انتخاب الهند عضواً غير دائم في مجلس الأمن... أي تداعيات على باكستان؟

نشر في 23-06-2020
آخر تحديث 23-06-2020 | 00:00
 ذي دبلومات يوم الأربعاء الماضي، أصبحت الهند عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفي السنة الماضية حصد ترشيح الهند دعماً كبيراً من مختلف البلدان في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ المؤلفة من 55 عضواً، بعد محاولات حثيثة لنيل ذلك المقعد طوال سنتين، بين العامين 2021 و2022.

هذا التطور له أهمية خاصة في باكستان التي تواجه اليوم تحديات دبلوماسية من الهند في الأمم المتحدة.

طوال عقود، سعت الهند إلى كسب عضوية دائمة في مجلس الأمن، ولتحقيق هذا الهدف استعملت نيودلهي مكانتها كعضو غير دائم استعداداً لطرح ترشيحها لمقعد دائم، وفي الماضي شغلت الهند المنصب نفسه سبع مرات، وتعاونت طوال سنوات عن قرب مع "مجموعة الدول الأربع" (إلى جانب البرازيل واليابان وألمانيا) لفرض إصلاحات بنيوية داخل مجلس الأمن.

لطالما عارضت باكستان إعطاء الهند مقعداً دائماً في مجلس الأمن، وفي العقود القليلة الماضية أدت مسألة توسيع المجلس إلى مجموعة من الخلافات المثيرة للجدل، ويشمل الخلاف شركاءً فرديين وكتلاً إقليمية تتنافس على مواقع ومصالح مختلفة، فكانت باكستان من جهتها تحلل الوضع دوماً عبر التركيز على الهند تحديداً، وهي تصرّ على ضرورة أن تحصد مقعداً دائماً في مجلس الأمن في حال حصول الهند على مقعد مماثل.

قد تكون تداعيات المقعد الهندي الدائم في مجلس الأمن هائلة على باكستان، وإذا تحققت هذه النتيجة فستضعف الجهود الباكستانية الرامية إلى إشراك مجلس الأمن في قضية جامو وكشمير، إذ تعتبر باكستان تدخّل مجلس الأمن في هذه المنطقة انتصاراً لمحاولتها تحويل المسألة إلى نزاع معترف به دولياً، كذلك قد يخضع البرنامج النووي الباكستاني لتدقيق واسع في هذه الظروف، فربما تطالب الهند، بعدما تصبح عضواً دائماً في مجلس الأمن مثلاً، بأن تتخلى باكستان عن أسلحتها النووية، وتُوقّع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وتنشئ نظاماً فاعلاً لاحتواء جهود تمويل الإرهاب، ومن وجهة نظر إسلام أباد، قد تصبح الهند في هذا المنصب مصدر تهديد على أمن باكستان ومصالحها الدبلوماسية.

لكن تبقى مسألة توسيع مجلس الأمن أكبر من الخلاف بين باكستان والهند وتشمل سيناريوهات لها تداعيات عالمية، ففي المراحل المقبلة، قد تطالب باكستان المجتمع الدولي بأن يتخلى عن نظام المقاعد الدائمة نهائياً، أو ترغب في الانتساب إلى المجلس إذا حصدت الهند مقعداً فيه.

في الماضي، انتُخِبت باكستان عضواً غير دائم في مجلس الأمن سبع مرات، وكانت محاولتها تهدف جزئياً إلى الرد على مطالبة الهند بمنصب مماثل في مناسبات متعددة، وفي السنة الماضية، دعمت باكستان ترشيح الهند في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ لولاية جديدة تمتد على سنتين لأن إسلام أباد حصدت دعماً مؤسسياً مشابهاً، فدافعت الحكومة الراهنة في باكستان عن موقفها الداعم لترشيح الهند كعضو غير دائم في مجلس الأمن باعتباره "مسألة روتينية" لا تسيء إلى مصالح إسلام أباد.

في إسلام أباد، يظن بعض المحللين أن الهند لن تصبح عضواً دائماً في المجلس على الأرجح طالما تحظى باكستان بدعم الصين، وبعيداً عن معايير العضوية الدائمة، شغلت الهند وباكستان المناصب نفسها في مناسبات عدة، مما يعني وصول إسلام أباد إلى مكانة نيودلهي في اللجنة، ونتيجةً لذلك يُفترض ألا تقلق باكستان من مكانة الهند كعضو غير دائم في المجلس.

تخطط إسلام أباد للترشّح لمقعد غير دائم مجدداً في 2025، وفي حال انتخابها، سيشارك البلد في الدورة الثامنة من أعمال مجلس الأمن، وفي مطلق الأحوال، تشعر باكستان بالرضا حتى الآن لأن مدة وجودها في المجلس تساوي عضوية الهند فيه.

* عمير جمال

* «دبلومات»

back to top