افتحوا الأسواق حالا‎ً

نشر في 26-06-2020
آخر تحديث 26-06-2020 | 00:06
 فواز جاسم الشيباني هي لیست دعوة للتمرد ضد تعلیمات الحكومة الصحیة والاحترازیة ضد فیروس كورونا، ولكن نداء وصرخة من الأعماق قادمة من المواطنین والمقیمین الذين باتت حیاتهم وأسرهم على المحك بسبب التهدید بفقدان وظائفهم وضیاع مشاریعهم ومدخراتهم وبالتالي فقدان الأمان الاجتماعي لأسرهم.

الكل یعلم أن نتائج وعواقب جائحة فیروس كورونا باتت مدمرة وكارثیة على معظم اقتصادات الدول، فقد أشارت وكالة "رویترز" إلى أن دیون الاقتصاد العالمي سترتفع بسبب الأزمة المالیة الحالیة إلى الضعف عما حصل من تداعیات للأزمة المالیة في عام 2008، أما بالشأن الخلیجي فقد توقع معهد التمویل الدولي في تقریره الصادر في یونیو 2020 إلى هبوط العائدات النفطیة في العام الحالي الى نحو 200 ملیار دولار من أصل 326 ملیار دولار في عام 2019، مرجحاً العجز المالي الكلي الخلیجي إلى 10.3٪ من الناتج المحلي، كما حذر التقریر المتشائم من سنة 2020 إلى تفاؤل حذر في سنة 2021 بتعافي الاقتصاد العالمي من أسوأ كارثة مرت به على الإطلاق، والكویت لیست بأفضل حال من جراء الغلق الاقتصادي، فهي متأثرة بضربة اقتصادیة مزدوجة من أزمة كورونا ومن هبوط أسعار النفط الذي تعتمد علیه اعتمادا شبه كلي. حیث فقد الاقتصاد الكویتي قرابة 4 ملیارات دینار بسبب الخسارة الكبیرة التي أصابت قطاع الفنادق والمطاعم وشركات المقاولات... إلخ، ناهیك عن الكارثة التي أصابت أصحاب المشروعات الصغیرة والمتوسطة. كما أشارت الأرقام السوداویة إلى تراجع أصول الصنادیق السیادیة من 639 ملیار دولار في 2019 إلى 577 ملیار دولار في 2020، ومع تعالي خطط التحفیز الاقتصادي الحكومي، تجمع آراء الخبرات الاقتصادیة بألا فائدة من خطط التحفیز إذا لم یتم فتح الأسواق والمجمعات حالا، وإنقاذ ما لا یقل عن 100 ألف وظیفة من مخاطر التفنیش، مع وضع الاعتبار بإعداد دراسة علمیة لإعادة هیكلة التركیبة السكانیة وفلترة جسد المجتمع الكویتي من الشوائب التي عاناها طویلا بسبب جشع تجار الإقامات وأصحاب المصالح الضیقة الذین خلقوا بیئة فاسدة في المجتمع منذ عشرات السنین. لذلك نرجو من الحكومة الإسراع بإطفاء حریق القطاع الخاص وفتح المجمعات والأسواق وإنعاش الاقتصاد تدریجیا كما فعل جیراننا بدول الخلیج بعد حرب خاضها العالم كلة لعدة أشهر مع شبح ملء الجیوب والقلوب خراباً وخوفا، فهناك من انقطعت أرزاقهم من المواطنین والمقیمین لأكثر من أربعة أشهر، وهناك من تقطعت بهم السبل لعائلاتهم في بلدانهم بسبب وقف أو تخفیض رواتبهم أو حتى فقدان وظائفهم.
back to top