لبنان: الحكومة تتأرجح بين البقاء والرحيل

وئام وهاب يدعو حسان دياب للاستقالة... وإيلي الفرزلي يعتبر سعد الحريري مدخلاً رئيسياً للمِّ الشمل

نشر في 03-07-2020
آخر تحديث 03-07-2020 | 00:06
لبنانيون يقطعون الطريق في شمال بيروت بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على الوضع المعيشي (اي بي ايه)
لبنانيون يقطعون الطريق في شمال بيروت بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على الوضع المعيشي (اي بي ايه)
تتأرجح الحكومة اللبنانية بين البقاء والرحيل بعدما ثبت عجزها وفشلها عن مواكبة هذه المرحلة الاستثنائية التي يشهدها لبنان، بما يعيشه من أزمات سياسية ومالية وحياتية غير مسبوقة في تاريخه الحديث والقديم. لكن ما يشفع أو يحول دون إقالتها هو عدم توافر البديل، واستمرار الخلافات السياسية بين القوى والقيادات اللبنانية الذين أنفسهم كانوا السبب في إيصال الوضع إلى ما هو عليه من اهتراء بات يهدد ليس النظام وحسب بالسقوط بل الكيان برمته.

يضاف إلى كل ذلك العزلة التي تخيم على أجواء السراي الحكومي نتيجة غياب الزيارات لسفراء عرب وخليجيين، مقابل حركة دبلوماسية لافتة وناشطة في الآونة الأخيرة يقودها سفير السعودية وليد البخاري بلقائه شخصيات سياسية ومالية ومسؤولين ماليين وأعضاء في وفد التفاوض مع صندوق النقد الدولي وأخيراً أمس الأول السفيرة الأميركية دوروثي شيا وسفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلنغ، إضافة إلى سفير دولة الإمارات حمد الشامسي.

ولعل أبرز موقف يجسد توجهاً سياسياً ما للتغيير الحكومي هو ما قاله أمس نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي اعتبر أن "مبررات إقالة الحكومة الحالية باتت متوافرة ومابقاؤها إلا لعدم توافر البديل في هذا الظرف الدقيق والخطير الذي تشهده البلاد، وأن ما يحكى عن تغيير أو تبديل في اعضائها غير صحيح لأنها خطوات غير مجدية على الإطلاق".

وأضاف أن "هناك إجماعاً على فشلها ورحيلها، وأن حضورها إلى المجلس النيابي بات مجرد تفصيل ولزوم ما لا يلزم"، مشيراً إلى أن "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من المداخل الرئيسية لا بل هو مدخل رئيسي بصناعة لم الشمل اللبناني، وهذا البيت لا يستطيع إلا التفكير بلم الشمل من أجل انقاذ البلد ووضع حد للتدهور الذي نعيشه على كافة المستويات".

وناشد الفرزلي رئيس الحكومة حسان دياب أن "يذهب في اتجاه تسهيل الأمر لإيجاد حكومة بديلة".

ولاقى الفرزلي رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب الذي دعا في "تغريدة"، أمس، "الرئيس دياب للاستقالة قبل أن يسقطوه في الشارع لأن مفاوضات تدور في المجالس المغلقة لتشكيل حكومة والخلاف على بعض التفاصيل".

في موازاة ذلك، اعتبر دياب أن "لبنان في لحظة الاصطدام. لكن، وبكل أسف، خلال الأسابيع الماضية، وحتى اليوم، هناك جهات محلية وخارجية، عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدوياً، وتكون النتيجة حصول تحطم كبير، وخسائر ضخمة".

وقال خلال جلسة مجلس الوزراء أمس، "بكل أسف، هناك جهات في الداخل لا تهتم لمستقبل البلد، ولا يهمها إلا دفتر حسابات المصالح الشخصية المغلفة بحسابات سياسية وطائفية. هذه الجهات إما هي أدوات خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو هي تستدرج الخارج وتشجعه على الإمساك بالبلد للتفاوض عليه على طاولة المصالح الدولية والإقليمية".

وختم: "كيف تتعامل الحكومة مع هذه المخططات والمشاريع؟ هل تستسلم؟ هل تعلن فشلها؟ هل تهرب لترتاح من هذا العبء وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ هل تترك الساحة فارغة؟ هل تواجه؟ هنا التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم كحكومة".

في سياق منفصل، أوقف الجيش السوري على حاجز لقواته في بلدة شنشار في منطقة حمص، قبل يومين، شاحنة صغيرة محمّلة بمئات المسدسات وعشرة قاذفات "ب 7" كانت وجهتها مدينة طرابلس اللبنانية.

back to top