التحالف الدولي للطاقة الشمسية... هدية الهند للعالم؟

نشر في 31-05-2020
آخر تحديث 31-05-2020 | 00:00
 ذي دبلومات اعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في أحدث خطاب له، أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية هو "هدية الهند للعالم" في معركته ضد التغير المناخي، هذا التحالف هو عبارة عن منظمة حكومية دولية، وقد أطلقته الهند بالتعاون مع فرنسا في عام 2015، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP21). كان المشروع يهدف في الأساس إلى استعمال طاقة شمسية نظيفة ومنخفضة الكلفة في البلدان الغنية بالطاقة الشمسية لتصنيع طاقة آمنة ومكتفية ذاتياً، ولا يزال الوقت مبكراً لتقييم إنجازات ذلك التحالف في مجال تمكين الطاقة الشمسية المنخفضة الكلفة، لكنه قد يؤدي دوراً محورياً في تطوير سلاسل التوريد الباردة المستدامة لابتكار لقاحات محتملة لوباء "كوفيد-19".

لكن حتى لو حصلت الاختبارات والتجارب في أسرع وقت، لن يتوافر اللقاح المضاد لفيروس كورونا قبل مرور فترة من الزمن، فوفق أكثر التوقعات تفاؤلاً، ستكون الأشهر المقبلة (بين 12 و18 شهراً) حاسمة بالنسبة إلى البلدان التي تُحَضّر نفسها لبرنامج التحصين الموسّع، وللأسف، لا تزال شبكة سلسلة التوريد الباردة الخاصة باللقاح في معظم البلدان غير كافية للتعامل مع برامج التحصين المكثّفة للسيطرة على وباء مثل "كوفيد-19". يفتقر عدد كبير من البلدان حول العالم إلى البنى التحتية اللازمة: هي تخلو بالكامل من السلاسل الباردة أو تملك ثلاجات شائبة للقاحات، ويكون تفكك شبكات السلاسل الباردة مسؤولاً عن أكثر من مليون حالة وفاة عالمية سنوياً بسبب أمراض يمكن تجنبها باللقاح، ويموت الأولاد تحت عمر الخامسة في 30% من هذه الحالات.

يستطيع التحالف الدولي للطاقة الشمسية أن يرسم مسار التطور العالمي للشبكة اللوجستية للقاحات العاملة بالطاقة الشمسية لاستبدال ثلاجات امتصاص الكيروسين، ويقدم خيار التبريد بمحرك الطاقة الشمسية المباشر بديلاً نظيفاً وفاعلاً ومقبول الكلفة عن ثلاجات امتصاص الكيروسين، فمعظم أعضاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية موجودون في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث ترتفع درجات الحرارة المحيطة، لذا تصبح آلية توصيل اللقاح بناءً على الحرارة بالغة الأهمية.

في تنزانيا، عضو مصادق عليه في التحالف الدولي للطاقة الشمسية، يستفيد 28% فقط من مراكز التحصين الصحية من تلك الشبكة، ويتكل 70% منها على التبريد بالامتصاص، فتتعرض اللقاحات لدرجات حرارة متجمدة وتزيد تلوث الهواء محلياً.

على صعيد آخر، لا تستطيع المراكز الصحية في الجبال الشمالية النائية في كولومبيا تحمّل كلفة تشغيل ثلاجات امتصاص الكيروسين المكلفة، أما المراكز التي تتحمل كلفتها، فتُشغّل تلك الثلاجات مرة أسبوعياً كل شهر، مما يعني أن برامج التحصين غير متاحة طوال ثلاثة أسابيع من أصل أربعة، وفي الكاميرون، يفتقر 30% من المراكز الصحية إلى أي شكل من التبريد، ويشمل 14% منها ثلاجات مكسورة، ولمواجهة وباء مُعد مثل "كوفيد-19"، لا بد من تحديث الشبكة اللوجستية القائمة للقاحات، بما في ذلك ارتباطها بوجهات بعيدة، ويجب أن يكون هذا التحديث مستداماً، على أن يشمل جهوداً منسّقة للجمع بين الصحة العالمية والمخاوف المناخية.

بما أن التحالف الدولي مُكلَّف بنشر الطاقة الشمسية، فقد يتحول إلى منصة معاصرة لتجديد الجهود متعددة الأطراف. هذه الجهود لن تُرسّخ مكانة التحالف كمنظمة عالمية حقيقية فحسب، بل إنها ستعزز علاقات الهند في الخارج، فمعظم أعضاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية أفارقة، إذ يبلغ عدد الأعضاء في هذه القارة 34، وتحاول الهند طرح نفسها كقوة عالمية رائدة ومسؤولة، فتنشر دبلوماسيتها الطبية في جميع أنحاء إفريقيا، ويُفترض أن تستعمل التحالف الدولي للطاقة الشمسية للتشجيع على تطوير بنية تحتية مستدامة ومنخفضة الكلفة للتبريد، وقد تسهم آلية توصيل اللقاحات المستدامة في القارة في تسريع التعافي من "كوفيد-19"، حتى أنها قد تجعل الهند شريكة في تنمية هذه المنطقة على المدى الطويل.

* زيرين أوشو

back to top