التحفيز العميق للدماغ... علاج الباركنسون

نشر في 25-06-2020
آخر تحديث 25-06-2020 | 00:05
الملاكم العالمي للوزن الثقيل محمد علي كلاي والذي توفى بسبب مرض الباركنسون (مرض الرعاش)
الملاكم العالمي للوزن الثقيل محمد علي كلاي والذي توفى بسبب مرض الباركنسون (مرض الرعاش)
تفيد النبضات الكهربائية بعض المصابين بالباركنسون. ربما لا نعتبر التحفيز العميق للدماغ علاجاً بحد ذاته، لكنه يخفّف أصعب أعراض هذا الداء كالرجفة والتصلّب ومشاكل المشي.

من يستفيد من التحفيز العميق للدماغ؟

في الماضي، كان المصابون بدرجة حادة من الباركنسون يتلقون هذا العلاج. لكنه يُستعمَل اليوم مع الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض منذ أكثر من 4 سنوات وبدأوا يختبرون للتو تقلبات في طريقة تحكّمهم بأعراضهم رغم أخذ الأدوية. يأمل الخبراء أن يتمكّن التحفيز العميق للدماغ من تحسين أعراض المرضى وتمكينهم من إقامة الصداقات والتفاعلات الاجتماعية وممارسة النشاطات والعمل وتحسين نوعية حياتهم عموماً. تُستعمَل هذه التقنية أيضاً لمعالجة أمراض أخرى تسبب الرجفة والتشنجات العضلية والانقباضات. يجري العمل على تقييمها كعلاجٍ لبعض أشكال الصرع ومتلازمة توريت.

مسار الجلسة

يُحدِث الجرّاح ثقباً صغيراً في الجمجمة ويضع أسلاكاً متخصصة في أجزاء محددة من الدماغ عبر استعمال إطار توجيهي خاص أو جهاز آلي. تتصل الأقطاب بمولّد ينتج نبضات كهربائية ويوضع تحت الجلد في منطقة الصدر.

تدوم العملية حتى 3 ساعات، وتحصل من دون تخدير المريض وغالبا، مما يسمح لجراح الأعصاب بالتأكد من موقع الأسلاك للتحكم في الأعراض دون تحفيز أجزاء غير مرغوب فيها بالدماغ. يحدّد الاختصاصي «جرعة» التحفيز الكهربائي لقمع أعراض المرض.

وحدها الفِرَق المتخصصة مؤهلة لاستعمال تقنية التحفيز العميق للدماغ بعد تقييم المخاطر والمنافع المتوقعة. تبقى المخاطر نادرة لكنها تشمل أحياناً النزف الدماغي والالتهابات، فضلا عن المضاعفات الناجمة عن سوء وضعية الأقطاب.

خيارات بديلة

إذا لم تنجح الأدوية في التحكم في الأعراض، تتعدّد العلاجات البديلة، من بينها المضخات المسؤولة عن إنتاج الهلام أو الأدوية السائلة التي تصل إلى الأمعاء مباشرةً أو تمرّ بإبرة تحت الجلد.

تناسب هذه العلاجات بعض مرضى الباركنسون، لكن يضمن التحفيز العميق للدماغ تحسين نوعية حياة معظم المرضى الآخرين. كذلك يحلّل العلماء خيارات أخرى كالعلاجات بالخلايا الجذعية وعوامل النمو، لكنها لم تحقق بعد مستوى التحسن الذي يضمنه التحفيز العميق للدماغ.

ما هو مستقبل التحفيز العميق للدماغ؟

يمرّ التحفيز العميق للدماغ اليوم بمرحلة الابتكار السريع.

تقليدياً، كانت التيارات الكهربائية التي تبثها الأقطاب في الدماغ تشبه الضوء المنبعث من المصابيح، بمعنى أنها تتحرك في الاتجاهات كافة.

لكن تطوّرت هذه التقنية الآن وباتت تحرّك التيار الكهربائي في اتجاه محدد داخل الدماغ، بعيداً عن الهياكل غير المستهدفة، ما يعني أن العملية أصبحت أكثر أماناً.

في المستقبل، ستتمكّن أنظمة التحفيز العميق للدماغ من تعديل جرعة التحفيز أوتوماتيكياً بحسب حدّة الأعراض. إنها خطوة أساسية بالنسبة إلى مرضٍ تختلف حدّته بين يوم وآخر كالباركنسون.

ثمة أنظمة تحفيز مستعملة راهناً مجهّزة كي تتجاوب مع القياسات التي تأخذها أجهزة مثل «آبل واتش»، ويُفترض أن تبدأ التجارب العيادية باستعمال هذه التقنية خلال سنة.

back to top