قلبك... هل يحتاج إلى جراحة صمام؟

نشر في 23-06-2020
آخر تحديث 23-06-2020 | 00:03
قلبك... هل يحتاج إلى جراحة صمام؟
قلبك... هل يحتاج إلى جراحة صمام؟
لما كانت الأدوية تعجز عن معالجة تضيُّق الصمام الأبهري بفاعلية، فقد نشأت الحاجة إلى استبدال هذا الصمام المتقلّص والمتصلّب.
يشكّل الصمام الأبهري بوابة تصل قلبك بجسمك. مع كل نبضة، ينفتح ليسمح للدم بالتدفق إلى الجسم، ثم يقفل ليحول دون عودة الدم إلى القلب.

مع تقدّم الإنسان في السن، تتراكم ترسبات كلسية على الصمام الأبهري، الذي يعمل دون هوادة، ما يؤدي إلى تضيّقه وتصلّبه. تنجم أيضاً هذه الحالة، التي تُعرف بتضيّق الصمام الأبهري، عن خلل جيني. لكن هذه الحالة تصيب عموماً المسنين الذين يعانون غالباً (لا دوماً) ارتفاع ضغط الدم ومعدل الكولسترول وغيرهما من عوامل الخطر المرتبطة بمرض القلب. في الولايات المتحدة مثلاً، يعاني نحو ثلاثة إلى أربعة من كل 100 شخص في الخامسة والسبعين من العمر أو أكبر سناً حالة حادة من التضيق الأبهري.

يذكر د. باتريك أوغارا، طبيب قلب في مستشفى Brigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد: «أول عارض يلاحظه المرضى غالباً ضيق النفس أو انقطاعه عند ممارسة نشاط ما». وفيما تزداد الحالة سوءاً، يؤدي أقل نشاط إلى ألم في الصدر. ويُعتبر الشعور بالدوار أو الإغماء، أثناء التمرّن، إنذاراً أكثر خطورة.

تشخيص التضيّق

تظهر الأعراض تدريجياً، وقد لا يلاحظها المريض. لذلك يُعتبر تشخيص هذه الحالة أمراً صعباً. يُكتشف تضيق الصمام الأبهري غالباً أثناء المعاينة الدورية، عندما يسمع الطبيب أصوات القلب غير الطبيعية بواسطة سماعته. لا ينفتح الصمام المتصلب بسهولة. نتيجة لذلك، عندما تنقبض غرفة الضخ الرئيسة في القلب (البطين الأيسر)، يتراكم الضغط وراء الصمام.

ويبدو تدفق الدم عبر الفتحة المتضيقة مضطرباً، ما يسبب «نفخة قلبية» تكون في البداية عالية، ثم تهدأ مع تراجع كمية الدم المتبقي في البطين (يفهم الموسيقيون خصوصاً هاتين التسميتين: نفخة تصاعدية وتنازلية). ومن الممكن لمسح قلبي بالموجات ما فوق الصوتية (تصوير القلب بالموجات ما فوق الصوتية) أن يكشف تضيق الصمام ويؤكد التشخيص.

إليك أجوبة عن أسئلة يطرحها الناس غالباً عندما يشخّص الطبيب إصابتهم بتضيق الصمام الأبهري.

• هل أستطيع التمرّن بأمان؟

يذكر د. أوغارا: «يخبرني الناس أنهم يحبون اصطحاب كلبهم في نزهات طويلة على دروب منحدرة صعوداً أو يهوون ركوب الدراجة الهوائية مع أحفادهم، ويودون أن يعرفوا ما إذا كان بإمكانهم مواصلة نشاطاتهم بأمان».

يعتمد الجواب على مدى حدة التضيّق: كلما كان التضيّق كبيراً، وجب على المريض الحد من نشاطاته، وفق هذا الطبيب. وإذا صعُبت عليك معرفة ما إذا كانت الأعراض بدأت بالظهور أثناء النشاطات اليومية، كحمل المشتريات أو صعود بضع درجات، ينصحك الطبيب بالخضوع لفحص جهد.

خلال هذا النوع من الفحوص، يراقبك الطبيب عن كثب فيما تسير على آلة المشي، بغية تحديد ما إذا كانت الأعراض أو الإشارات المقلقة تظهر أثناء ممارستك تمريناً معتدل الحدّة. وإذا صح ذلك، ينصحك بالخضوع لجراحة استبدال الصمام في أقرب وقت ممكن.

• متى يجب أن أخضع لجراحة استبدال الصمام الأبهري؟

يجيب د. أوغارا: «من المؤسف أنه ما من تدخل طبي يستطيع عكس تقدّم تضيّق الصمام الأبهري أو إبطاءه». يُعتبر استبدال الصمام العلاج الوحيد. وعندما تبدأ الأعراض بالظهور، ينصح معظم الأطباء مرضاهم بالخضوع للجراحة في غضون شهر أو اثنين.

• هل يمكنني الخضوع لإجراء طبي يُستبدل فيه الصمام من دون جراحة؟

تُعتبر هذه العملية، التي تُدعى استبدال الصمام الأبهري بالقسطرة، بديلاً أقل غزواً للجراحة. تعتمد هذه المقاربة على إيصال الصمام البديل مطوياً عبر أنبوب دقيق مرن (القسطرة)، يدخله الطبيب من أعلى الفخذ ويمرره في الأوعية الدموية وصولاً إلى الشريان الأبهري. عندما تبلغ القسطرة الصمام المتعطّل، يُفتح الصمام الجديد ويتولى مهمة الصمام القديم. لا يحتاج مَن يخضعون لهذه العملية إلى شق في الصدر أو تخدير عام. لذلك يحظون عموماً بعملية تعافٍ أقصر وأكثر سهولة. لكن هذه المقاربة لا تخلو من السلبيات، مثل كلفة الصمام المرتفعة وتنامي احتمال الحاجة إلى ناظمة قلبية اصطناعية (نحو 8 إلى 10 في المئة من الحالات) أو حدوث تسرّب حول الصمام (نحو 2 في المئة) عقب العملية.

يعرض الأطباء اليوم عملية استبدال الصمام الأبهري بالقسطرة، خصوصاً على مَن يُحتمل أن يواجهوا نتيجة سيئة عند خضوعهم لجراحة الصمام. كذلك تُعتبر هذه خياراً لمن يواجهون خطراً متوسطاً جراء الجراحة، وفق د. أوغارا. لكن القرار يعتمد على مجموعة عوامل، من بينها مشاكل أخرى مرتبطة بالصحة أو القلب. إلا أن المخاطر تُعتبر متدنية في حالة معظم المرضى الذين يحتاجون إلى استبدال الصمام الأبهري. لذلك تبقى الجراحة أفضل حل بالنسبة إليهم، وفق د. أوغارا.

• ما الذي علي توقعه خلال جراحة استبدال الصمام الأبهري وبعدها؟

يُضطر مَن يحتاجون إلى استبدال الصمام وعملية قلبية أخرى (كالمجازة القلبية) إلى الخضوع لجراحة قلب مفتوح تقليدية، ما يتطلب شقاً من أعلى عظمة الصدر إلى أسفلها. ولكن إن كان يحتاج إلى جراحة استبدال الصمام فحسب، يجري الطبيب شقاً (نحو 5 إلى 8 سنتمترات) أصغر عموماً. تشمل هذه الجراحة المحدودة الغزو ألماً أقل وخسارة دم أدنى، مع أنها تشمل أيضاً ضرورة اللجوء إلى آلة القلب والرئتين.

يظل معظم المرضى في المستشفى من خمسة إلى سبعة أيام، ويعودون إلى نشاطاتهم المعتادة بعد بضعة أسابيع، مع أن من الطبيعي أن يشعروا بالتعب خلال فترة التعافي. عقب جراحة القلب، يشدد الخبراء على أهمية الخضوع لعملية تأهيل قلبية تشمل ممارسة تمارين رياضية تحت إشراف خبير مختص، فضلاً عن الحصول على معلومات عن نمط الحياة المفيد للقلب.

لذلك احرص على أن يحيلك طبيبك إلى برنامج مماثل.

• ما هو الصمام الأبهري الثنائي الشُّرَف؟

للصمام الأبهري الطبيعي ثلاث شرفات أو وريقات تنفتح وتقفل بإحكام كي تنظّم تدفق الدم. لكن نحو 1 إلى 2 في المئة من الناس يولدون بصمام أبهري له شرفتان. لذلك يُدعى الصمام الأبهري الثنائي الشرف. ويُعتبر هذا الخلل أكثر شيوعاً بنحو ثلاث إلى أربع مرات بين الرجال، مقارنةً بالنساء، وقد ينتشر في عائلات محددة.

صحيح أن هذا الخلل يُكتشف غالباً في الطفولة أو المراهقة، إلا أن الصمام الأبهري الثنائي الشرف لا يُشخَّص أحياناً إلى أن يصبح الإنسان في منتصف العمر أو في مرحلة متأخرة من حياته. ويُعتبر مَن يعانون هذه الحالة أكثر عرضة لتضيّق الصمام الأبهري ومشكلة أخرى تُدعى قصور الأبهر (تسرّب في الصمام الأبهري). ويُصابون عادةً بأعراض تضيّق الصمام الأبهري قبل عقد من الزمن، مقارنةً بمن يعانون هذه الحالة وهم يملكون صماماً أبهرياً ثلاثي الشرف.

أول عارض يلاحظه المرضى ضيق النفس أو انقطاعه عند ممارسة أي نشاط

الأعراض تظهر تدريجياً وقد لا يلاحظها المريض
back to top