حقاً... إنهم يحترموننا!

نشر في 31-05-2020
آخر تحديث 31-05-2020 | 00:19
 عبدالمحسن جمعة عمر خامينيز هو مراسل شبكة "سي إن إن" الشهيرة، في مدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا الأميركية التي تسودها الاضطرابات، بسبب قتل الشرطة للأميركي الأسود جورج فلويد.

الشرطة اعتقلت خامينيز، فجر الجمعة، أثناء أدائه لعمله بتغطية الاضطرابات. ولم يكد مراسل الشبكة يصل إلى مركز الشرطة، وفي غضون ٣٠ دقيقة وقبل أن يُشق عن نور الصباح، كان حاكم ولاية مينيسوتا، تيم فاز، قد أصدر أمراً فورياً بإطلاق سراح الصحافي عمر خامينيز، وقدَّم اعتذاراً رسمياً لشبكة "سي إن إن"، معتبراً ما حدث خطأً شنيعاً يمس الحُريات، ومتحمِّلاً مسؤولية ذلك.

العبرة أنه رغم تفاهات وأفعال الرئيس دونالد ترامب ضد الصحافة والصحافيين، فإن الحُريات في أميركا مؤسساتية، وتعبِّر عن ثقافة مجتمع، رغم أزمته بسبب تسيُّد خطاب الكراهية العنصري الذي يُروِّجه ترامب ويذكي روحه بين الأميركيين، وبصفة خاصة البيض منهم.

الحُريات واحترام الآراء وتعددها ستبقى في أميركا، لأنها هي ما تجعلها دولة عظمى، وليس فقط صواريخها وأسلحتها الفتاكة، وسيرحل يوماً ترامب، وستبقى القيم الأميركية التي تعزز حُرية الإنسان واحترام كرامته.

***

قام عشرات من الأميركيين في مدينة منيابوليس، بتصوير الشرطي الذي قتل جورج فلويد بهواتفهم الذكية، ورفعوا الفيديو الذي يصوِّر مراحل القتل على كل وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يتم استدعاؤهم بتهمة بث إشاعات كاذبة أو إساءة استخدام الهاتف!

***

رغم أنني لست صحافياً أميركياً، فإنني شعرت بالغبطة والإحساس بالاحترام، لما قام به الحاكم تيم فاز، تجاه صحافي "سي إن إن"، واعتذاره للقناة الإخبارية العريقة.

back to top