الكويت بين النياندرتال والإنسان الأصيل

نشر في 19-06-2020
آخر تحديث 19-06-2020 | 00:10
 ناجي الملا في رأي بعض العلماء أن إنسان النياندرتال نوع بشري كان عنيفاً وعدوانياً ويتسم بضعف عقلي نتيجة عدم قدرته على النطق إلا بحروف محدودة لأن العظمة اللامية لديه مختلفة عن الإنسان الحديث، لذلك اكتشفوا لهذا الإنسان هياكل عظمية محطمة الصدر لأن مستواه العقلي لم يوصله إلى فكرة قذف الرمح لقتل الثور البريء بل كان يهاجم الحيوان مباشرة فتكون الإصابات كإصابات مصارعي الثيران.

لذلك أشك في أن الكثير ممن يعالجون المشاكل بمحدودية وعي وبأساليب خائبة تفتقر للإبداع بأنهم أشباه لإنسان النياندرتال وأصنف المبدعين بأنهم الأُصلاء وأنهم سلالة نقية خالية من جينات النياندرتال.

اسمعوا أبرز المبدعين الوزير الأسبق للأشغال المهندس بدر الحميدي الذي سينفذ مدينة الحرير وتطوير جزيرة فيلكا، فكرة الوزير جاسم العون كمركز سياحي وترفيهي، النقل فيها بالتكسي المائي والتلفريك، ولو نفذ المخطط والمشاريع من 2007 لكانت فيلكا وبوبيان وبر الصبية عالما من الخيال وكنزا للدخل وفرص العمل، وتحولت الكويت إلى مركز مالي وتجاري لتقر به عين صاحب السمو أمير البلاد، جاء لهيئة الإسكان بأربع وخمسين قسيمة إسكانية قامت عليها مدن إسكانية متعددة، كما أبدع مشروع المطار التحفة الذي أوقف سنة 2004 بتصميم مستشار فرنسي سيكلف 220 مليون دينار في حين كلف المطار الجديد 1.3 مليار دينار، كما تفتقت عبقريته عن السكن العمودي الناجح بشقق تمتد على دور كامل بمساحة 400 متر مربع وذات مدخلين منفصلين في إطار مجمعات تتوافر لها حديقة وحتى شوايات الباربيكيو.

اسمعوه يتحدث عن الطرق المعلقة للقطارات الذي قدمته له شركة بارسونز مجانا إلا أنه أوقف قبل عملية التوقيع واختفى للأبد، واسمعوا إلى ما اقترحه الدكتور ناصر المصري بإنشاء محطة لتنقية مياه الصرف الصحي واستخدامه لري المزروعات والغسيل وتبريد التوربينات في المحطات وغيرها بدل حرق الوقود لإنتاج الماء الحلو من البحر الذي نستهلك منه في البيوت فقط 5٪ والباقي يذهب هدراً، فإذا أضفنا وألزمنا السكان باستخدام مرشدّات استهلاك الماء والكهرباء (تايمر سينسر إنارة منخفضة الطاقة) كما فعلت المملكة العربية السعودية وخفضنا مستوى إنارة الشوارع كما فعلت دبي فإن هناك توفيراً للنفط الذي نحرقه في توليد الكهرباء والماء بقيمة أكبر من 3,6 مليارات دينار في السنة.

يقول هذا العبقري إن الدولة تنتج 3 ملايين برميل نفط لو أنها تحولت إلى منتجات نفطية عبر تكنولوجيا البتروكيماويات المتقدمة لكان دخل النفط إجمالي 91 مليار دولار بدل الثلاثين مليار دولار إذا كان سعر البرميل 34 دولاراً، ويقول تكلفة الخدمة الصحية مليار و240 مليون وهي موازنة وزارة الصحة السنوية بخدمة بطيئة ورديئة، لو تحولت إلى تأمين صحي يغطي المواطن إلى 11 ألفا في مستشفيات ذات خدمة راقية ويضاف له تأمين للعلاج في الخارج ستكون التكلفة نصف مليار دينار ويتحرر المواطن من الوساطات ونواب الخدمات الذين يساومونه على حياته وأرواح أقاربه.

ويقول لو تمت إعادة 2.5 مليون عامل إلى أوطانهم بكل احترام من أصل ثلاثة ملايين ونصف فإن الكويت توفر سبعة مليارات ونصف المليار دينار لأن العامل يكلف الكويت 3 آلاف دينار نظير خدمات العلاج، والأمن، والدعومات من كهرباء، وماء، ووقود، وغذاء، ونسبة إهلاك البنية التحتية، وهناك الكثير غيره من المبدعين الصالحين.

قال العلماء إن إنسان النياندرتال كان عدوانيا عنيفا سفّاكاً للدماء وأقول لعل الملائكة قصدته حين قال الله "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ". الله سبحانه رد عليهم "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" و "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا".

فك الله شفرة الفساد وسفك الدماء بوجود اللغة من عدمها التي تجعل الإنسان عاقلاً مدركاً يمسك الأشياء والأفعال والمشاعر بعقله وفهمه فيتحكم بالأشياء وبغرائزه، فلا يكون شيئا من الأشياء تتصرف به الطبيعة والغرائز، بل هو الفاعل الحر الذي يُصلح ويمتنع عن الشر.

فلابد أن نستبعد ونقضي على النياندرتاليين الذين ابتلانا الله بالمفسدين وضعاف العقل منهم، وابتلى بسفاكي الدماء والمعتوهين منهم مجتمعات أخرى في عالمنا العربي المنكوب والأعجمي الغربي والشرقي المتوحش، فنقضوا عهد الخلافة وخضّبوا الأرض بالفساد والدم.

back to top