الحاجة لترشيد الكهرباء في زمن الجائحة

نشر في 12-06-2020
آخر تحديث 12-06-2020 | 00:04
 عبدالله ضعيان العنزي مرغم من اعتاد السفر صيفا أن يمكث في البلاد هذه السنة، وهم كثيرون، وكذلك المقيمون الذين أغلبهم كان يقضي فصل الصيف في بلده، ففي هذه السنة الكل موجودون في البلاد، فالجائحة أرغمت الجميع على الامتثال لها وأغلقت الحدود ومنعت التنقل لأسباب صحية، وحتى المدارس التي كانت تغلق أبوابها اختلف هذا الصيف الأمر كون العديد منها استُعمل كمحاجر للراغبين في السفر، ولذلك انعكاسه على استهلاك الكهرباء.

الاستهلاك في هذا الصيف تحديدا سيفوق كل الأعوام السابقة، لأول مرة الجميع يوجدون في البلاد مما يدفعهم لاستعمال الأجهزة المنزلية وأجهزة التكييف بكل طاقتها نظرا لاحتياجاتهم اليومية في لهيب الصيف وظروف الحظر إن ظل مستمرا، وبالتالي على المعنيين أن يستشعروا خطورة وضع الأحمال الكهربائية في القادم من الأيام، خصوصا أن الوضع مختلف عما كان عليه في السابق، ولا بد من البدء بالحملات الترشيدية فورا، والتوضيح للكل أن الهدف من حملة الترشيد لا ينصب على توفير تكلفة إنتاج التيار الكهربائي، بالرغم من أن الدولة تدعم 90% من الاستهلاك، بغض النظر عن تدني سعر برميل النفط، والجدير بالذكر أن سعر تكلفة إنتاج الكهرباء تتناسب طرداً مع أسعار النفط، فكلما ارتفع سعر النفط ارتفعت تكلفة إنتاج الكهرباء والعكس صحيح، ولكن الدعم الذي تقدمه الدولة يعتبر ثابتاً كنسبة وتناسب، فالكيلوواط سعره المتحصل من المستهلك يعادل 10% فقط من التكلفة.

وإن لم تتضافر الجهود جميعها في ترشيد استهلاك الكهرباء يكون الحل بالقطع المبرمج لا محالة، وذلك نتيجة للكثافة البشرية هذا الصيف بسبب "كورونا" الذي منع الجميع من الذهاب خارج البلاد.

قد يتذكر البعض الربط الكهربائي الخليجي وأنه في حالة ازدياد الأحمال بالإمكان الطلب من الشبكة الخليجية القيام بالتغذية اللازمة لتعويض النقص، ولكن الخوف كل الخوف أن الشبكة الكهربائية الخليجية لكل بلدان الخليج، وكل الدول تعاني الظروف نفسها التي نعانيها في الكويت، فالحل الأمثل إذاً هو نشر الوعي وتثقيف أفراد المجتمع عبر حملات الاستهلاك بأهمية ديمومة التيار الكهربائي ووصوله للجميع بالتعاون مع الجهات المعنية التي ترعى حملة الترشيد واتباع النصائح والإرشادات، وإطفاء كل ما ليس ضروريا، وخصوصا المجمعات والأسواق التي لا تعمل، والجهات الإدارية، وجميع المباني غير اللازمة للكهرباء، ولا يوجد فيها أي من العاملين، واقتصار تشغيل التيار على الأماكن المشغولة وفي أضيق نطاق، وكذلك محاولة استعمال ألواح الطاقة الشمسية بكثرة لإنارة الشوارع والمباني، ونسأل الله أن يقي الجميع الوباء ودامت البلاد واحة أمن وأمان.

back to top