نشاط دبلوماسي عربي وغربي لاحتواء التصعيد في ليبيا

• إيطاليا ستتصدى لمحاولة التقسيم
• السعودية تجري مشاورات مع «طرفي النزاع»

نشر في 23-06-2020
آخر تحديث 23-06-2020 | 00:03
مؤيدون لأنقرة يحملون أعلاماً ليبية وتركية بطرابلس	(أ ف ب)
مؤيدون لأنقرة يحملون أعلاماً ليبية وتركية بطرابلس (أ ف ب)
شهدت عدة عواصم عربية وغربية نشاطاً دبلوماسياً ملحوظاً، أمس، بهدف إيجاد مخرج للأزمة الليبية المحتدمة، وتبريد الصراع بين حكومة «الوفاق» بزعامة فايز السراج، وقوات شرق البلاد بزعامة المشير خليفة حفتر، الذي ينذر باحتمال اندلاع مواجهة مباشرة بين قوى إقليمية تدعم طرفي النزاع.

وجاءت أبرز المواقف من روما، حيث أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو استعداد بلاده لـ «التصدي لمحاولة تقسيم ليبيا»، مؤكداً الحاجة إلى «عملية ليبية - ليبية ادماجية» لتجاوز الأزمة.

وقال دي مايو، خلال مؤتمر مع نظيره الألماني هيكو ماس عقب مباحثات، إن «الوضع على الأرض في ليبيا يقلقنا»، معرباً عن الخشية من أن تؤدي العمليات من أجل دخول قوات «الوفاق» المدعومة خصوصاً من تركيا، مدينة سرت الخاضعة لسيطرة قوات حفتر المدعوم من دول عربية وأروبية، إلى «اقتتال جديد وتتسبب في سقوط ضحايا مدنيين».

وأضاف أن روما، التي تدعم السراج دبلوماسياً، «أرسلت رسالة تحث على الاعتدال إلى زميلي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال زيارتي لتركيا الأربعاء الماضي».

من جهته، حذر وزير الخارجية الألماني من تصاعد المعارك في ليبيا، داعياً أطراف النزاع إلى العودة لمائدة المفاوضات.

وقال ماس: «بعدما أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه لم يعد من الممكن استبعاد ردود فعل عسكرية من جانب القاهرة، أصبح تصاعد النزاع يمثل تهديداً».

واعتبر الوزير الألماني أن نجاح مهمة بحرية اطلقها الاتحاد الأوروبي أخيراً لمنع تهريب السلاح إلى ليبيا، يصب في مصلحة روما وأوروبا.

وتزامن ذلك مع عقد السراج اجتماعاً مغلقاً في مطار زوارة، غرب العاصمة الليبية، مع السفير الأميركي بطرابلس ريتشارد نورلاند وقائد «الأفريكوم» الجنرال ستيفن تاونسند لبحث آخر التطورات.

وأكدت الولايات المتحدة، حسبما ورد في تغريدة لمجلس الأمن القومي الأميركي، أمس، معارضتها بشدة للتصعيد العسكري في ليبيا، مشيرة إلى أنه يجب البناء على التقدم الذي تم إحرازه خلال المحادثات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة (5 + 5)، بالإضافة إلى «إعلان القاهرة»، ومفاوضات برلين.

من جانب آخر، أفاد وزير الخارجية بـ«الوفاق» محمد الطاهر سيالة بأنه بحث مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، مسألة رفض حكومته عقد اجتماع طارئ حول بلاده بالجامعة العربية، في حين ذكرت قناة «العربية» أن الوزير السعودي أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية بالحكومة الليبية الموازية في طبرق لبحث آخر التطورات.

وقالت خارجية «الوفاق» إنه «بعد الاطلاع على مشروع قرار مقدم من مصر، نرفض للمرة الثانية عقد الجلسة».

في هذه الأثناء، قال الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن الاجتماع الطارئ، حول ليبيا، تم تأجيله لأسباب تقنية، ليجري عقده اليوم، في حين نفت وزارة الخارجية في سلطنة عمان، التي تترأس الجامعة العربية حالياً، ما نسب إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية يوسف بن علاوي عن رفضه عقد الاجتماع حول ليبيا.

في غضون ذلك، نشبت حرب كلامية بين «الوفاق» والمسؤولين في القاهرة، التي تدعم حفتر أمس.

واستهجن مصدر بالخارجية المصرية، إعلان البيان الصادر عن المجلس الرئاسي في طرابلس أمس الأول، «والذي يسعى للاستقواء على سائر الليبيين، استناداً إلى دعم طرف خارجي لا يحرص على تحقيق مصالح الشعب الليبي، بل يضع ثرواته نصب عينيه، ما يعد استعداداً لإهدار الفرصة مجددا لإنهاء الأزمة الليبية، وتحقيق الاستقرار والأمن للشعب الليبي».

وأكد المصدر الرسمي أن معدي بيان المجلس الرئاسي عليهم أن يدركوا حقيقة حجمهم داخل ليبيا، وأن يعوا إلى من يتوجهون بحديثهم، فمصر تظهر من الصبر الكثير، ولكنها ستكون في منتهى الحزم في مواجهة أي تطاول أو محاولة للتعدي على مصالحها وأمنها القومي، وفي وقت تظل يدها ممدودة بالسلام للشعب الليبي لا إلى أطراف اختارت أن تكون بوصلتها خارج ليبيا، حتى وإن كان ذلك على حساب الشعب الليبي، وهو الأمر البين والواضح في صياغة بيان المجلس الرئاسي.

back to top