الرئيس عبدالفتاح السيسي يدعو إلى «اصطفاف وطني»: نواجه أخطر تهديدات

• الداخلية تحبط «مخططاً إخوانياً»
• إدارة ترامب تبحث تعليق مساعدات لأديس أبابا

نشر في 24-07-2020
آخر تحديث 24-07-2020 | 00:05
فتى مصري ينشد أغاني وطنية في أوبرا القاهرة قبل أيام (رويترز)
فتى مصري ينشد أغاني وطنية في أوبرا القاهرة قبل أيام (رويترز)
بعد أيام على نيله أول تفويض نيابي بتاريخ مصر لإرسال قوات إلى خارج الحدود، تحديداً إلى ليبيا، دعا الرئيس السيسي إلى اصطفاف وطني واصفاً التحديات التي تواجهها مصر بالأخطر في تاريخها الحديث.
في وقت تواجه مصر تحديات استراتيجية خطيرة على حدودها الغربية وفي منابع النيل وسيناء، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس إلى "اصطفاف وطني" محذراً من أن البلاد تمر بتحديات غير مسبوقة لم تمر بها عبر تاريخها الحديث كله.

وفي كلمة بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة يوليو 1952، بثها التلفزيون المصري، أمس، قال السيسي إنه "مثلما كان جيل ثورة يوليو على موعد مع القدر، فإن الله قدر لهذا الجيل أن يواجه تحديات لم تمر بها مصر عبر تاريخها الحديث، وإن التهديدات التي تواجه أمننا القومي تجعلنا أكثر حرصاً على امتلاك القدرة الشاملة والمؤثرة للحفاظ على حقوق ومكتسبات الشعب، وتجعل من اصطفافنا الوطني أمراً حتمياً".

وتابع الرئيس المصري مخاطباً شعبه: "لعلكم تدركون ما يدور حولنا من أمور بالغة الخطورة وشديدة الحساسية، تتطلب أن يكون المصريون جميعاً على قلب رجل واحد، واثقين في قدرتهم على عبور الأزمات على النحو الذي يحفظ لمصر أمنها، ويضمن للمصريين حقهم في الحياة في وطن مستقر، وطن يسعى أن تكون قيم التعاون والبناء والسلام أساساً للعلاقات الإنسانية بين كل الشعوب".

وأشار إلى أن "عقيدة مصر الراسخة مبنية على احترام الآخر والساعية لبذل كافة الجهود الممكنة لمنع نشوب الصراعات، لكنها في الوقت ذاته قادرة وقت الحاجة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية حقوقها ومكتسباتها التاريخية"، موجها التحية لجيل ثورة يوليو والذي تمكن من نيل الحرية وانتزاع استقلال القرار الوطني، وخص بالتحية الرئيسين السابقين محمد نجيب وجمال عبدالناصر.

وكان لافتاً حديث السيسي عن البعد الإفريقي لثورة يوليو، قائلاً، إن "ضياء ثورة يوليو المصرية امتد ليشمل قارتنا الإفريقية والمنطقة العربية بأسرها، إيذاناً ببزوغ حقبة تاريخية جديدة تنعم فيها الشعوب بمكتسباتها، ويكون قرارها نابعاً من إرادتها الوطنية الخالصة، فانطلقت حركات التحرر الإفريقي والعربي مسترشدة بما حققته الثورة المصرية الوليدة من إنجازات على أرض الواقع، وداعمة لكل الشعوب التي ترغب في الحرية والاستقلال".

وشدد على أن "مصر ماضية لاستكمال روح ثورة يوليو، عبر تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لبناء وطن قوي متقدم في جميع المجالات، على نحو يستطيع معه المواطن لمواجهة تحديات العصر".

وأشاد بالشعب المصري لأنه من خلال وعي هذا الشعب العظيم ومخزونه الحضاري العميق، والفهم الدقيق لظروف مصر "فإنني على ثقة كاملة من قدرتنا على تحقيق الأهداف المنشودة والوصول إلى المكانة المأمولة لتأمين حاضر مصر".

حديث الرئيس المصري عن التحديات التي تواجهها بلاده يأتي في وقت تواجه القاهرة ملفات إقليمية مشتعلة، إذ وافق البرلمان المصري لأول مرة على إرسال قوات إلى الخارج وتحديداً ليبيا، لمنع سيطرة حكومة الوفاق وميليشياتها على شرق ليبيا، الأمر الذي ترى فيه القاهرة خطراً استراتيجياً على أمنها القومي، كما أثبت الهجوم الإرهابي في سيناء الثلاثاء الماضي، أن التكفيريين المسلحين يشكلون خطراً على أمن البلاد، دون أن ننسى ملف سد النهضة الذي يهدد حصص مصر التاريخية في مياه النيل بالضياع.

خلية إخوانية

في الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس، إلقاء القبض على ستة عناصر إخوانية، استهدفوا إثارة البلبلة بالتزامن مع بدء انتخابات مجلس الشيوخ الشهر المقبل، وقالت الداخلية إن العناصر نفذوا مخططات إثارة الشائعات عبر فيديوهات مفبركة حول ليبيا وسد النهضة لدفع المواطنين للتظاهر، بتحريض من أربع قيادات إخوانية هاربة في تركيا.

صمت ورد

وبينما تبحث الإدارة الأميركية إمكانية تعليق بعض المساعدات إلى إثيوبيا في حال استمرت في عرقلة التوصل الى اتفاق حول النهضة، حسب ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، إن نهر النيل ملك لكل دول المصب، فيما يشبه الرد على تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندرغاشو، قال فيها إن "النيل لنا".

وأضاف حمدوك، بحسب ما نقلت الصحف السودانية: "السودان يعمل بشكل جاد مع شركائه للوصول إلى اتفاق يضمن عدم تضرر مصالح إثيوبيا أو مصر أو السودان، من أجل الوصول إلى اتفاقية محكمة، تتضمن كافة الجوانب بما في ذلك ملء وتشغيل سد النهضة"، وأصدر حمدوك قراراً الأربعاء، بتشكيل لجنة عليا لمتابعة ملف سد النهضة، بعضوية وزير شؤون مجلس الوزراء، ووزير العدل، ووزير الري، ووزير الخارجية، ومدير المخابرات العامة.

وعقدت القمة الإفريقية المصغرة عبر الفيديو، بمشاركة قادة الدول الثلاث مع رئيس جنوب إفريقيا بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي في دورته الحالية، الثلاثاء الماضي، وتوصلت إلى مواصلة المفاوضات والتركيز على التوصل إلى اتفاق ملزم يتضمن آلية قانونية ملزمة لفض النزاعات، ليخرج بعدها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ليعلن بلهجة المنتصر إتمام الملء الأول لبحيرة سد النهضة بشكل منفرد.

back to top