سامي محمد: مجموعة الصناديق تتقاطع مع أجواء العزل بـفيروس كورونا

«عقب انتهاء الأزمة الصحية سأقدم معرضاً فردياً وآخر جماعياً»

نشر في 18-06-2020
آخر تحديث 18-06-2020 | 00:05
يستقرئ التشكيلي والنحات الكبير سامي محمد عذابات الإنسان وآلامه عبر أعماله الفنية، منحازاً إلى لغة تعبير تتقاطع مع المعاناة، فتصور نتوءات الأوصاب وتقرحاتها، فتشكل حالة إنسانية تنكأ الجراح، لكن تترك غضة في القلب.
واشتهر محمد بتجسيد المعاناة الإنسانية، فتارة يقدم لنا أشلاء البشر المتناثرة على الطرقات، وأخرى يقدم أجساداً مهملة سحقتها آلة الحرب، وفي أعمال أخرى يقدم وجوها ملفوفة بالقماش أو أفواهاً محشوة بقطع المعدن أو الخشب.
«الجريدة» هاتفت الفنان سامي محمد للحديث حول مشاريعه المقبلة، وعن تأثير جائحة «كورونا» على المشهد التشكيلي... وفيما يلي التفاصيل:
حول تأثير جائحة كورونا على المشهد التشكيلي قال النحات الكبير سامي محمد: «بحكم السن، أنا لا أخرج من البيت، ملتزم بالتعليمات الصادرة من وزارات الدولة (الصحة والداخلية والإعلام)، وطبعاً تطبيق هذه التعليمات سيحافظ على أرواح البشر، ويقوض انتشار الجائحة، وسيساهم في تقليل أعداد المصابين، وخفوت حدة الفيروس الشرس، لذلك أدعو الجميع إلى ضرورة الالتزام بتعليمات المؤسسات الحكومية، والمساهمة في تنفيذ خطط وزارات الدولة، تجنباً لحدوث ما لا يحمد عقباه».

وأضاف: «التأثير كبير جداً، فغياب المعارض والفعاليات الفنية والثقافية حتماً ستكون له أضرار، لكن ثمة اجتهادات أخرى تسعى إلى تعويض هذا النقص».

وعن الخطط التي سيعمل على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، قال محمد: «منذ نحو 40 عاماً وأنا أجند كل جهدي وأضع عصارة أفكاري لخدمة القضايا الإنسانية، فقد قدمت خلال العقود السابقة أعمالاً تنبأت بأحداث كثيرة جرت تفاصيلها في الكويت أو في أمكنة أخرى، ومن أبرز تلك التنبؤات الغزو العراقي وغيرها من الأمور... وربما فكرة مجموعة الصناديق الشهيرة التي قدمتها في الثمانينيات تتقاطع مع الوضع الصحي الحالي حيث التباعد الاجتماعي والعزل، صحيح أنني كنت اطرح موضوعا إنسانيا لا صحياً من خلال الصناديق، لكنهما يسيران في الاتجاه ذاته، حيث يحاول الإنسان بكل ما أوتي من قوة كسر عزلته، والخلاص من أسر الصندوق الذي يحدد حركته، ويفرض عليه حصاراً يقض مضجعه فهو لا يستطيع الحركة بحرية ولا العيش كما يريد ولا تحقيق أحلامه بل يقبع في غياهب الصندوق عاجزاً ومقهوراً ومسلوب الإرادة، حركته ضمن هذا الإطار، أحلامه لا تتجاوز سقف الصندوق، لكنه يستمر في المحاولة، آملاً أن يرى النور وتتحقق العدالة والإنصاف، ويتخلص من الأغلال التي تحاصر مصيرة وتقيد حريته».

واستطرد النحات الأشهر في الكويت: «نحن نعيش أجواء متشابهة في زمن تفشي جائحة كورونا، فهناك حظر كامل وآخر جزئي والتجول له معاييره والخروج لا يتحقق في أي وقت وهكذا، ونأمل أن تزول الأزمة الصحية قريباً».

جماعة انعكاس

أما عن معرض جماعة «انعكاس للفن والثقافة» المقبل، فأوضح محمد أن الجماعة كانت تنوي تقديم معرض جماعي في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم خلال الفترة الماضية، لكن انتشار «كورونا» دفعنا لتأجيل المعرض إلى موعد آخر حينما تكون الظروف سانحة لإقامة الفعاليات التشكيلية، والمعرض هو استمرار لنهج الجماعة، وتأكيد الأهداف الإنسانية والفنية والثقافية، ففكرة الجماعة جاءت لتعكس الواقع الاجتماعي العالمي، الذي يتم التعبير عنه من خلال فن إنساني إبداعي عالمي حضاري يلامس الإنسان بغض النظر عن جنسه وجنسيته وعرقه، وهذا الاتجاه يأتي اتساقاً مع رسالة أعضاء الجماعة الفنية، حيث يركز أعضاء انعكاس على الإنسان في العالم كله.

وبين أن المعرض الأول لجماعة «انعكاس للفن والثقافة» احتضنته قاعة بوشهري للفنون، وحقق ردود فعل جميلة واحتفاء كبير من قبل الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي، وربما ما يميز «انعكاس» انضمام فنانين ينتمون إلى اتجاهات فنية مغايرة جلها تعبر عن الذات عبر أساليب تمزج بين المحافظة على التراث ومواكبة الحداثة.

أعمال خاصة

وعن المعارض الشخصية، قال محمد إنه اتفق منذ فترة مع منصة الفن المعاصر (كاب)، في مقرها بالشويخ على تنظيم معرض شخصي، وبدأ الإعداد له، ونفّذ مجموعة أعمال خاصة لهذه الفعالية، وعقب زوال الجائحة سيتم الترتيب مع القائمين على «كاب» على موعد المعرض، وكل التفاصيل الأخرى.

جوائز وشهادات تقدير

ولد الفنان التشكيلي الكبير سامي محمد بتاريخ 1/ 10/ 1943، في حي الصوابر- منطقة شرق، أحد أقدم أحياء مدينة الكويت، وفي عام 1962 حصل على منحة التفرغ الكامل بالمرسم الحر، وعقب ذلك بأربعة أعوام حصل على بعثة حكومية لدراسة الفن في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.

وفي عام 1967 أسس مع زملائه الفنانين الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، ولأنه يقدر العلم والتعليم، واصل استكمال دراسته للفنون، وفي 1971 حصل على دبلوم الجائزة الوطنية في المهرجان العالمي الثالث للرسامين في مدينة كان سورمير بفرنسا. وفي عام 1974 التحق بمعهد جونسون للنحت في مدينة برنستون، ولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأميركية.

أما على صعيد الجوائز، فقد حصل على العديد من التكريمات والشهادات التقديرية من داخل الكويت وخارجها وهي:

• جائزة الدولة التشجيعية عام 1999.

• جائزة الدولة التقديرية عام 2015.

• جائزة الإبداع الفني ضمن جوائز «مؤسسة الفكر العربي» بنسختها الرابعة في 2010.

منذ نحو 40 عاماً أجند كل جهدي وأضع عصارة أفكاري لخدمة القضايا الإنسانية
back to top