الاسترخاء الذهني فاعل بقدر العلاج السلوكي المعرفي لمعالجة الألم المزمن

نشر في 04-05-2020
آخر تحديث 04-05-2020 | 00:00
الاسترخاء الذهني
الاسترخاء الذهني
نُشر بحث جديد في نشرة «الصحة النفسية المبنية على الأدلة» الصادرة عن «المجلة الطبية البريطانية»، وكشف أن الاسترخاء الذهني قد يكون بديلاً واعداً عن العلاج السلوكي المعرفي لتخفيف جزء من الأعراض النفسية والجسدية التي يُسببها الألم المزمن.

يشعر الأفراد المصابون بألم مزمن بالوجع في معظم أيام الأسبوع أو كل يوم، على مر 6 أشهر وما فوق. كذلك، يصاب جزء من هؤلاء الأشخاص بألم مزمن «عالي التأثير»، مما يعني أن الألم يؤثر بشدة على نشاطاتهم اليومية في معظم الأيام.

وقد ينعكس الألم المزمن على مختلف جوانب الراحة الشخصية، ويكون أثره النفسي السلبي بارزاً بدرجة ملحوظة أيضاً. في الوقت الراهن، يرتكز العلاج النفسي الذي يصفه الأطباء على نطاق واسع لمعالجة الألم المزمن على العلاج السلوكي المعرفي.

يساعد هذا العلاج الناس على التكيّف مع الألم المزمن من خلال تشجيعهم على تبنّي مقاربة أكثر مرونة لتجاوز تحدياتهم اليومية على المستويين النفسي والسلوكي معاً.

لكن حدّة المشكلة تختلف من شخص إلى آخر، لذا قد لا يساعد العلاج السلوكي المعرفي جميع الأفراد الذين يتعايشون مع الألم المزمن بالدرجة نفسها. وقد قيّم بحث جديد الآن القدرات العلاجية التي يحملها خيار بديل يسمّيه المعالجون «تقليص الضغط النفسي المبني على الاسترخاء الذهني»، وقارن نتائجه بتلك التي يحققها العلاج السلوكي المعرفي.

وكانت إيف لينغ كو، من قسم علم الأوبئة العيادية في «معهد الأبحاث» التابع لمستشفى «أوتاوا» في كندا، المشرفة الأولى على الدراسة.

الألم المزمن: مقارنة بين «تقليص الضغط النفسي المبني على الاسترخاء الذهني» والعلاج السلوكي المعرفي.

الألم المزمن

حللت كو وزملاؤها التجارب العيادية السابقة التي كانت قد قيّمت مدى فاعلية تقنية «تقليص الضغط النفسي المبني على الاسترخاء الذهني» والعلاج السلوكي المعرفي، على التوالي، للتكيف مع الألم المزمن. وجد الباحثون 184 تجربة عيادية تتمحور حول الألم المزمن، ثم حصروا عددها بعد مراجعتها واكتفوا بـ21 تجربة منها.

شملت الدراسات حوالي ألفَي مشارك تراوح أعمارهم بين 35 و65 عاماً، وكان معظمهم من النساء.

حللت معظم الدراسات أشكالا من الألم العضلي العظمي، مثل الألم العضلي الليفي المتفشي، والألم المزمن في أسفل الظهر، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والفصال العظمي، وأنواع أخرى من الأوجاع.

راجعت كو وزملاؤها الأدلة المباشرة وغير المباشرة على فاعلية العلاج السلوكي المعرفي مقارنة بآثار الرعاية النموذجية أو عدم تلقّي أي رعاية طبية، ثم قارنوا بين مفعول تقنية «تقليص الضغط النفسي المبني على الاسترخاء الذهني» وآثار الرعاية النموذجية أو عدم تلقّي أي رعاية طبية. أخيراً، قارنوا بين الاسترخاء الذهني والعلاج السلوكي المعرفي.

كشف تحليلهم أن هاتين التقنيتين معاً ساهمتا في تحسين الوظائف الجسدية لدى المشاركين بدرجة ملحوظة، كما أنهما سمحتا بتخفيف حدة الألم والاكتئاب المرتبط به.

أوضحت كو وزملاؤها أنه «وفق هذه المراجعة، تشكّل تقنية «تقليص الضغط النفسي المبني على الاسترخاء الذهني» مقاربة واعدة أخرى للتحكم بالألم المزمن”.

لكن الباحثين أضافوا أنه «صحيح أن العلاج السلوكي المعرفي يُعتبر التدخل النفسي المفضّل لاستهداف الألم المزمن، لكن جميع المرضى لا يبدون تجاهه تجاوباً علاجياً مهماً من الناحية العيادية”.

الضغط النفسي

أخيراً، استنتجت كو وزملاؤها أنه «رغم تعدد التوصيات الرامية إلى تحسين العلاج السلوكي المعرفي بالنسبة إلى المصابين بألم مزمن، قد يقضي حلّ آخر بتوجيه المرضى نحو تقنية «تقليص الضغط النفسي المبني على الاسترخاء الذهني» لكونها مقاربة واعدة لتخفيف حدة الألم وإضعاف أثره على الحياة اليومية وكبح الضغوط النفسية التي يسببها”.

وأكد الباحثون في النهاية ضرورة إجراء أبحاث إضافية ترتكز على «قياسات متماسكة» لتوجيه القرارات المرتبطة بإحالة المصابين بألم مزمن إلى العلاج السلوكي المعرفي، أو تقنية «تقليص الضغط النفسي المبني على الاسترخاء الذهني». وفق آرائهم، لا يزال الوقت مبكراً على الأرجح لتحديد الأفراد الذين سيستفيدون بدرجة إضافية من العلاج السلوكي المعرفي أو الاسترخاء الذهني على التوالي.

اشبك ساقيك وضع يديك على ركبتيك تزامناً مع إغلاق عينيك وتنفّس بعمق
back to top