بعد الفشل الأميركي في السيطرة على «كورونا»... أوروبا تمنع الأميركيين من السفر إليها!

نشر في 02-07-2020
آخر تحديث 02-07-2020 | 00:00
 فيلادلفيا إنكوايرر اتجهت بلدان الاتحاد الأوروبي إلى إعادة فتح حدودها في 1 يوليو، فجهّزت لوائح بالبلدان الفاشلة لمنع استقبال المواطنين منها، حيث عجز القادة في تلك البلدان عن احتواء فيروس "كوفيد-19"، ويتصدّر المسافرون من الولايات المتحدة، حيث ارتفعت أعداد الإصابات بشكلٍ قياسي، اللوائح خوفاً من نشرهم للفيروس.

الأسوأ من ذلك هو أن الأميركيين وُضعوا في الخانة نفسها مع المواطنين الروس والبرازيليين، أي نادي الفاشلين في مواجهة فيروس كورونا، وتتصدر الولايات المتحدة جميع البلدان الأخرى بفارق هائل، وفي المقابل سترحّب أوروبا بالمواطنين القادمين من الصين وفيتنام وكوبا، وهي جزء من بلدان كثيرة نجحت راهناً في السيطرة على الفيروس، وفي غضون ذلك، تبدو بكين مستعدة للاستفادة عالمياً من مؤشرات قلة كفاءة الولايات المتحدة.

ويجب ألا يستخف أحد بحجم الإهانة التي تتعرض لها هيبة الولايات المتحدة وفشلها المستمر في إجراء الفحوصات وتعقب الفيروس واحتوائه. يدرك الأوروبيون حجم التهديد العالمي الذي تطرحه طريقة التعامل العشوائية مع الوباء في الولايات المتحدة بسبب اقتناع الرئيس الأميركي بأن الفيروس سيختفي بطريقة سحرية، وبعدما كانت الولايات المتحدة تحظى بإشادة دولية بسبب تفوقها العلمي، يتعثر هذا البلد اليوم في عالمٍ فَقَد ثقته بها.

من المعيب أن توضع الولايات المتحدة على اللائحة نفسها مع البرازيل وروسيا باعتبارها أسوأ ثلاثة بلدان في مكافحة الفيروس عالمياً، لكنّ هذه النتيجة ليست مفاجئة نظراً إلى نقاط التشابه بين ترامب والزعيمَين الآخرَين اللذين يحظيان بإعجابه: الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يجد هؤلاء الرؤساء الشعبويون الثلاثة صعوبة في التكيف مع عدو حقيقي يعجزون عن رؤيته.

بولسونارو حليف قوي لترامب ويخضع ابناه للتحقيق بتهمة الفساد، وقد أمضى أشهراً عدة وهو يستخف بمخاطر الفيروس، حتى أنه كان يرفض وضع القناع على وجهه إلى أن أصدر أحد القضاة للتو قراراً يجبره على استعماله حين يظهر في الأماكن العامة. هو اعتبر الفيروس "إنفلونزا سخيفة" وحاول إخفاء البيانات المتعلقة بحالات الوفاة المتزايدة في البرازيل (حوالي 53 ألف حالة)، إلى أن أجبرته المحكمة العليا البرازيلية على وقف هذه الممارسات، كذلك عمد إلى طرد وزير الصحة الذي يحظى بشعبية واسعة واستبدله بجنرال، وألمح إلى تأييده استيلاء الجيش على الحكم بعد خروج الإصابات عن السيطرة.

في غضون ذلك، ترأس بوتين للتو عرضاً عسكرياً ضخماً للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لانتصار روسيا على ألمانيا (إنه نوع العروض العسكرية التي يحلم بها ترامب!)، فسار آلاف الجنود جنباً إلى جنباً من دون أي أقنعة على وجوههم، وحتى بوتين الذي يستعرض رجولته طوال الوقت يرفض وضع القناع على وجهه، مع أنه يختبئ منذ أشهر في قصره الريفي لتجنب العدوى طبعاً!

يحمل قرار الحظر الأوروبي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة يجب ألا تكون في خانة البلدان الفاشلة وألا تتصدر لوائح الإصابات والوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، ولا شيء يبرر أن تتصرف الولايات المتحدة مثل البرازيل أو روسيا.

في هذا السياق، يقول السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو: "على الجميع أن يضعوا ذلك القناع اللعين"! هذا هو الرد المناسب على ما يحصل، لكن طالما يسخر ترامب من الأقنعة خلال التجمعات الانتخابية ويرفض الحكام التابعون للحزب الجمهوري فرض ارتداء القناع، على غرار حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، يستحق الأميركيون أن يُمنَعوا من السفر إلى أوروبا.

وطالما يرفض ترامب توصيات مستشاري العلوم في فريقه وجميع الاستراتيجيات الوطنية حول الاختبارات، فلا مفر من أن تتصدر الولايات المتحدة لوائح العار العالمية حتى شهر نوفمبر المقبل على الأقل!

* ترودي روبين

back to top