مناعة القطيع هل هي الحل؟

نشر في 12-06-2020
آخر تحديث 12-06-2020 | 00:02
 د. حمود مبرك العازمي يتفق العالم الآن على أنه أصبح من غير المجدي البقاء في المنازل وانتظار الوصول إلى لقاح لمواجهة فيروس كورونا، أو انحصاره كما يتوقع البعض خلال شهور الصيف، وفي الواقع إن القول بأن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر في انتشار الفيروس وتجعل إمكانية بقائه «حيا» أكثر صعوبة، مما يعني أنه سيكون مثل الإنفلونزا الموسمية ويتراجع في فصل الصيف، فإن المعطيات تشير إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن الوصول إلى لقاح فعال، أو معرفة كيفية تفاعل فيروس كورونا الجديد مع الطقس الحار والفصول، وأنه لا مناص من الرضوخ للتعايش مع هذا الضيف غير المرحب به، خصوصا في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في جميع دول العالم سواء للفرد أو الدولة، بعد فترة من الحظر والانغلاق التي فرضتها ظروف الطوارئ الصحية لحين التعرف أكثر على سلوك هذا العدو المستجد من جهة، وإعداد المستشفيات وتجهيزها بالمستلزمات اللازمة لاستيعاب أعداد المصابين المتوقعة من جهة أخرى.

وتكرر الحديث في الآونة الأخيرة عن نظرية مناعة القطيع، وعن دول قررت اعتماد هذه الاستراتيجية أي ترك الأمور على حالها كما كانت عليه قبل انتشار الفيروس ليصاب أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالعدوى، فيتكون لدى أغلبهم مناعة ضد المرض بشكل طبيعي وتلقائي، وقد رأى البعض أن هذه الطريقة هي الحل المتاح حالياً للحصول على مناعة قوية ومواجهة المرض، في حين يرى فيها آخرون أنها سياسة لا أخلاقية تعتمد على خلق الظروف لنقل العدوى من المصاب إلى السليم، وأن ضعاف المناعة من كبار السن وغيرهم هم من سيدفع ثمن تطبيق هذه السياسة في موجتها الأولى.

غير أن ما يمكننا أن نقوم به الآن على المستوى الفردي هو انتهاج أسلوب حياة جديد يعتمد على أخذ الاحتياطات الصحية مثل ترك المسافات الآمنة عند التخاطب والاجتماع، وتقليل الخروج إلى الشوارع، وارتداء الكمامات، ويفضل أن تكون المسافة بين الأشخاص نحو مترين، والغسل المتكرر للأيدي وتعقيم الأسطح، والتعايش مع هذه التدابير، ثم العمل بشكل فردي أيضاَ على تقوية جهاز المناعة الخاص بنا، وهو النظام الذي يحمي الجسم من التأثيرات البيئية الداخلية والخارجية الضارة كالبكتيريا والفيروسات، والذي يمكن تقويته عن طريق ‫التغذية الصحية والمتوازنة، مع مراعاة غسل الأيدي بانتظام، بالإضافة إلى المواظبة على ممارسة الرياضة ‫والأنشطة الحركية في الهواء الطلق، والنوم الكافي ليلاً، ومحاربة التوتر، إلى أن يتم الوصول إلى لقاح ينهي هذا الفيروس.‬‬

back to top