العلاقة بين السرطان والفساد يا سمو الرئيس

نشر في 27-07-2020
آخر تحديث 27-07-2020 | 00:10
 أحمد يعقوب باقر السرطان مرض خطير يصيب جسم الإنسان، والفساد أيضاً مرض خطير يصيب الدول والمجتمعات، والغريب هو ذلك التشابه المذهل بين المرضين:

فالسرطان يودي بحياة الإنسان إذا لم يكتشف ويعالج، وكذلك الفساد يودي بحياة الدول إذا لم يمنع ويكافح، إذ يوصي الأطباء بالفحص الدوري للنساء للتأكد من "سلامة" الثدي من سرطان الثدي من بدايته، كما يوصون بالمنظار للرجال لاكتشاف أي بوادر لسرطان القولون أو البروستاتا قبل "تضخمها"، وكذلك يوصي المتخصصون في مكافحة الفساد بالفحص والرقابة الدورية للسجلات والأعمال للتأكد من "سلامتها"، كما يوصون بفحص الحسابات الشخصية للمسؤولين لمعرفة مدى "تضخمها".

لا يفرق السرطان بين الصغير والكبير، ولكن أكثر تركيزه على كبار السن المتقاعدين، وكذلك الفساد أصاب المؤسسة التي تضم كل المتقاعدين، ويتصف مرض السرطان بسرعة الانتشار في الجسم، وباستطاعته أن يكوّن خلايا سرطانية في أماكن بعيدة عن الورم الأصلي في الجسم تسمى أوراما ثانوية (metastasis)، وكذلك الفساد سرعان ما ينتشر ويكوّن بؤر فساد جديدة، فبعد أن يظهر مثلاً في "الداخلية" سرعان ما تظهر له بؤرة في "الشؤون" وبعدها في "الموانئ"، وقد يكوّن بؤرة في "مجلس الأمة".

السرطان هو تضخم وورم، يعرفه الأطباء وأجهزتهم بالأشعة والسونار، أما الفساد فيعرفه الناس بعيونهم الثاقبة بظهور "أورام" الثراء المفاجئ للفاسد و"انتفاخ" أرصدته وتحويلاته، ونوعية سياراته ومنزله الذي تحول إلى قصر، بالإضافة الى ساعات ومجوهرات الموديلات التي تظهر من غير "أشعة" بسبب إعلانات مزعومة.

وقد تصدر المحاكم أحكامها أو لا تصدر، ولكن يبقى التساؤل هو: كيف حصل؟ ولماذا؟ ومن أطرافه وبؤره الثانوية؟ فعلاج السرطان لابد له من أطباء أكفاء حائزين على أعلى "البوردات" من أحسن الجامعات والمستشفيات العالمية، وكذلك الفساد لا بد لعلاجه من مسؤولين أكفاء ينطبق عليهم قول الله تعالى "القوي الأمين"، وليسوا من أصحاب الشهادات المضروبة أو التعيين بالواسطة أو من جماعة هذا ولدنا.

علاج السرطان قاس ومؤلم، وقد يحتاج إلى بتر المناطق المصابة والأنسجة الملاصقة لها أيضاً، وكذلك علاج الفساد يستلزم إجراءات قوية وقاسية، فلابد من بتر الفاسدين ومن حولهم أيضاً، وكذلك من عيّنهم ومن تعين بواسطتهم أو بالبراشوت.

لذلك وانطلاقا من هذا التشابه نرجو من سمو رئيس الوزراء أن يحول بروتوكول العلاج الطبي للسرطان إلى برنامج لعلاج الفساد بإجراءات شفافة وفعالة بأسلوب الاكتشاف والبتر الطبي نفسه، فيزيل الفساد ومن أتى به وكل من حوله ومن وراءه، فلم يعد جسم الكويت يتحمل هذا المرض.

والله الموفق.

back to top