تأهب في قاعدتي العديد والظفرة تحسباً لصواريخ إيرانية

تدمير حاملة طائرات وهمية في هرمز خلال مناورات للحرس الثوري

نشر في 29-07-2020
آخر تحديث 29-07-2020 | 00:05
صاروخ إيراني الصنع لحظة إطلاقه خلال المناورات على باب الخليج           (رويترز)
صاروخ إيراني الصنع لحظة إطلاقه خلال المناورات على باب الخليج (رويترز)
أطلقت ايران مناورات واسعة في مضيق هرمز الاستراتيجي في الخليج في وقت استمرّت الانفجارات والحرائق المجهولة في هزّ مناطق مختلفة، كان آخرها لحريق ضخم أتى على مجموعة من صهاريج النفط في إقليم كرمانشاه الغربي.
وُضعت قاعدتان أميركيتان في الشرق الأوسط في حالة تأهب عالية في وقت مبكر أمس، بعد أن أظهرت المؤشرات الاستخباراتية أن هجوماً إيرانياً بالصواريخ الباليستية كان يستهدف القاعدتين، وفقاً لما ذكره مسؤولون عدة في وزارة الدفاع الأميركية لـCNN.

وطُلب من العناصر الموجودين في قاعدتي «العديد» في قطر و«الظفرة» في الإمارات حماية أنفسهم بضع دقائق قبل التأكد من أن الوضع آمن، وشمل الأمر التأكد من أن العناصر في مخابئ أو في مبانٍ مصفحة.

وتضم هاتان القاعدتان عمليات مكثفة للقوات الأميركية، وقد أُثيرت المخاوف من استهداف إيراني لهاتين القاعدتين يشابه ذلك الذي استهدف قاعدة الأسد في العراق في يناير الماضي.

وتم اتخاذ وضع التأهب العالي أخذاً بالاعتبار الوقت القصير الذي تستغرقه الصواريخ في المنطقة، حسبما قال مسؤولون، وأكد مسؤولون أيضاً عدم وصول صواريخ إلى القاعدتين وأنهم يراجعون البيانات للتأكد مما حدث، إذ تُجري إيران عدداً من الأنشطة التدريبية العسكرية.

وبينما يتواصل مسلسل حوادث الحرائق والانفجارات الغامضة التي طالت منشآت ومواقع كبرى بعضها في مدن حساسة خلال الأسابيع الماضية في إيران، أعلنت العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني في بيان امس، بدء مناورات صاروخية وبحرية في الخليج ومضيق هرمز الاستراتيجي، في خطوة يبدو أنها تأتي رداً على حادثة اعتراض طائرة ركاب ايرانية مدنية من مقاتلات أميركية فوق سورية الخميس الماضي.

وأضاف البيان، إن «مناورات الرسول الأعظم الــ 14 لحرس الثورة بدأت صباح اليوم (أمس) في المنطقة العامة من محافظة هرمزكان، غرب مضيق هرمز، والخليج حتى عمق البلاد، وفي البر والبحر والجو والفضاء، وبمشاركة القوات البحرية والجوية التابعة لحرس الثورة الإسلامية».

وأوضح أنه «في المرحلة الأخيرة من المناورات، ستنفذ الوحدات الصاروخية والبحرية والمسيرة التابعة لبحرية الحرس، والوحدات الصاروخية والمسيرة والرادار التابعة لقوات الجو ـــ فضاء لحرس الثورة، العمليات والسيناريوهات المحددة لهذه المناورة».

المتآمرون

وفي كلمته أمام حشد من قادة القوات المسلحة خلال المناورات، حذّر قائد «مقر خاتم الانبياء المركزي» اللواء غلام علي رشيد «الاعداء من مغبة التآمر لزعزعة استقرار ايران اثناء جهاد الشعب في عملية مكافحة فيروس كورونا والصمود في مواجهة الغطرسة الاميركية» مؤكدا ان «هؤلاء سيدفعون ثمناً باهظاً».

وقال: «قواتنا المسلحة تستخدم أقصى طاقاتها الردعية في الدفاع والهجوم والرد الحازم على التهديدات والخطوات الرامية لزعزعة الاستقرار في المكان والزمان المناسبين». وأضاف ان «الأنظمة الغاصبة والفاسدة التي ذاقت مرارة القدرات الهجومية للقوات المسلحة الايرانية في الرد على تهديداتها وغطرستها ينبغي عليها انتظار دفع أثمان باهظة على سلوكياتها الوقحة والخطيرة ضد الشعب الايراني».

وكانت إيران أثارت جدلا أخيرا بعد أن أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية قيامها بتصميم نسخة وهمية مجسمة من حاملة طائرات أميركية ونقلتها إلى مياه مضيق هرمز لغرض استخدامها في المناورات.

عدم الانخداع

من ناحيته، دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية محسن بهاروند دول المنطقة والعالم إلى عدم الانخداع بالولايات المتحدة والاستماع لتحريضها على تمديد حظر الأسلحة على إيران.

وقال بهاروند في تصريح نقلته وكالة «فارس» الإيرانية امس، إن «الهدف الأساس للأميركيين هو تقويض الاتفاق النووي وإثارة فوضى جديدة في المنطقة»، محذراً من أن النتيجة الحتمية لهذا السلوك الأميركي غير العقلاني ستكون خسارة جميع دول المنطقة وما أبعد منها. وأشار إلى أن الأميركيين يعلمون جيدا بأن إيران لم ولن تشكل تهديدا لدول المنطقة أبداً.

وكان المبعوث الأميركي الخاص بملف إيران برايان هوك دعا، أمس الأول، من الكويت التي زارها في اطار جولة اقليمية شملت دولا خليجية، جميع الدول إلى التنبه لضرورة تمديد حظر السلاح على إيران في مجلس الأمن، والذي من المقرر البدء برفعه تدريجياً في اكتوبر المقبل وفق الاتفاق النووي.

ورداً على سؤال حول خطة اميركا لتفادي فيتو روسي او صيني على مشروع القرار الذي يمدد الحظر، قال هوك ان بلاده ستبقي مفاعيل الحظر سارية «بشكل أو بآخر»، في حال رفض القرار في المنظمة الدولية. وكان هوك يشير بذلك الى امكانية تشكيل تحالف اقليمي واسع يساهم في ابقاء هذا الحظر.

انفجار جديد

في غضون ذلك، وقع انفجار في إقليم كرمانشاه الغربي، أمس، تسبّب بحريق كبير في المنطقة.

وذكرت وكالة «ميزان» الإيرانية للأنباء، أن انفجارا أشعل النار في عدد من صهاريج الوقود في مكان انتظار السيارات في منطقة دولت اباد الصناعية، في كرمانشاه.

وتحدّثت «وكالة أنباء الطلبة» (إسنا) عن انفجار صهاريج وقود، تسببت في حريق كبير في المنطقة.

من جانبه، قال حاكم كرمانشاه فضل الله رنجبار: «اندلع الحريق أثناء إصلاح محرك إحدى المركبات الثقيلة في المرآب ثم امتد إلى سبع شاحنات أخرى»، مؤكداً إرسال فرق الإطفاء إلى مكان الحادث لإطفاء الحريق». وقال رنجبار: «لم يحدث أي انفجار، والدخان الأسود في سماء مدينة كرمانشاه مرتبط بهذا الحادث».

وأفاد متحدث باسم خدمات الطوارئ في البلاد عن إصابة 5 بينهم أربعة من رجال الاطفاء.

ووفقا للسلطات المحلية، تعود الناقلات لشركة خاصة، وليس لوزارة النفط الإيرانية.

ومنذ أواخر يونيو الماضي، تم الإعلان عن سلسلة حرائق وانفجارات غامضة في مواقع عسكرية وصناعية ومنشآت نووية، وأيضا معامل تكرير نفط ومحطات طاقة ومصانع وشركات.

ووقع ما لا يقل عن 14 انفجاراً وحريقاً، كان أهمها انفجار قاعدة خجیر للصواريخ شرق طهران قرب موقع بارتشين العسكري، في 26 يونيو الماضي، وكذلك استهداف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بمنشأة نطنز في أصفهان في 2 يوليو الحالي.

أول رد

على صعيد آخر، وفي أول تعليق على الرسالة التي بعثها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي عرض فيها مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، عن الناطق باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسيفي، إن «وجهة نظر أحمدي نجاد، طالما أنه لا يزال مواطنا عاديا مثل العديد من الإيرانيين الآخرين، لا علاقة لها بسياسات الحكومة والإدارة في الوقت الحالي».

back to top