مضيق هرمز الاستراتيجي، التي انطلقت، أمس الأول، بين القوتين البحرية والجو ـــ فضاء التابعة للحرس.

ووفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية فقد "استعرضت قوات الجو ـــ فضاء في الحرس الثوري بعض قدراتها الواسعة في مواجهة تهديدات العدو الافتراضي من خلال استخدام تكتيكات ومعدات جديدة".

ومثّل النشاط الأبرز أمس، إطلاق صواريخ باليستية من أعماق الأرض مموهة ومتخفية بالكامل، ولفت الحرس إلى أن هذا "إنجاز مهم يمكن أن يشكل تحديات خطيرة لمنظمات استخبارات العدو في حال المواجهة المحتملة".

وكان "الحرس الثوري" أعلن في مايو الماضي إنشاء قواعد ومدن صاروخية تحت الأرض، على طول الشريط الساحلي الإيراني للخليج وبحر عمان، مضيفاً أنه سيستعرضها في الوقت المناسب.

جاهزية قتالية

وأوضح مساعد قائد الحرس الثوري لشؤون العمليات والناطق باسم المناورات، العميد عباس نيلفروشان، أن "إجراء هذه المناورات الكبرى المشتركة يأتي في إطار المحافظة والارتقاء بمستوى الجاهزية القتالية".

وأضاف أن "هذه المناورات تنفذها القوة البحرية والقوة الجو ـــ فضائية التابعة للحرس في مجالات البر والجو والبحر والفضاء وفقاً للجدول الزمني للتمارين".

المرحلة النهائية

وخلال اليوم الثاني من المرحلة النهائية لمناورات "الرسول الأعظم 14"، أعلن الحرس الثوري في بيان أن طائرات حربية من طراز "سوخوي 22" أَطلقت النيران تجاه مجسم لحاملة طائرات معادية مفترضة ودمّرت جسر القيادة فيها، كما اختبر الحرس طائرات استطلاع من طراز "شاهد 181" و"مهاجر" و"باور"، إضافة إلى تدمير أهداف افتراضية في جزر فارور بواسطة القذائف المجنحة.

وأضاف البيان، أنه تم تنفيذ عمليات قتالية صاروخية ناجحة من خلال إطلاق صاروخين أرض ـــ أرض "هرمز" و"فاتح" وصاروخ باليستي على أهداف محددة، إضافة إلى إطلاق نيران للدفاع الجوي بالغة الدقة.

وأقيمت هذه المناورات في المنطقة العامة لمحافظة هرمزكان بجنوب إيران، الواقعة في غرب هرمز.

على صعيد آخر، ورغم محاولات السلطات الإيرانية التهوين من الانفجار الذي وقع، أمس الأول، في إقليم كرمانشاه الغربي وتسبب بحريق كبير في المنطقة، أكد مصدر أمني إيراني مطلع لـ "الجريدة" أن "انفجار كرمانشاه الذي أدى إلى احتراق أكثر من سبع شاحنات وقود، استهدف في الواقع مركز الدفاعات غير التقليدية الذي يقع خلف موقف الشاحنات".

ومن المعروف أن "مركز الدفاعات غير التقليدية" هو المسؤول عن مواجهة أي هجمات أمنية وعسكرية معادية لا ينطبق عليها تعريف الحروب التقليدية، مثل الهجمات الإلكترونية أو البيولوجية أو التشويش غير العسكري أو أعمال تخريب لمنشآت مدنية أو نشر الفيروسات.

وأوضح المصدر نفسه، "أن الأجهزة الأمنية أصدرت أوامر إلى جميع الأجهزة الحكومية في كرمانشاه بعدم التصريح عن أسباب الحريق والاكتفاء بالإشارة إلى ترجيح وقوع حادث تقني".

لكن المصدر أكد أن "الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً بما أن الانفجار يشبه إلى حد بعيد ما حصل في منشأة نطنز النووية ومجمع بارشين العسكري التابع للبرنامج الباليستي".

وأضاف أن "الانفجارات في نطنز وبارشين كذلك في مستوصف بمنطقة تجريش وقعت بسبب استهداف مخازن غاز"، وعزا هذا الأمر إلى "عدم قدرة الأجهزة المعادية على إدخال كميات كبيرة من المتفجرات الى البلاد".

ومنذ أواخر يونيو الماضي، تم الإعلان عن سلسلة حرائق وانفجارات غامضة في مواقع عسكرية وصناعية ومنشآت نووية، وأيضاً معامل تكرير نفط ومحطات طاقة ومصانع وشركات.

ووقع ما لا يقل عن 14 انفجاراً وحريقاً، كان أهمها انفجار قاعدة "خجیر" للصواريخ شرق طهران قرب موقع بارتشين العسكري، في 26 يونيو الماضي، كذلك استهداف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بمنشأة نطنز في أصفهان في الثاني من يوليو الجاري.

back to top