هكذا أشعل «كورونا» فتيل الخلاف بين طهران وحليفتها بكين

«الصحة» الإيرانية تتراجع عن انتقاداتها والصين تدعوها لاحترام الحقائق

نشر في 07-04-2020
آخر تحديث 07-04-2020 | 00:05
عامل من بنغلادش يجر شعارات الصناديق على دراجة هوائية في دكا أمس 	(أ ف ب)
عامل من بنغلادش يجر شعارات الصناديق على دراجة هوائية في دكا أمس (أ ف ب)
أشعل فيروس «كورونا» جدلاً حاداً غير مسبوق بين الحليفين الاستراتيجيين، إيران والصين، حول المسؤولية عن تفشي هذا الفيروس التاجي الخطير، واحتدم هذا الجدل بين وزارة الصحة الإيرانية والسفير الصيني في طهران.

فبعد يوم من انتقاده لإحصاءات الحكومة الصينية بشأن ضحايا «كورونا»، تراجع الناطق باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهان بور، وكتب على «تويتر»، أمس، «إن حكومة وشعب إيران يقدرون الحكومات والأمم التي وقفت بجانبهم، لاسيما في هذا الوباء العالمي، ولن تنسى الذاكرة التاريخية للإيرانيين الدعم الصيني في هذا الجزء من القصة».

وتابع جهان بور: «إن دعم الصين للشعب الإيراني في هذه الأوقات الصعبة لا يُنسى»، مضيفًا: «لا ينبغي أن يكون الأجانب سعداء».

ويأتي هذا التراجع بعد أن قال جهان بور، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، أمس الأول، عن إحصائيات الحكومة الصينية حول انتشار الفيروس: «الصين قامت بمزحة مريرة مع العالم كله، في هذا المجال». وأضاف أن «كثيرا من الناس في جميع أنحاء العالم كانوا يعتقدون أن المرض يشبه الأنفلونزا، وأن عدد وفياته أقل. كل هذا كان يستند إلى تقارير تأتي من الصين».

كما تساءل عن ادعاءات المسؤولين الصينيين الحاليين بشأن احتواء «كورونا»، مؤكداً: «إذا قيل في الصين إن وباءً تم احتواؤه خلال شهرين، فنحن بحاجة إلى التفكير أكثر في ذلك». وأثارت هذه الانتقادات رد فعل السفير الصيني في طهران واستنكاره، كما قوبلت بموجة من الهجوم من نشطاء مقربين من النظام الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب السفير الصيني على «تويتر»، إن «وزارة الصحة الصينية لديها مؤتمر صحافي يومي، وأقترح عليك قراءة أخبارها بدقة لتستخلص النتائج».

ولم يتأخر رد جهان بور على السفير الصيني فقال إن «وزارة الصحة الإيرانية تعقد كذلك يوميا مؤتمرين صحافيين اثنين، وهذا الأمر فريد من نوعه، ويمكن للسفراء المحترمين ووسائل الإعلام في كافة الدول، وخصوصاً الدول الصديقة متابعتهما».

فأجابه السفير الصيني على الفور: «سيدي العزيز، بناء على ذلك أرجو منك احترام الحقائق والجهود الكبيرة التي يبذلها الشعب الصيني العظيم».

الردود المتبادلة استدعت تدخلاً من الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الذي حاول تلطيف الجو بين البلدين، وقال في تغريدة له: «لقد كانت الصين حكومة وشعبا في طليعة مكافحة كورونا، وقدمت مساعدات سخية لدول أخرى حول العالم».

وأضاف مادحا الصين: «شجاعة الصين والتزامها ومهارتها في السيطرة على كورونا تستحق التهنئة، وإيران دائماً أثنت على الصين في هذه الظروف».

وفي سياق متصل، وجهت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني أصابع الاتهام أيضا إلى الصين وإيران، قائلة إن هاتين الدولتين ضالعتان في نشر الأخبار الكاذبة عن «كورونا».

وأوضحت اللجنة، أنه كان يجب أن تضطلع الصين بدور رئيسي في جمع البيانات بعد تفشي الفيروس ونشرها، مشيرة إلى أن بكين سعت إلى التكتم على ما كان يحدث في بداية التفشي في أواخر عام 2019.

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، يوجّهان دائماً اتهامات للصين بتجاهل الطلبات بتقديم معلومات حول الفيروس.

back to top