قمة «الفرصة الأخيرة» لإنقاذ مفاوضات سد النهضة

نشر في 19-07-2020
آخر تحديث 19-07-2020 | 00:05
سد النهضة
سد النهضة
وسط أجواء مشحونة وشد حبال في حوض النيل الشرقي، كثف الاتحاد الإفريقي اتصالاته مع مصر والسودان وإثيوبيا، لإنقاذ جولة مفاوضات سد النهضة المتعثرة، عبر الدعوة إلى قمة مصغرة بعد غد، لوضع حد لأخطر أزمة من نوعها في الإقليم.

ووسط تشكيك في قدرة الاتحاد القاري على حل الأزمة المزمنة، سعى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي الحالي، لاحتواء أزمة الحديث عن بدء إثيوبيا ملء بحيرة السد دون اتفاق، والتي كادت تفجر أزمة تعصف بالبقية الباقية من المسار التفاوضي.

وأعلن وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، حسبما نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أن الخرطوم تلقت دعوة من جنوب إفريقيا، للمشاركة في القمة، لافتا إلى أن بلاده تتطلع «الى المشاركة بغرض التوصل لاتفاق حول الملء والتشغيل».

وجاءت تحركات جنوب إفريقيا بعد أن سادت حالة من الغضب المكتوم دوائر صنع القرار المصرية، من إعلان وزير الري الإثيوبي بدء الملء في بحيرة سد النهضة، ثم تراجعه عن هذا التصريح، في وقت خرجت تصريحات من مسؤولين سودانيين تتحدث عن نقص حاد في إمدادات نهر النيل الأزرق، مما يكشف عن إغلاق بوابات السد وبدء التخزين فعليا.

وبعد هذه التطورات سارع الرئيس الجنوب إفريقي إلى مهاتفة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن السيسي شدد على «ثوابت الموقف المصري من منطلق ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر».

ودعا الرئيس المصري إلى «بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية، حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب، التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر في مياه النيل».

وسيقدم الاتحاد الإفريقي رؤيته لحل الأزمة، وتترقب القاهرة هذا العرض لاتخاذ خطوتها التالية مباشرة. وبحسب مصادر مطلعة لـ«الجريدة»، فإذا قدم الاتحاد مقترحا يستجيب للشواغل المصرية فستستكمل المسار التفاوضي، مع تأكيد تأجيل الملء الإثيوبي الأول للسد إلى ما بعد التوصل لاتفاق، أما إذا فشلت القمة المصغرة في إقرار توافق فستطوي القاهرة سريعا صفحة هذه الجولة من المفاوضات، وتبدأ إجراءات تصعيدية، بداية من العودة بالملف إلى مجلس الأمن الدولي.

من جهته، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، لـ«الجريدة»، إن ما أثير عن بدء الملء «غير صحيح علميا، لأن ما حدث هو تجمع لمياه الأمطار الغزيرة، بسبب بدء موسم الأمطار على الهضبة الإثيوبية، وهذا العام جاءت نسبتها مرتفعة جدا».

وتابع شراقي: «الممر الأوسط في جسم السد لم يتم الانتهاء منه بعد، وكان بارتفاع 40 مترا العام الماضي، فحجز خلفه نحو مليار متر مكعب العام الماضي، وبلغ ارتفاعه حاليا 70 مترا، مما يعني أنه سيحجز نحو 5 مليارات خلال فترة الأمطار، لكن هناك 4 بوابات في أسفل السد تصرف هذه المياه المتجمعة لكن ببطء، وهي مفتوحة حتى الآن، لكنها ليست بنفس سرعة مجرى النهر الطبيعي، لذا سيتأخر وصول تدفق المياه إلى السودان».

back to top