المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يؤجل مهرجاناته السنوية

يعتمد الأنشطة الافتراضية الرقمية بديلاً عن التقليدية حتى نهاية 2020

نشر في 21-07-2020
آخر تحديث 21-07-2020 | 00:05
بديلاً عن الأنشطة التقليدية، يعتمد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الأنشطة الافتراضية الرقمية حتى نهاية 2020، والاستمرار في التحول الرقمي مستقبلاً.
اتخذ وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، قراراً بناء على توصية لجنة أمناء المجلس لتأجيل وترحيل جميع المهرجانات الثقافية والفنية المتبقية من هذا العام الى العام القادم، بما فيها معرض الكويت الدولي للكتاب (45)، لتداعي تفشي جائحة وباء كورونا، التي سادت العالم، وألحقت أضراراً بالغة في العديد من القطاعات الخدمية والتنموية ومنها الثقافة والفنون والأثار والمتاحف.

توجيهات مجلس الوزراء

واتخذ هذا القرار حرصاً من "الوطني للثقافة" على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، وضيوف وزوار الكويت من كل الدول العربية والإسلامية، والتزاماً بقرارات وتوجيهات مجلس الوزراء، وتعليمات وارشادات السلطات الصحية والأمنية باتخاذ كل التدابير والاحتياطات الاحترازية اللازمة لضمان حماية الجمهور، وتوفير البيئة الصحية السليمة تجاه اجتياح وباء كورونا، وتفادياً لوقوع أي إصابات في مهرجانات المجلس الوطني.

القرار الرشيد

وصرح الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل، في بيان صحافي، بأن "تداعيات تفشي الجائحة تدفعنا إلى مواجهة التحديات الجسام بوضع صحة وسلامة الجماهير المرتادين للمهرجانات الثقافية والفنية على قمة الأولويات، كما أن الأمانة العامة تقدر حجم الصعوبات والمعوقات التي تعترض متطلبات التحضيرات والاستعدادات العديدة لتنظيم وإقامة المهرجانات ومعرض الكويت الدولي للكتاب، حيث يتطلب حشد طاقات جميع العاملين بالمجلس الوطني والتعاون الوثيق مع عدة جهات حكومية وأهلية داخل الكويت وخارجها، بينما الأوضاع الحالية لا تسمح بذلك، وان اتخاذ هذا القرار الرشيد يحقق المصلحة العامة، ويدرأ الخطر عن الناس، ويؤمن الوقاية والسلامة للجميع".

ووصف العبدالجليل قرار الترحيل لكل المهرجانات المتبقية بالمؤلم الذي لابد منه، وقال: "يعز علينا بكل أسف أن ننقطع عن التواصل المباشر مع جمهورنا في المسارح والمعارض والمتاحف والمباني التاريخية والمكتبات وغيرها".

وأوضح أن القرار المتخذ يشمل تأجيل مهرجان "صيفي ثقافي" المعتاد إقامته في يوليو، ومهرجان "ليالي مسرحية كوميدية" المعتاد إقامته في سبتمبر، ومهرجان "الكويت السينمائي" المعتاد إقامته في أكتوبر، ومعرض "الكويت الدولي للكتاب" المعتاد في دورته (45) المقرر إقامته في نوفمبر سنوياً، ومهرجان "الكويت المسرحي" المعتاد إقامته في ديسمبر سنوياً، وستقام جميع هذه المهرجانات والمعرض الدولي للكتاب في مواعيدها المعتادة العام المقبل.

وأكد الأمين العام مدى حرص واهتمام المجلس البالغين بمعرض الكويت الدولي للكتاب بشكل خاص، الذي يعد من المعارض الرائدة والمتميزة في عالمنا العربي، المتواصل في إقامته سنوياً منذ عام 1975، الا عندما تعرضت البلاد للغزو والاجتياح الآثم والغاشم في 1990، كما أبدى تقديره لدور النشر الكويتية، التي شهدت نمواً ملحوظاً في تطورها وانتشارها وحسن إدارتها كمشروعات ثقافية صغيرة تنشر المعرفة والتنوير في المجتمع، ولها رصيد وافر من الأنشطة الفكرية والثقافية المتميزة، و"من المؤسف أن نتخذ قرار التأجيل ويشمل ذلك مشاركة دور النشر الكويتية إلى جانب شقيقاتها العربيات، مع مشاركات واسعة رسمية حكومية وأهلية من هيئات نشر ومكتبات عربية كبرى، والآن الظروف القاهرة والصعوبات الجمة تحول دون إقامة المعرض هذا العام، حتى ضمان زوال الخطر والوباء على الأمة وتجنب إقامة فعاليات كبرى ذات تجمعات حاشدة فترة طويلة على غرار معرض الكويت الدولي للكتاب".

وذكر الأمين العام ان هناك عدة دول عربية قامت بتأجيل معارضها للكتاب في العواصم العربية مثل الرياض وأبوظبي والمنامة وغيرها.

العطاء الثقافي

من ناحية أخرى، أشاد الأمين العام بالجهود التي يبذلها العاملون في قطاعات المجلس المحدود عددهم، من أجل استمرار ومواصلة تقديم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والمكتبة الوطنية والمتحف الوطني عبر منصات رقمية إفتراضية، حيث نظم المجلس عدة ندوات ومعارض ومسابقات عن بعد بالتواصل المرئي الإلكتروني المفتوح للجميع، وسيقيم المجلس مؤتمر المتاحف العربية بين الثقافة والتنمية في الفترة من 23 حتى 25 الجاري، وسيقدم المجلس أنشطة أخرى تعتمد على التواصل الرقمي، ولهذا الغرض، عقد اتفاقاً كشريك استراتيجي مع شركة التقدم العلمي للنشر التابعة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، لإقامة معرض افتراضي رقمي للكتاب يقتصر على دور النشر الكويتية، وإصدارات المجلس الوطني ومطبوعاته، وذلك في الفترة من 4 حتى 16 أغسطس 2020، وبذلك يقدم المجلس مع "التقدم العلمي" حلولا مبتكرة لاقتناء القراء للكتب وتوفير خدمات التجارة الإلكترونية لدور النشر الكويتية، وتمكينها من الوصول الى عامة الجمهور وخدمة القراء والباحثين والمؤلفين، ومواصلة العطاء الثقافي والعلمي والأدبي، تحت إشراف مؤسستين متخصصتين بنشر ودعم العلم والثقافة في الكويت، وسنعلن قريبا الكثير من تفاصيل المعرض الافتراضي القادم.

منصة افتراضية

ويدرس المجلس الوطني حالياً إقامة معرض بديل لمعرض الكويت الدولي للكتاب على منصة رقمية افتراضية واسعة ومتطورة تكنولوجيا، وبحجم ومستوى محلي وعربي مع مشاركات المؤسسات الحكومية المعنية بالإصدارات والمطبوعات القيمة ونشر المعرفة في داخل البلاد وفي الوطن العربي، لإطلاق المعرض قبل نهاية نوفمبر القادم.

وهناك خيار آخر تم تدارسه في المجلس الوطني يعوض نسبياً تأجيل المعرض الدولي للكتاب، ويخدم دور النشر الكويتية بإقامة معرض آخر محلي مفتوح للجمهور خلال مهرجان القرين الثقافي المقبل (27) في يناير 2021، إن سمحت الأوضاع والظروف الصحيحة بذلك.

وشدد الأمين العام على دور المجلس الوطني في التلاقي والتفاعل مع العالم العربي والإسلامي ودوليا في الثقافة، فالمجلس كمؤسسة ثقافية رسمية سعت منذ إنشائها في عام 1973 الى بناء جسور وعلاقات من المحبة والسلام بين الشعوب والدول في كل أنحاء العالم، وتوظيف الثقافة والفنون كقوة ناعمة لإبراز الجوانب الحضارية لدولة الكويت، واستطاع وضع العديد من تظاهراته الثقافية على الخريطة العربية بكل اقتدار ونجاح.

تحديات

وأضاف العبدالجليل "سيواصل المجلس تكثيف وتوسيع جميع وسائل نشر الثقافة والمعرفة والأعمال الفنية عن بعد عبر المنصات الرقمية وعلى موقع المجلس على شبكة الإنترنت، فلقد أثبتت التحول الرقمي والتواصل نجاحه الباهر، وأثبت القدرة على تفعيل وإيصال جميع منتجات الثقافة والصناعات المعرفية، متواصلة لا تنضب ولا تنقطع في زمن تحديات الأزمات والأوبئة".

وختم بيانه بالدعوة الى الباري عز وجل بسرعة زوال هذا الوباء عن البشرية جمعاء، وأن يوفق حكومتنا الرشيدة لما فيه خير البلاد بفضل حكمة القيادة السياسية التي لم تدخر وسعا وجهدا ودعما في بذل الغالي والنفيس من أجل حماية جميع من يقطن على أرض الكويت الخيرة بلد الأمن والأمان والإنسانية من شر هذا الوباء.

العبدالجليل يلتقي الناشرين عبر «زووم»

تعقد الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لقاء برئاسة الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل عبر منصة «زووم» الإلكترونية، يضم عدداً من أصحاب دور النشر والمكتبات الكويتية والأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين د. خالد عبداللطيف رمضان لمناقشة دواعي وأسباب تأجيل معرض الكويت الدولي للكتاب الـ45، يوم 23 الجاري الساعة 1 ظهراً.

وسيشارك في اللقاء مسؤولو تحرير الصفحات الثقافية في الصحف الكويتية، وممثل عن وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، ومستشارو مكتب الأمين العام، لبحث استئناف عموم الأنشطة الثقافية المرتبطة بالكتاب بشكل يتلائم مع ظروف تفشي جائحة فيروس كورونا، وتبادل الآراء بشأن الحلول الهادفة إلى الاستمرار في تقديم الأنشطة والفعاليات بالتواصل الرقمي.

التأجيل يشمل «صيفي ثقافي» و«ليالي مسرحية كوميدية» و«الكويت السينمائي»

إقامة معرض الكويت الدولي للكتاب ومهرجان المسرح في 2021
back to top