مصر لإردوغان: جهات ليبية منتخبة تطلب دعمنا

● تقارير عن طرح موسكو «سرت مقابل الجفرة»
● «البنتاغون»: تركيا تنقل مرتزقة إلى ليبيا

نشر في 19-07-2020
آخر تحديث 19-07-2020 | 00:05
مقاتلون موالون لحكومة الوفاق يتجهون إلى سرت قبل أيام (رويترز)
مقاتلون موالون لحكومة الوفاق يتجهون إلى سرت قبل أيام (رويترز)
ردت القاهرة على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، التي انتقد فيها التدخل المصري المحتمل في ليبيا، مؤكدة أن تدخلات أنقرة في الشأن العربي مرفوضة، ومخالفة للقرارات الدولية، بينما كشف تقرير أميركي أن «البنتاغون» رصد نقل تركيا 3800 سوري من أجل القتال في ليبيا.
شنت السلطات المصرية هجوما شديد النبرة على تركيا، أمس، متهمة إياها بالتدخل عسكريا وسياسيا في شؤون دول عربية، دون أي سند شرعي، وفي مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، غداة اعتبار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن التدخلات المصرية في ليبيا «غير مشروعة».

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أمس، إن «التدخلات التركية في ليبيا والمنطقة العربية عموما مرفوضة، ولا تستند إلى أي سند شرعي».

وأبدى المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ اندهاشه «من تصريحات بعض المسؤولين الأتراك عن مدى شرعية مطالبة جهات ليبية منتخبة ومجتمعية بدعم مصري، في مواجهة إرهاب وتطرف يتم جلبه إلى ليبيا من سورية، بعد أن تم نشره في سورية عبر الحدود التركية السورية، وفي أرجاء مختلفة بالمنطقة العربية».

وعبر حافظ عن رفض القاهرة «التدخلات التركية السياسية والعسكرية في الشأن العربي، والتي تفتقر إلى أي سند شرعي، بل وتنتهك قرارات مجلس الأمن، سواء كان ذلك في العراق أو في سورية أو في ليبيا»، مستغربا ما وصفه بـ»مغامرة الإدارة التركية بمقدرات الشعب التركي، عبر التدخل والتورط في أزمات الدول العربية لتعميقها وتعقيدها وتغليب تيارات معينة، لا لشعبيتها، وإنما لمجرد تبعيتها الأيديولوجية لمن يسعى لترويجها».

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التقى مجموعة من ممثلي القبائل الليبية التي جاءت إلى القاهرة لطلب مساعدة الجيش المصري، الخميس الماضي، مؤكدا أن الجيش المصري رشيد وقادر على تغيير المشهد بشكل حاسم في ليبيا لـ»منع تحولها لبؤرة للإرهاب»، وشدد على أن القاهرة ليس لديها أي مواقف مناوئة لحكومة «الوفاق» وللمنطقة الغربية وشعب طرابلس، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي حال تجاوز خط «سرت - الجفرة»، ولن تقبل بزعزعة أمن واستقرار المنطقة الغربية.

تأييد برلماني

وحظيت تصريحات السيسي بتأييد واسع في الداخل المصري، خصوصا داخل البرلمان الذي يحق له دستوريا الاستجابة لمطالب القبائل الليبية، وإعطاء شارة البدء لتحرك القوات المصرية، وقال وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب أحمد فؤاد أباظة، في بيان أمس، إن هناك تأييدا وارتياحا كبيرا من الرأي العام المصري والليبي للرؤية الواضحة من الرئيس للأوضاع في ليبيا، وإجراءات وتدابير حفظ الأمن القومي المصري.

ولفت أباظة إلى أن «الأمن القومي الليبي جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، وأي تجاوز للمرتزقة الموالين للنظام التركي الإرهابي سيقابل بردع بحجم مصر».

تنسيق سعودي

وفي وقت سابق، أكد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، خلال اتصال هاتفي، مساء أمس الأول، مع القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول محمد زكي، حرص البلدين على تعزيز الاستقرار والتصدي لكل أشكال الإرهاب»، وجددا «التأكيد على موقف البلدين في الرفض التام للمساس بالأمن الإقليمي العربي».

3800 سوري

في هذه الأثناء، ذكر تقرير أميركي أن تركيا أرسلت ما يتراوح بين 3500 و3800 مقاتل سوري إلى ليبيا.

وأوضح التقرير، الصادر عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية، أن أنقرة أرسلت ذلك العدد من المقاتلين «مدفوعي الأجر» خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، لافتا إلى أن أنقرة عرضت الجنسية على «آلاف المرتزقة الذين يقاتلون ضد حفتر».

وأشار التقرير، الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، مساء أمس الأول، إلى أن الجيش الأميركي لم يجد دليلا على انتماء المرتزقة إلى تنظيمات متطرفة، موضحاً أن الدافع الأكثر ترجيحاً لهم كان «الحزم المالية السخية، أكثر من الأيديولوجية أو السياسة».

في شأن قريب، رفضت وزارة الخارجية الفرنسية تأكيدات الولايات المتحدة بأن مهمة الاتحاد الأوروبي (إيريني)، لتطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، متحيزة وليست جادة، وقالت إنه ينبغي لواشنطن نفسها عمل المزيد لوقف تدفق الأسلحة.

وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، قال إنه ينبغي لأوروبا ألا تقصر عمليات منع إمدادات الأسلحة على أنقرة، وأن تندد بمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية وموسكو المتهمة إلى جانب دول عربية بمد حفتر بالمرتزقة والسلاح.

صالح والجزائر

من جانب آخر، أفاد تقرير بأن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، المدعوم من «الجيش الوطني»، أجل زيارة عمل للجزائر، لبحث مستجدات الأزمة الليبية.

والزيارة المقررة ، التي تعد الثانية خلال يوليو الجاري، كانت ستأتي في وقت تشدد الجزائر على رفض أي تدخل أجنبي في ليبيا، وتحذر من انزلاق البلاد إلى وضع مشابه لما تعيشه الصومال.

في غضون ذلك، أطلقت قبائل ليبية تحذيرات بعد يوم من لقاء شيوخ وأعيان «المجلس الأعلى لقبائل ليبيا» بالرئيس المصري.

وأعلن «المجلس الاجتماعي» لقبائل ورفلة رفضه أي خطوات من شأنها تقسيم البلاد، وخاطب المجلس مصر بالتنبيه: «ما ضاع في ليبيا قد ضاع، فلا نريد أن يكون ضياع ليبيا سببا في ضياع وخسارة آخر جيش عربي قوي بإمكانه ضرب كل المشاريع التي تستهدف الأمة».

و»ورفلة» هي إحدى أبرز القبائل الليبية، وتنتشر بشكل رئيسي من منطقة بني وليد غربا، مسقط رأس الزعيم الراحل معمر القذافي، وحتى بنغازي شرقا.

وأدان «مجلس أعيان وحكماء» مدينة الزنتان طلب مشايخ موالين لحفتر بتدخل الجيش المصري.

وفي وقت سابق، دعا وزير الداخلية بـ«الوفاق» فتحي باشاغا القاهرة إلى أن تدرك أن مصالحها مع «الحكومة الشرعية في ليبيا».

معركة سرت

وبينما تواصل تشكيلات «الوفاق» إرسال تعزيزات إلى مناطق القداحية وبوقرين، تمهيدا للهجوم على سرت والجفرة، ذكرت مصادر تركية، أمس، أن وفدا روسيا قد يصل إلى أنقرة الأسبوع المقبل، في إطار المباحثات بين البلدين بشأن التطورات في ليبيا.

وأضافت المصادر أن موسكو مستعدة للتفاوض بشأن سرت، مقابل الحفاظ على «الجفرة» التي تعد أكبر قاعدة جوية في ليبيا.

أنباء عن تأجيل زيارة صالح للجزائر وتنسيق مصري - سعودي
back to top