3 سيناريوهات للتدخل المصري المحتمل في ليبيا

«الوفاق» وأنقرة تهددان باقتحام خط «سرت - الجفرة»

نشر في 26-06-2020
آخر تحديث 26-06-2020 | 00:00
بائع متجول ليبي يبيع الذرة على جانب الطريق بجانب منتزه الواجهة البحرية في مدينة بنغازي
بائع متجول ليبي يبيع الذرة على جانب الطريق بجانب منتزه الواجهة البحرية في مدينة بنغازي
خلص عدد من المراقبين إلى توفر ثلاثة سيناريوهات أمام مصر في حال تدخلت عسكرياً في ليبيا، رغم التوقعات بنجاح التحركات الدبلوماسية الدولية في خفض التوتر وفتح الباب أمام العملية السياسية.

وسبق أن لوّح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في تصريحات شديدة اللهجة من داخل قاعدة عسكرية قرب الحدود الليبية مطلع الأسبوع الجاري، بالتدخل العسكري المباشر، راسماً خطاً أحمر بين سرت والجفرة غرب ليبيا، ومهدداً بالتدخل في حال تجاوزت حكومة «الوفاق» المدعومة تركياً هذا الخط شرقاً.

تصريحات السيسي طرحت أسئلة حقيقية حول المدى الذي قد تمضي فيه القاهرة، وهل هي مستعدة لتدخّل عسكري بري سيكون الأول في دولة عربية منذ التدخل العسكري في حرب اليمن عام 1962، إذا ما استثنينا حرب تحرير الكويت التي كانت تحت مظلة أممية.

اقرأ أيضا

مراقبون أكدوا أن هناك 3 سيناريوهات أمام صانع القرار المصري، أولها التدخل العسكري المباشر والتوغل البري بدعم من القبائل المحلية لتأمين ما تراه القاهرة عمقاً استراتيجياً لها، وثانيها هو توجيه ضربات جوية مركّزة تقطع خطوط إمداد القوات المهاجمة على سرت، أما الأخير وهو طويل الأمد فيعتمد على تدريب القبائل الليبية لتكون نواة لجيش ليبي مدرب على أرفع مستوى ويتولى تحت إشراف مصري إدارة عملية تأمين شرق ليبيا.

النائب البرلماني والمحلل الاستراتيجي سمير غطاس، قال لـ«الجريدة» إن «السيناريو الأقرب إلى التنفيذ على أرض الواقع هو تقديم الدعم الفني عبر تدريب القبائل الليبية، والدعم اللوجستي فضلاً عن دعم رئيس البرلمان عقيلة صالح سياسياً»، مؤكداً أن ذلك هو «السيناريو الأكثر واقعية، فليس من مصلحة مصر الحرب في ليبيا، فحملة برية ستكون مكلفة جداً، والقاهرة تعلمت من درس حرب اليمن في الستينيات من القرن الماضي».

في المقابل، رجّح الكاتب المتخصص في الشأن الليبي عبد الستار حتيتة، خيار الحرب، مضيفاً لـ «الجريدة» أن «مصر متمسكة إلى آخر مدى بالحل السياسي، ولكن نتيجة لاندفاع الأطراف الأخرى إلى الحرب والرغبة في المساس بالأمن القومي المصري، فقد تذهب مصر إلى الحرب وتأمين مصالحها على الحدود الغربية، فالتدخل المصري البري معلق ومرتبط بالتطورات على الأرض حتى اللحظة الأخيرة».

وفي حين قال وكيل وزارة الدفاع في «الوفاق» صلاح الدين النمروش، أمس، إنه ليس هناك خطوط حمراء أمام قوات «الوفاق» الموجودة بمحيط سرت لانتزاع السيطرة عليها، ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن «مدينتي سرت والجفرة بعيدتان عن الحدود المصرية، وتقعان وسط البلاد، فكيف تعتبران خطاً أحمر لمصر؟».

في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، لقناة «سي إن إن» أمس، إن «الوفاق» تطالب بانسحاب قوات «الجيش الوطني الليبي» بزعامة المشير خليفة حفتر من سرت كشرط لإجراء مباحثات بهدف وقف إطلاق النار وإجراءات مفاوضات سياسية.

back to top