محاولات أميركية مستمرة لإشراك الصين في مفاوضات الحد من التسلح

نشر في 16-07-2020
آخر تحديث 16-07-2020 | 00:00
 ذي دبلومات لا تحبّذ الصين التكلم عن فكرة الحد من التسلح ويتّضح موقفها حين يختار دبلوماسي صيني مرموق، وهو المسؤول عن ملف الحد من التسلح، مناقشة بعض التفاصيل المرتبطة بهذه المسألة، ففي الأسبوع الماضي تطرّق فو كونغ، رئيس قسم الحد من التسلح في وزارة الخارجية الصينية، إلى هذا الموضوع.

لم تشمل تعليقات فو أي أفكار جديدة ولم تثبت أي تغيّر في الموقف الصيني، فقد ذكر أن الصين "يَسُرّها" أن تشارك في المفاوضات الثلاثية في مرحلة معينة، شرط أن تكون بنود التفاوض متكافئة، مما يعني أن تتمكن الولايات المتحدة وروسيا أولاً من تقليص رؤوسها الحربية النووية من آلاف الأسلحة إلى المئات، كتلك التي تملكها الصين (وفق مصدر جدير بالثقة، يصل عدد الرؤوس الحربية الصينية إلى 300 تقريباً).

أعلن فو: "يمكنني أن أؤكد لكم ما يلي: إذا أبدت الولايات المتحدة استعدادها للاكتفاء بالمستوى الصيني من الأسلحة النووية، فستشارك الصين في المفاوضات بكل سرور في اليوم التالي، لكن لن يحصل ذلك".

تطرّق فو أيضاً إلى مواضيع أخرى في بيانه، وكان يتكلم بعد فترة قصيرة على اجتماع فِرَق التفاوض الأميركية والروسية في فيينا، النمسا، لمناقشة مصير "معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية" لعام 2010 أو معاهدة "ستارت" الجديدة: إنها آخر اتفاقية أساسية متبقية للحد من التسلح، وهي ترتبط بالترسانات النووية الاستراتيجية التي تملكها أبرز قوتَين نوويتَين في العالم.

أخذ فريق التفاوض الأميركي، بقيادة مارشال بيلينغسلي، مجازفة خطيرة تتعلق بالأعلام الصينية، في محاولةٍ منه للوم بكين على طاولة المفاوضات، وكتب بيلينغسلي في تغريدة شملت صورة الأعلام الصينية على الطاولة في غرفة مُعدّة للمفاوضات (مع أعلام روسية وأميركية في خلفية المكان): "محادثات فيينا توشك على البدء".

ثم أضاف: "الصين مترددة دوماً، ولا تزال بكين تختبئ وراء "سور السرية العظيم" في ما يخص إمكاناتها النووية ومسائل أخرى كثيرة، ومع ذلك سنتابع التعاون مع روسيا".

لكن لم تنجح هذه المقاربة، فقد ذكرت وزارة الشؤون الخارجية الصينية أن الأعلام التي اختار فريق بيلينغسلي استعمالها لتمثيل الجانب الصيني لم تكن دقيقة، بل إنها عكست سوء نوايا إدارة ترامب في مسألة التفاوض مع الصين.

لا تزال تلك النوايا السيئة قائمة، وبعد تعليقات فو في الأسبوع الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً مفاده أنها "ترحّب بالتزام الصين بالمشاركة في المفاوضات حول الحد من التسلح".

أضاف البيان: "نتيجةً لذلك، يجب أن تشمل الخطوات الحذرة المقبلة اجتماعات مباشرة بين الولايات المتحدة والصين".

تثبت طريقة تحريف تعليقات فو التي لم تشمل أي تغيّر ملموس في موقف الصين من المفاوضات النوايا السيئة التي تحملها الإدارة الأميركية حتى الآن في مقاربتها لهذا الملف.

في نهاية المطاف، يجب أن تعالج الصين هذه المسائل مع الولايات المتحدة، وقد توقّع تونغ تشاو من مؤسسة "كارنيغي" في مقابلة حديثة أجراها مع صحيفة "دبلومات" أن يستفيد الطرفان من التفاوض، لكنّ هذه الطريقة لن تكون الأنسب لإطلاق المحادثات الأميركية الصينية حول الحد من التسلح.

* أنكيت باندا

*«دبلومات»

back to top