محمد باقر قاليباف رئيساً لبرلمان إيران... وواشنطن تشد الطوق

• دونالد ترامب ينهي الاستثناءات وموسكو تحذر من دفع طهران لـ «القنبلة» • الحرس الثوري يحزم الخليج بالزوارق

نشر في 29-05-2020
آخر تحديث 29-05-2020 | 00:05
قاليباف على منصة رئيس البرلمان عقب انتخابه أمس في طهران (إي بي أيه)
قاليباف على منصة رئيس البرلمان عقب انتخابه أمس في طهران (إي بي أيه)
دفع التيار المتشدد بالقائد السابق في الحرس الثوري، عمدة طهران السابق محمد قاليباف، إلى رئاسة البرلمان، في خطوة قد تعزز هيمنة التيار المعادي للغرب على سياسة البلاد، فيما كشف الحرس عن تزويد القوات البحرية بعشرات الزوارق السريعة، وأكد الجيش أنه سيزيد الحزام الأمني بالخليج.
في خطوة ترسخ سلطة التيار المتشدد المعادي للغرب، وتضيق الخناق على حكومة الرئيس المحسوب على التيار المعتدل حسن روحاني، انتخب النواب الإيرانيون القائد السابق للقوات الجوية بـ"الحرس الثوري" عمدة طهران السابق محمد باقر قاليباف رئيساً للبرلمان، الذي يهيمن عليه المحافظون، وذلك مدة عام.

وذكر التلفزيون الحكومي أن 230 نائبا من أصل 264 صوتوا لقاليباف‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬،‬الذي أكسبه سجله كمقاتل في حرب الثماني سنوات مع العراق في الثمانينيات وقائد للشرطة الوطنية حظوة لدى المرشد الأعلى علي خامنئي، وعزز فرصه في أن يصبح رئيساً لمجلس الشورى خلفاً لعلي لاريجاني.

وعين خامنئي رئيس البرلمان السابق مستشاراً له وعضواً في مجمع "تشخيص مصلحة النظام"، الهيئة المعنية بحل النزاعات بين البرلمان ومجلس "صيانة الدستور"، الذي استبعد العديد من مرشحي التيار المعتدل، وسمح بهيمنة التيار المتشدد على الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وجاء في أمر التعيين: "نظرا للتجارب المفيدة والقيمة التي اكتسبتموها خلال فترة تصديكم للمسؤوليات في البلاد، خصوصا خلال ثلاث دورات في مجلس الشورى نعينكم مستشارا للقائد، وعضوا في مجمع تشخيص مصلحة النظام".

ويمثل وصول قاليباف إلى رئاسة البرلمان وضع حكومة روحاني بين فكي "كماشة" بعد وصول منافسه الأصولي في الانتخابات الرئاسية الماضية إبراهيم رئيسي إلى رئاسة السلطة القضائية في وقت سابق.

ولم يحالف قاليباف (58 عاما)، الذي سبق له تولي رئاسة بلدية طهران، الحظ في الفوز في سباقين لانتخابات الرئاسة، وأُجبر على التخلي عن الترشح لثالث، تجنبا لتفتيت أصوات المحافظين، وأحيا طموحاته السياسية بالترشح لرئاسة البرلمان.

وليس للبرلمان الإيراني البالغ عدد مقاعده 290 تأثير كبير على الشؤون الخارجية أو سياسة إيران النووية، وهي أمور يحددها خامنئي. لكنه قد يدعم غلاة المحافظين في انتخابات 2021 الرئاسية، ويتخذ نهجا أكثر تشدداً في سياسة طهران الخارجية.

تحزيم الخليج

في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، أنه سيتم تشديد الحزام الأمني بشكل أكبر في منطقة الخليج، وأن كل شيء متوفر لتعزيز الهدوء في المنطقة.

ونقل عن حاتمي خلال كلمة ألقاها أثناء تسليم "الحرس الثوري" قطعاً بحرية متطورة من بينها زوارق سريعة أمس: "كل شيء متوفر لتعزيز الهدوء والاستقرار في المنطقة"، مضيفاً أن "إيران تحافظ على الأمن في مضيق هرمز".

وذكر وزير الدفاع الإيراني، أن "شعوب المنطقة قادرة على توفير أمنها بنفسها بعيداً عن القوى الأجنبية وتدخلاتها".

من جهته، قال قائد "الحرس" اللواء حسين سلامي، خلال المراسم: "نحن أهل الحرب مع العدو، لكننا لن ننفعل أمامه، ولقد أثبتنا ذلك في ميدان المواجهة"، مضيفاً أن قوات إيران البحرية ستمتد إلى أقصى نقاط العالم، وهي تترجم هذه القوة من خلال وجودها في البحار البعيدة.

وأعلن أن "الحرس" أضاف 112 زورقًا قاذفًا للصواريخ إلى أسطوله في المياه الخليجية، لافتاً إلى أن الزوارق عالية السرعة للجيل الجديد المزود بصواريخ "كروز" من "ذو الفقار وميعاد حيدر".

بدوره، شدد قائد سلاح البحرية بـ"الحرس" علي رضا تنكسري، أنهم اليوم يعلمون: "أنه حيثما يوجد أميركيون فنحن بجانبهم وسيشعرون بنا أكثر في المستقبل القريب".

وقال تنكسري إن "زوارق ميعاد صنعت في مصانع الحرس الثوري، وإن زوارق ذو الفقار صنعت في مصانع وزارة الدفاع".

وأضاف تنكسري أن "الحرس الثوري" يصمم زورقاً هجومياً بطول 65 متراً، به مهبط لطائرة هليكوبتر، وأن الزورق سيسمى "قاسم سليماني"، بالإضافة إلى تصميم زورق يسمى "أبومهدي المهندس".

يذكر أن سليماني، القائد السابق لـ"فيلق القدس"، والمهندس، نائب قائد قوات "الحشد الشعبي" العراقية، تم قتلهما في غارة أميركية بطائرة دون طيار، مطلع يناير الماضي في مطار بغداد.

تأتي هذه التصريحات بعد أن حذرت البحرية الأميركية السفن والقوارب في مياه الخليج، منذ نحو 10 أيام، من الاقتراب من الأسطول الأميركي لمسافة تقل عن 100 متر.

إلغاء وانتقاد

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة انتهاء العمل بالاستثناءات التي كانت تسمح حتى الآن بمشاريع مرتبطة بالبرنامج النووي المدني الإيراني على الرغم من عقوبات واشنطن، في آخر خطوة لفك الارتباط الأميركي بالاتفاق الدولي المبرم في 2015، وانسحب منه الرئيس دونالد ترامب.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان، "أعلن انتهاء الاستثناءات من العقوبات المتعلقة بكلّ المشاريع النووية في إيران".

وأضاف ان "النظام الإيراني يواصل تهديداته النووية". وتابع "لم أعد قادرا على تبرير تمديد هذه الاستثناءات".

وحدد بومبيو مهلة أخرى تنتهي خلال ستين يوما "تسمح للشركات والكيانات المشاركة في هذه الأنشطة بإنهاء عملياتها".

من جهة ثانية، أدرج بومبيو، المدير التنفيذي لهيئة الطاقة النووية الإيرانية، أمجد سازغار، ومسؤولا آخر مكلفا بالبحث والتطوير بشأن أجهزة الطرد المركزي ماجد أغائي، على لائحة سوداء أميركية.

من جانب آخر، أعلن الوزير الأميركي أنّ واشنطن جدّدت مدّة 90 يوما الإعفاء الممنوح لبرنامج الدعم الدولي لمفاعل بوشهر، بهدف "ضمان أمن العمليات" في هذه المحطة الحرارية النووية.

ويعني قرار إنهاء الاستثناءات عملياً أنّ الدول التي مازالت ملتزمة الاتفاق الدولي المبرم مع إيران حول برنامجها النووي، والمنخرطة في هذه المشاريع النووية المدنية الإيرانية أصبحت معرضة لعقوبات أميركية، إذا لم تنسحب من المشاريع. وهذا الأمر يتعلق بروسيا بالدرجة الأولى.

في المقابل، نقلت وكالة "إنترفاكس" عن العضو البارز في البرلمان الروسي فلاديمير جباروف، قوله، إن قرار واشنطن إنهاء الإعفاء من العقوبات سيدفع طهران إلى تطوير أسلحة ذرية.

خامنئي يعين لاريجاني مستشاراً له وعضواً في مجمع «تشخيص مصلحة النظام»
back to top