«أشوف نقدر»

نشر في 23-04-2020
آخر تحديث 23-04-2020 | 00:09
 علي محمود خاجه فيروس كورونا كشف عن قدرات كبيرة تمكنت فيها الكويت من التحول خلال فترة وجيزة إلى أعمال إلكترونية جيدة، أغنتنا عن الكثير من المراجعات التي كانت تنتظر لا مانع من مدير أو رئيس قسم أو شكليات أخرى غير مهمة كانت تعطل أعمال الناس على الدوام، وأثبت هذا الفيروس أن الدولة بإمكانها أن تكون أكثر فاعلية بقليل من التركيز فقط.

فها هي أجهزة هواتفنا اليوم تمكننا من تجديد البطاقة المدنية والحصول على تصاريح عدم التعرض وسداد الالتزامات وتجديد الإقامة وإصدار رخص القيادة والدخول إلى الجمعية التعاونية بالإضافة إلى متابعة إجراءات الحجر المنزلي من خلال تطبيق "شلونك"، وهو تطبيق حسبما أرى وأشاهد متقدم جداً، ويتطلب تقنيات عالية لتنفيذه، إلا أننا تمكنا من تنفيذه في فترة قياسية.

كما أن بعض الجهات الحكومية اليوم تمكنت من التفوق إلكترونيا على بعض الشركات الضخمة في الكويت التي لم تتمكن رغم ثرواتها الهائلة من تنفيذ أبسط الأمور، وهي توفير منصات إلكترونية لمنتجاتها بشكل مناسب، على الرغم من أن تلك الشركات غايتها الربح، ومن مصلحتها أن تتحول إلكترونيا في أسرع وقت، إلا أنها عاجزة إلى الآن عن تحقيق ذلك بالمقارنة مع بعض الجهات الحكومية.

إن ما يحدث اليوم يعني بوضوح أنه متى ما وجهت الجهود في سبيل تطوير الأعمال فإننا سنتمكن من تحقيق ذلك بأسرع وقت، وإن أصعب المعاملات الحكومية التي كان يعانيها المراجع لتنفيذها، بل تستغرق منه أياما وأسابيع من المراجعات والازدحام والانتظار باتت ممكنة في غضون دقائق.

اليوم وفي ظل هذا التعطيل القسري الذي تمر به الكويت بالإمكان الاستعانة وتجنيد القدرات والإمكانات الكويتية، وكذلك قدرات المقيمين في الكويت من المتخصصين في مجالات التكنولوجيا من تقييم جميع الأعمال الحكومية، وتحويلها إلى إلكترونية بشكل يعين الناس، ويخفف من عدم الفاعلية التي نعيشها في ظروفنا الاعتيادية، فنحن مقبلون على أكثر من شهر بلا أعمال، وهو ما يعني تفرغ الكثيرين من المؤهلين لتطوير أعمال الدولة لتنفيذ أي مشروع إلكتروني، علما أن هذه الأعمال الإلكترونية لا تتطلب من الفنيين والمختصين الوجود في مقار عمل، بل بالإمكان تسيير أعمالهم من منازلهم، وهو ما يعني استغلال هذه الفرصة التي لا تتكرر، ودون أي خطر نسعى إلى تجنبه في التجمع أو المخالطة وغيرها من أمور غير مطلوبة في هذه المرحلة.

علينا فعليا كدولة استثمار هذه الفرصة وتحويل الكويت بمختلف خدماتها إلى عالم إلكتروني متكامل يجعل من الكويت دولة متقدمة في تقديم الخدمات بعد زوال هذا الوباء.

خارج نطاق التغطية:

ما يحدث من بعض الكويتيين العائدين من رحلات الإجلاء من عدم التزام بقواعد العزلة والحجر المنزلي يؤكد أن الوعي والمسؤولية لا علاقة لهما لا بتعليم ولا عائد مادي ولا مستوى اجتماعي على الإطلاق.

back to top