ما قل ودل: العلاقات الكويتية المصرية قوامها الدين والقومية واللغة والنضال المشترك

نشر في 14-06-2020
آخر تحديث 14-06-2020 | 00:09
 المستشار شفيق إمام طفا على سطح العلاقات المصرية الكويتية ما يعكر صفوها منذ بداية الشهر الفضيل، شهر رمضان، حملتان من الكراهية ممنهجتان، سار في ركبها الركبان من بسطاء الناس من المتحمسين للبلدين بدون قصد أو بغير علم، سباب وشتائم يتبادلها البعض من مصر والكويت.

واتهامات متبادلة بين الجانبين بغير بينة، وأحكام تصدر بغير دليل، وحرائق تشعل بغير مبرر، وسحابات من الغاز السام تطلق في الاتجاهين، أما التسفيه والزراية فقد وزعت من الجانبين بغير حساب لعمق العلاقات والروابط والعروة الوثقى التي تربط الشعبين والبلدين، قوامها الدين والقومية واللغة ونضال مشترك عبر عقود من الزمان، وقفت الكويت ومصر معا مع الحق العربي، ومع قضايا تحرير الشعوب وتقرير مصيرها ومع السلام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب، ويتبسم، فلما أكثر ردَّ عليه بعض قوله؛ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقام فلحقه أبو بكر، فقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، قال: إنه كان معك مَلَك يردُّ عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان؛ فلم أكن لأقعد مع الشيطان. ثم قال: يا أبا بكر، ثلاث كلُّهنَّ حقٌّ: ما من عبد ظلم بمظلمة، فيغضي عنها لله عزَّ وجلَّ إلا أعزَّ الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عزَّ وجلَّ بها قلة".

وهي أحكام عامة ومجردة، تشمل بما نهت عنه أو أمرت به عامة الناس، شاتما أو مشتوما، ظالما أو مظلوما صاحب عطية أو صاحب مسألة، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقصر الأحكام على الصحابة، وهو القائل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.

وقد عف لساني وعفّ قلمي كما عفت ألسنة وأقلام الجميع من قامات مصرية، ومن قامات ورموز وطنية كويتية، وقفت تدافع عن مصر والمصريين، أو لم تشارك في حملة الكراهية ،لأن الملائكة كانت معنا جميعاً، ترد عنا في صحائف الجميع من أساء ومن إسيء إليه.

وعفت ألستنا وأقلامنا جميعا عن الرد امتثالا للحديث الشريف للرسول عليه الصلاة والسلام، وأيضا لأن للكلمة قداستها في قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".

وقد شاءت إرادة المولى عز وجل أن يقيد لي ملائكة في الأرض، من قامات من رموز كويتية وقامات رفيعة انتصفت لي، وأنا مدين لها بالشكر والامتنان، رغم ما تحملته من الأذى من بعض رواد حملة الكراهية، وأخص بالذكر على رأس هؤلاء الأخ الفاضل النائب الموقر الأستاذ عبد الله الرومي والدكتور محمد الفيلي والدكتور طارق العلوي والمستشار الدكتور محمد منور المطير والمستشار حجاج بو خضور.

back to top