أحمد الجميري: أحياناً أستمع إلى أغنيات الشباب

ينتمي الفنان البحريني القدير أحمد الجميري الى جيل الرواد الذين حملوا على عاتقهم أمانة نقل التراث، حيث قدم على مدار سنوات العديد من الأعمال المميزة التي مازالت عالقة في قلوب وأذهان ومحبي الطرب الجميل.

ويرى الجميري، الذي كتب شهادة ميلاده الفنية بأول عمل فني يقدمه في الكويت خلال ستينيات القرن الماضي، أن الأغنية الخليجية تطورت كثيرا عما كانت عليه قبل سنوات، معتبرا أن الفيديو كليب ساهم في تشويه الأغنيات بشكل عام، وتمنى تخصيص قناة فضائية تهتم برصد وتقديم الأغنيات الجيدة وعرضها على الجمهور.

وحول رأيه في تطور الأغنية الخليجية، قال: "الأغنية تقدمت كثيرا بالنظر الى المقومات الثلاثة التي ترتكز عليها، بدءا من الأصوات التي أصبحت حاليا متعددة، بينما في السابق كانت الإذاعات ترضى بالأصوات الجيدة، أما الآن فالمستمع لا يقبل إلا الصوت الممتاز".

وبين ان "الأمر نفسه ينطبق على الملحنين الذين اصبحوا اكثر انفتاحا على تجارب العالم، وليس النطاق العربي فقط، واستفادوا من مدارس غنائية مختلفة في التلحين والتجديد بالموسيقى، كذلك كتاب الكلمة كسروا حاجز المحلية والموضوعات التي كانت مطروحة فيما سبق، وكان اغلبها يدور حول التاريخ المحلي، أما الآن وبعد أن اطلعوا بصورة أكبر على موضوعات مختلفة اثر فيهم وساهم في تطوير الكلمة المغناة".

الاشتياق

واستطرد الجميري: "لكن يظل السؤال ما سبب اشتياقنا دائما للاعمال القديمة، ببساطة لانها لم تكن قائمة على الصناعة، بل التلقائية، حيث تخرج الأغنية لتعبر عن بيئتها، فكانت العلاقات الانسانية والصدق بين الناس السمة التي تميز ذلك المجتمع قديما، لذلك كانت الأغنيات تعبر عن صدق العلاقات بين البشر".

وعن اختلاف ذائقة الجمهور الآن لاسيما الشباب، أوضح ان "الشباب الآن يستمع الى ما كنا نقدم من اغنيات، ويقدرون اعمالنا، ولكنهم لا يقدمون مثل تلك الألوان الغنائية والموسيقية بل يقدمون رؤيتهم، وانا احترم فيهم هذا الشيء".

عمل صادق

واكد الجميري انه نادرا ما تشده أغنية، لان ما يجذبه لأي عمل فني هو صدق الكلمة وبلاغتها ومدى تأثيرها في المستمع، مضيفا: "لكن هذا لا يمنع ان هناك بعض الأغنيات التي تقدم حاليا تستوقفني".

وأشاد بالعديد من المطربين الموجودين حاليا على الساحة، مضيفا ان "هناك محمد المسباح الذي ينتقي الكلمة من التراث، ولديه فكر يريد ان يوصله للجمهور، كذلك راشد الماجد ونوال وعبدالله الرويشد".

وبين انه قلما يستمع الى اغنيات الشباب، وتمنى ان تسخر احدى الفضائيات امكاناتها لرصد التجارب الغنائية، وانتقاء افضل ما يقدم من اغنيات لعرضها على الجمهور، معتبرا ان الفيديو كليب ساهم في تشويه الاغنية، لأن الشباب اصبح يهتم بالصورة التي تقدم على حساب الكلمة المغناة.

فرقة البحرين للموسيقى

وفيما يخص التواصل بين الاجيال، أوضح الجميري: "مع الأسف ليس هناك تواصل في الوقت الحالي، عندما كنت موظفا في قطاع الثقافة توليت مهمة مدير فرقة البحرين للموسيقى، وكان كل المطربين الشباب الذين يلتحقون بنا ينتمون للفرقة ويتدربون مع الكورال، وكنت حريصا على تدريبهم على اختيار النغم والاغنية والاداء التراثي المعروف في الخليج، ولمست تفاعلا كبيرا منهم، ولكن مع الأسف السوق اصبح يفرض عليهم شيئا آخر، حيث تحكمهم آلية السوق والصناعة وهنا تختلف الأمور".

وكشف انه بصدد طرح العديد من المشاريع الغنائية خلال الفترة المقبلة، على ان ترى النور خلال الفترة المقبلة.