سجال بين ترامب و«الصحة العالمية»... والأفارقة الأميركيون الأكثر إصابة بـ «كورونا»

• ووهان الصينية تعود للحياة بعد 77 يوماً والولايات المتحدة تسجّل أعلى حصيلة وفيات يومية
• فوتشي يأمل فتح المدارس بالخريف
• يوم آخر لجونسون بالعناية
• «شارل ديغول» موبوءة
• مركز أسلحة بيولوجية سوفياتي يقود جهود روسيا لإنتاج لقاح

نشر في 09-04-2020
آخر تحديث 09-04-2020 | 00:06
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سجالاً مع منظمة الصحة العالمية واتهمها بالاهتمام بالصين، بينما سجلت الولايات المتحدة أمس الأول أعلى نسبة وفيات بـ «كورونا» في العالم، وأظهرت السجلات أن مجتمعات الأميركيين الأفارقة هي الأكثر تأثراً بالفيروس.
بعد ساعات على هجومه الحاد على منظّمة الصحّة العالمية بسبب "انحيازها للصين"، هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق دفع مساهمة بلاده الماليّة في المنظّمة الأممية، مندّداً بطريقة إدارة المنظّمة لوباء فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد - 19) الذي تخطّت حصيلة اصاباته المليون و430 ألفا ووفياته تجاوزت الـ 82 ألفاً.

وخلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي تعقده فرقة العمل المكلفة تنسيق جهود التصدّي للفيروس في البيت الأبيض، قال ترامب أمس الأول: سنُعلّق دفع الأموال المخصّصة لمنظّمة الصحّة العالمية. غير أنّه ما لبث بعد دقائق أن تراجع عن هذا القرار باعلانه أنّه لم يقرّر تعليق الدفع بل ينوي فقط درس هذه الإمكانية. وأضاف أنّ "منظّمة الصحّة تبدو منحازة جدا نحو الصين. هذا أمر غير صائب".

والولايات المتّحدة هي أكبر مساهم في تمويل منظمة الصحة العالمية.

وكان ترامب شنّ هجوماً حادّاً على المنظمة، واتهمها على "تويتر" بأنها "أخفقت حقاً وأفسدت الأمر بالفعل. لسبب ما ركزت بشكل كبير على الصين، رغم أنها ممولة بشكل كبير من الولايات المتحدة. سنولي هذا الأمر نظرة فاحصة. لحسن الحظ فإنني رفضت نصيحتهم في وقت مبكر بإبقاء حدودنا مفتوحة أمام الصين. لماذا قدموا لنا توصية خاطئة كهذه؟".

وتعهد السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، الحليف المقرب من ترامب، بعدم تقديم أي تمويل لمنظمة الصحة في مشروع قانون المخصصات المقبل بمجلس الشيوخ.

وقال خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الإخبارية المحافظة: أنا مسؤول عن اللجنة الفرعية للمخصصات. لن أدعم تمويل منظمة الصحة العالمية تحت قيادتها الراهنة. إنهم مخادعون وتحركوا ببطء وكانوا مدافعين عن الصين.

في المقابل، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليغيان، امس، أن أي تعليق محتمل للمساهمات الأميركية في موازنة منظمة الصحة العالمية سيؤثر سلبا على مكافحة "كورونا".

وأضاف في مؤتمر صحافي، أن "منظمة الصحة، منذ تفشي الفيروس، لعبت دوراً مهماً في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة انتشاره، وحصلت على احترام وتقدير المجتمع الدولي بأسره"، مؤكّداً أن "الجانب الصيني سيواصل دعمه القوي لعمل المنظمة ودعم دورها القيادي في تنسيق التعاون الدولي لمكافحة انتشار الوباء".

بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، أمس، "يستمر ترامب في التفكير الأناني، وفي التهديدات حتى في مواجهة تهديد وبائي عالمي. والآن بعد أن اقترب عدد المصابين من مليون ونصف المليون شخص، نحتاج إلى مكافحة الجائحة، وعدم الانتقام من منظمة الصحة العالمية وانتقادها أو زعم تركيزها على الصين". وأضاف: "الإنسانية تواجه تحديا غير مسبوق، والآن نحن بحاجة إلى التضامن والتوحد العالمي، وليس محاربة المنظمات الدولية بمساعدة سوط مالي".

كما رفض ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاتهامات الموجهة لأداء منظمة الصحّة ومديرها العام الأثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس.

وقال دوجاريك: "بالنسبة إلى الأمين العام فمن الواضح أنّ منظّمة الصحّة العالمية بقيادة د. تيدروس قامت بعمل هائل بإرسالها ملايين المعدّات الطبية إلى دول لدعمها، ومساعدتها دولاً عبر التدريب، وبتوفيرها إرشادات عالمية".

ترامب

الى ذلك، قال الرئيس الأميركي، إنه رغم تزايد أعداد المصابين في بلاده، فإن استراتيجية التصدي للفيروس "تعمل بشكل كامل"، مجددا تأكيده أن الأسبوع المقبل سيكون صعباً، ومشيراً إلى أن بلاده تجري أكبر عدد من اختبارات "كورونا" في العالم مع فحص مليون و870 ألف شخص.

وحول البحث عن علاج للفيروس قال ترامب: "لدينا 10 أدوية في مرحلة تجارب نشطة ولقاحان مرشحان لدخول مرحلة التجارب السريرية".

وتابع: "نعمل على الجبهة العلمية وتحدثت مع مديري 4 شركات تقوم بعمل جيد في مجال العثور على العلاج واللقاح".

وبيّن ان "لدى الولايات المتحدة 110 آلاف جهاز تنفس لا أعتقد أننا سنحتاجها".

ولفت الى أن واشنطن تبحث طلباً من المملكة المتحدة للحصول على 200 جهاز تنفس.

فوتشي

من ناحيته، قال كبير مسؤولي الصحة العامة في فريق عمل مكافحة الفيروس في البيت الأبيض أنتوني فوتشي: "لا يوجد توقّع حاسم أو دقيق، ولكن أعتقد أننا سنكون في حالة جيدة. بحلول الخريف من المحتمل أن يكون قد مر الوقت الكافي للسماح للمدارس بإعادة فتح أبوابها". كما توقع أن تكون البلاد قد نجحت في حصر الوباء حتى ذلك التاريخ، إلا أنه شدد على ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات لمنع عودة ظهور الفيروس بشكل كبير.

وذكر فوتشي، أن "كورونا يؤثر سلبيا بشكل خاص على مجتمع الأميركيين من أصول افريقية في الولايات المتحدة"، وأرجع ذلك جزئيا إلى اختلاف النمط الصحي.

وأوضح ترامب لاحقاً، أن "الجالية الإفريقية الأميركية تعاني أكثر من غيرها في الولايات المتحدة، ولا ندري أسباب تفشي الوباء بينها".

يشار إلى أن لوري لايتفود، عمدة شيكاغو، ذكرت أن نحو 72 % من الوفيات في مدينتها تعود لأميركيين من أصول أفريقية، رغم أنهم يمثلون ثلث سكانها، ووصفت تلك البيانات بأنها "صادمة".

وأبلغت مدن أخرى، بما في ذلك واشنطن العاصمة، ومناطق في لويزيانا عن بيانات مماثلة.

أعلى حصيلة

يذكر أن موقع "وورلد ميتر" المتتبع للحالة الوبائية لانتشار الفيروس على مستوى العالم و"جامعة جونز هوبكنز" الأميركية التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات، أفادا، أمس، بأن الولايات المتحدة سجلت نحو ألفي حالة وفاة ونحو 30 ألف إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية، في أعلى حصيلة يومية في العالم منذ انتشار الوباء.

وأشار "وورلد ميتر" الى ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 12813، فضلا عن ارتفاع إجمالي الإصابات إلى 396416.

بول

في غضون ذلك، أعلن السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، راند بول، الذي وضع في الحجر الصحي بعد إصابته بـ "كورونا" الشهر الماضي، عن شفائه تماماً من المرض.

وقال بول، وهو طبيب عيون، إنه على استعداد لتقديم خدماته كعامل في الرعاية الصحية بمسقط رأسه في بولينغ غرين، كنتاكي، خلال الأزمة.

يشار إلى أن بول هو ثالث عضو في الكونغرس وأول عضو في مجلس الشيوخ أصيب بالفيروس.

جونسون

وفي لندن، أوضح وزير الدولة بوزارة الصحة البريطانية إدوارد أرغار، أمس، ان رئيس الوزراء بوريس جونسون (55 عاما) بوضع مريح ومستقر ومعنوياته جيدة بعد إمضائه ليلة ثانية في العناية المركزة جراء تدهور صحته بسبب إصابته بالفيروس.

وأضاف: "رئيس الوزراء في حالة مستقرة. تلقى علاجا بالأوكسيجين في وقت سابق لكنه ليس موضوعا على جهاز تنفس اصطناعي. سيعود قريبا للقيادة".

وذكرت صحيفة تايمز أن الحرارة المستمرة التي استدعت دخوله مستشفى سانت توماس في لندن، بعد عشرة أيام من إعلان اصابته بفيروس كورونا المستجد في 27 مارس، قد انخفضت.

وقال رئيس بلدية لندن صادق خان، أمس، إن بريطانيا ما زالت بعيدة تماما عن رفع إجراءات العزل العام التي اتخذتها لمواجهة التفشي، إذ انها لن تصل إلى الذروة قبل أكثر من أسبوع.

فرنسا

وفي باريس، أعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية امس، ان حاملة الطائرات "شارل ديغول" في طريق العودة إلى الميناء بعد ظهور أعراض "كورونا" على بعض أفراد طاقمها.

وقالت الوزارة إن نحو 40 من أفراد طاقم السفينة تحت ملاحظة طبية صارمة الآن.

وأضافت "البحارة الذين ظهرت عليهم العوارض عزلوا كإجراء احترازي لحماية باقي الطاقم. ولم يسجل لدى البحارة المصابين أي تفاقم في حالتهم".

وأرقام الحالات المؤكدة أو المشتبه بها غير مفصلة في صفوف القوات المسلحة. لكن حسب الأرقام الأخيرة التي كشفتها وزيرة الدفاع فلورانس بارلي السبت، تم تسجيل 600 حالة بين مدنيين وعسكريين ولا وفيات.

وكانت وزارة الصحة الفرنسية أعلنت امس الأول، ارتفاع عدد الاصابات الى 109069 والوفيات الى 10328.

وبينما سجلت إيطاليا 604 حالات وفاة جديدة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 17127، والمصابين إلى 135.586، أعلنت السلطات الصحية الإسبانية امس، تسجيل 757 وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وبذلك يبلغ إجمالي الوفيات الى 14555 والاصابات إلى 146690. كما ارتفع عدد الوفيات في سويسرا إلى 705.

موسكو

وفي موسكو، أعلن مركز الطوارئ الروسي امس، ارتفاع عدد الاصابات بالفيروس الى 8672 بينما بلغ عدد الوفيات 63.

وأعلنت موسكو أن مختبراتها جاهزة لتطبيق تجارب سريرية على البشر للقاح تجريبي ضد الفيروس اعتبارا من نهاية يونيو.

وقال رينات ماكسيوتوف، رئيس "مركز فيكتور لعلوم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية"، أحد أكبر مراكز البحث الحكومية في روسيا، ان مختبره اقترح مرحلة أولى من التجارب السريرية لثلاثة لقاحات على 180 متطوعا بدءا من 29 يونيو.

وأجرى "مركز فيكتور" أبحاثا سرية لأسلحة بيولوجية خلال الحقبة السوفياتية، وهو يخزّن في مختبراته فيروسات متعددة من إيبولا إلى الجدري.

لوكاشينكو

وفي مينسك، دعا رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو خبراء منظمة الصحة العالمية لتقييم الوضع الصحي في بلاده، بعد تعرضه انتقادات بشأن عدم جديته في التعامل مع الوباء.

وقال لوكاشينكو إن "عدد الإصابات في ازدياد لكن هذا ليس مثل الانهيار الجليدي، نشكر الرب على هذا". واضاف "من السهل إعلان الحجر الصحي في البلاد، لكن ماذا سنأكل حينها!".

في غضون ذلك، تدفق آلاف السكان من مدينة ووهان أمس، بعدما رفعت السلطات الصينية الإغلاق التام الذي فرض منذ شهور على المدينة التي ظهر فيها الفيروس للمرّة الأولى.

وأعطت سعادة أهالي ووهان بمنحهم حرية مغادرة مدينتهم بعض الأمل للعالم، إذ شكلت دليلا على أن الفيروس لن يستمر إلى ما لا نهاية. واصطف العديد منهم للخروج من المدينة التي يقطنها 11 مليون شخص، مرتدين بزات واقية.

وقالت هاو مي (39 عاما) وهي تستعد لرؤية أطفالها للمرة الأولى منذ شهرين "لا يمكنكم تصوّر حالتي. استيقظت منذ الساعة الرابعة صباحا. يراودني شعور جيّد للغاية. وأطفالي متحمّسون إذ ستعود والدتهم أخيرا".

في محطة القطارات، صرخ رجل كان ينتظر قطارا للعودة إلى مقاطعته هونان "مرّ 77 يوما وأنا عالق".

وفي الأثناء، مرّ رجل آلي بين الحشود في المحطة ورشّ على أقدام الموجودين مواد معقمة، مكرّرا تسجيلا صوتيا يذكّرهم بوضع الأقنعة الواقية.

وخففت السلطات القيود في ووهان في الأيام الماضية بعدما أعلنت المدينة تسجيل 3 حالات عدوى جديدة فقط خلال 21 يوما.

لكن بينما بدأ السكان يغادرون المدينة، ارتفع عدد الإصابات الوافدة في إقليم هيلونغجيانغ الشمالي إلى 25 في يوم واحد بفعل توافد مسافرين مصابين بالعدوى قادمين من روسيا التي تشترك في حدود برية مع الإقليم.

وفرضت مدينة سويفنخه في هيلونغجيانغ قيودا على حركة السكان امس، على غرار ما حدث في ووهان.

إثيوبيا

وفي أديس ابابا، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حال الطوارئ في مسعى للتصدي للفيروس، وذلك بعد مشاورات مع كبار المسؤولين حول التدابير اللازمة لوقف الانتشار. وفقا لوزارة الصحة الإثيوبية، فقد ارتفع عدد الإصابات إلى 55 إلى جانب حالتي وفاة.

الهند

وسجلت الهند امس، أكبر قفزة في أعداد حالات الوفاة والإصابة خلال 24 ساعة، ما يجعل تخفيف حالة إغلاق البلاد بالكامل في 15 أبريل أمرا غير مرجح.

وأضافت أحدث بيانات وزارة الصحة 35 وفاة جديدة، ليرتفع اجمالي عدد الوفيات إلى 149، وإجمالي الإصابات الى 5194 بعد تسجيل 773 حالة جديدة.

وأعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي إغلاقا لمدة 21 يوما في 24 مارس لاحتواء زيادة محتملة في الإصابات بالفيروس في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.

وتجري الحكومة مشاورات بين مختلف الإدارات وحكومات الولايات وقادة الصناعة وخبراء الصحة. وعقد مودي اجتماعا مع زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية أمس.

ونقلت تقارير محلية عن مسؤولين حكوميين بارزين أن معظمهم نصحوا بالخروج التدريجي من الإغلاق لموازنة المخاوف الصحية مع الأضرار الاقتصادية.

قفزة بالحالات وشكوك حول رفع القيود في الهند

10 عقاقير أميركية ولقاحان قيد الاختبار... والسيناتور راند بول يعلن شفاءه

ماذا سنأكل إذا فرضنا الحجر؟ لوكاشينكو
back to top