متى سيرحل الفيروس؟ وكيف نتجنب ما هو قادم؟

نشر في 08-04-2020
آخر تحديث 08-04-2020 | 00:20
 أ.د. غانم النجار الحالة الدولية في حيثيات فيروس كورونا، مؤسفة، حيث تحولت وكأنها أولمبياد كورونا، خاصة بعد تأجيل أولمبياد طوكيو. التنسيق الدولي حول واحدة من أكبر الأزمات الدولية في التاريخ تحول إلى ما يشبه المسابقة، كل دولة تعلن أنها تقدمت، أو استطاعت، أو نجحت في كذا أو سيطرت على كذا، وبعض الدول تخفي أرقامها لكي تظهر أنها أكفأ. في أزمات سابقة أصغر من أزمة كورونا الحالية تنادى العالم للمشاركة والتعاون، وانبرت دول متمكنة، علمياً ومالياً لقيادة الجهود، أما الآن فالتعاون والتنسيق يتم بين العلماء والمنظمات غير الحكومية، أما الدول فتنسيقها ضعيف، بل ضعيف جداً.

عاجلاً أم آجلاً سيرحل هذا الكابوس، كلياً أو جزئياً، فكابوس الغزو استغرق رحيله ٧ أشهر، مع أنه لم يكن بيولوجياً بل كان جنون عظمة وحالة سيكوباتية. الأهم في كل ذلك حجم الخسائر والضحايا الأبرياء الذين سيرحلون، وحجم الدروس والاستعدادات لما هو قادم، فوباء آخر قادم مؤكد، وقد يكون أقسى، ودورته قد تكون أسرع. فإن تعلمنا هنا كيف نستفيد من الدروس فستكون جاهزيتنا للوباء القادم أسرع وأكثر كفاءة. علماً أن "كورونا" الفيروس المستجد، ليس إلا الابن السابع لعائلة كورونا، وبالتالي قد تنتج هذه العائلة أبناءً أكثر ضراوة.

قد يرحل فيروس كورونا في حالتين، الأولى بالتزام الناس التباعد الاجتماعي، والتزام بيوتهم، وجدية السلطات في تنفيذ الإجراءات، وتوفير رعاية صحية كفؤة. والوقت المتوقع لتخفيف صعود المنحنى وتسطيحه قد يستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ولكن فقط في حالة التزام الناس بيوتهم وتنفيذهم للإجراءات المقترحة وجدية الأجهزة التنفيذية في تطبيق الإجراءات، وهو الأمر الذي أجادت فيه السلطات المعنية عندنا، مدعومة بتضحيات كبيرة من الطواقم الطبية والأمنية والإطفاء والعاملين في كل مجالات الخدمات العامة والتغذية وغيرها. أما الثانية فهي باكتشاف دواء يخلص البشر من شروره، وحول هذا الأمر تعكف العشرات من مراكز الأبحاث في العالم على اكتشاف اللقاح المضاد لكورونا، وهو أمر لن يتم على تويتر أو إنستغرام أو واتساب، بل ضمن مختبرات وإجراءات علمية معروف سياقها، وقد تستغرق من ١٢ إلى ١٨ شهراً في أحسن الحالات، ونأمل أن تتحقق نتائج مثمرة في أقرب وقت ممكن.

من واقع تجربتي في عدة بلاد إفريقية ومشاركتي بلجان أزمات دولية، بمستويات مختلفة، قد أتحدث عنها لاحقاً، كان آخرها وباء إيبولا، وهو أخطر من كوفيد ١٩، بفتكه بالمصاب، وإن كان أقل انتشاراً، إلا أنه كان هناك قدر عال من التضامن الدولي، وقيادة فاعلة للتعامل مع الوباء، بينما يواجه العالم كورونا بمستوى متدن من التضامن الدولي، وقيادة كونية فاقدة الوعي، وهنا تكمن خطورة ما هو قادم، على المدى المنظور أو على المدى الأبعد. وفي تقديري، الكويت مؤهلة للدعوة والتحضير لما هو قادم.

back to top