«كورونا» والعمل إلكترونياً

نشر في 26-06-2020
آخر تحديث 26-06-2020 | 00:05
 د. نبيلة شهاب مهما تكن الكوارث قاسية مدمرة إلا أن لبعضها جوانب إيجابية على الفرد والمجتمع، وأزمة كورونا لم تختلف عن ذلك، ومن أهم إيجابياتها استخدام التكنولوجيا بصورة أكبر في جميع المجالات، فالتكنولوجيا وخصوصاً الإلكترونية أدخلت لكثير من الدول خياراً جيداً يعالج مشاكل عديدة أهمها حل مشكلة صعوبة أداء العمل في أماكنه المعتادة خشية العدوى بسبب الاختلاط، فأصبح العمل الإلكتروني عن بعد هو البديل الآمن.

وقد سبقتنا الكثير من الدول في هذا الجانب ومنها الدول الخليجية، سواءً قبل الأزمة أو خلالها، وإهمالنا لهذا الجانب ليس له تبرير، فالإمكانات المادية والبشرية موجودة ولا تحتاج إلا إلى الجدية في اتخاذ القرار والاستبدال بالكثير من العمل المكتبي العمل الإلكتروني، والتخلص من مشاكل عديدة في الأوقات العادية، كالتخلص من أكوام الأوراق المطلوبة لإنجاز المعاملات، إلى جانب تسهيل إنجاز المعاملات، والتخلص من الاستثناءات، والمحاباة، وفيه من الراحة والتنظيم الشيء الكثير، وأثبتت المقابلات واجتماعات العمل التي تتم إلكترونياً عن بعد دقتها وكفاءتها وتميزها، وكانت خلال هذه الأزمة الخيار الأوحد للحفاظ على سلامة الناس.

ولو رجعنا الى مزاولة العمل في المنزل عن بعد لوجدنا جانبين أساسيين: النواحي السلبية والنواحي الإيجابية، وبالمقارنة بينهما غالباً ما تفوز كفة الإيجابيات، ومن الأشياء التي يفتقدها الفرد في العمل في المنزل التواصل اليومي المباشر مع زملائه وما فيه من شعور بالسعادة، إلى جانب احتمال فقدانه الشعور بالثقة بنفسه التي يستمدها من خروجه من المنزل كل صباح إلى مكان عمله.

أما إيجابيات العمل من المنزل من النواحي النفسية والاجتماعية فتتلخص بالتالي: تنظيم ساعات العمل بما يناسب الفرد وحسب طبيعة العمل، عدم اضطرار الفرد للخروج من المنزل كل يوم مما يقلل من تأثير عامل ضغط الوقت على الفرد ويكسبه نوعاً من الهدوء في سلوكياته، بقاء الوالدين أو أحدهما إلى جانب الأطفال وخصوصا الصغار منهم في البيت يوفر لهم جو الحب والأمان، تقديم الرعاية الأفضل للطفل، عدم اضطرار الفرد للتعامل يومياً مع زملاء قد يكونون سلبيين أو عدائيين أو مزعجين في التعامل فالبعد عن هذه الشخصيات يريح الفرد ويضفي على نفسه ويومه جواً من السعادة مما يؤهله لأداء عمله بصورة أفضل، تغيير نمط الحياة الشخصية والأسرية لجميع أفراد الأسرة، توفير الوقت للقيام بالهوايات الشخصية وذلك بعد تنظيم العمل وتكثيفه وتوزيع ساعاته حسب قدرات ورغبات الفرد وطبيعة العمل، تخفيف مشكلة الزحام اليومي الخانق بدرجة كبيرة مما يقلل من جو الحنق والتذمر والشعور بالغضب، ولا ننسى أهم عمل ألا وهو التدريس فمن السهولة أن يتم بكفاءة واقتدار إلكترونياً عن بعد.

إذا كانت التكنولوجيا التي تعتبر أساس تطور ونهضة أي دولة تخدمنا في كل الأوقات، فمن البدهي أنها تكون أكبر منقذ لنا في أوقات الأزمات.

back to top