استقرار في انحسار «كورونا» بأوروبا... وأميركا تدخل «أسبوع الآلام» وجونسون يقود بريطانيا من المستشفى

• زيادة في إصابات الفيروس بالخليج... وترامب يرى ضوءاً في آخر النفق والنمسا تخفف القيود منتصف الجاري
• 20 ألف باكستاني سجلوا أسماءهم لمغادرة الإمارات... وإسلام آباد تضع آلاف رجال الدين في الحجر
• الهند تُحوِّل قطاراتها المتوقفة منذ 167 عاماً إلى مستشفيات

نشر في 07-04-2020
آخر تحديث 07-04-2020 | 00:06
إندونيسية تستخدم هاتفها أمام جدارية عن «كورونا» في مدينة بانغكالان أمس    (أ ف ب)
إندونيسية تستخدم هاتفها أمام جدارية عن «كورونا» في مدينة بانغكالان أمس (أ ف ب)
بدا في الساعات الأخيرة أن التراجع في تفشي عدوى كورونا الذي تشهده دول جنوب أوروبا، خصوصاً إيطاليا وإسبانيا الأكثر تضرراً بالفيروس، حافظ على مستوى من الاستقرار، بينما تستعد أميركا للدخول في أسبوعين مؤلمين وسط تزايد «بنسب آمنة» للحالات في دول الخليج.
بينما تبرز بارقة أمل في أزمة الوباء العالمي بأوروبا، القارة التي سجّلت أكبر عدد من الوفيات، لكنها تشهد تراجعاً في أعداد الضحايا، سجّلت بعض الدول في مجلس التعاون الخليجي قفزة نوعية من حيث الإصابات، في حين تحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضوء في آخر النفق.

وفي وقت أعلنت وزارة الصحة الكويتية تسجيل 109 إصابات جديدة ليرتفع بذلك عدد الحالات إلى 665، أكدت وزارة الصحة السعودية أمس تسجيل إصابات جديدة، ليرتفع إجمالي الاصابات إلى 2523، وعدد الوفيات 38. ودعت الوزارة الجميع إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية، والبعد عن التجمعات والبقاء في المنازل، ضمانا لسلامتهم وصحتهم ولصحة المجتمع. وفي مسقط، أعلنت وزارة الصحة العمانية أمس، تسجيل 33 اصابة جديدة مما يرفع الإجمالي الى 331 بينما توفيت حالتان.

وسجلت وزارة الصحة القطرية رابع حالة وفاة لمواطن يبلغ 88 عاماً، و279 اصابة جديدة، ليصل اجمالي الاصابات الى 1604، بينما سجلت البحرين 700 اصابة.

وأعلنت الإمارات أمس رصد 277 إصابة جديدة تعود لجنسيات مختلفة، وبذلك يبلغ عدد الحالات 2067، وأكدت وزارة الصحة أن زيادة عدد الإصابات تعود إلى عدم التزام المصابين بالإجراءات الوقائية والاحترازية، إضافة إلى حالات مرتبطة بالسفر إلى الخارج.

الى ذلك، أعلن ناطق باسم القنصلية الباكستانية، أمس، ان أكثر من 20 ألف باكستاني يعملون في الامارات سجلوا رغبتهم في العودة لديارهم، مضيفا ان السلطات الباكستانية تجري محادثات مع الإمارات لترتيب رحلات طيران لإعادتهم.

إلى ذلك، قال مسؤولون، أمس، إن السلطات الباكستانية وضعت الآلاف من رجال الدين في الحجر الصحي، للاشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا، بعد حضورهم فعاليات دينية الشهر الماضي.

وكان أكثر من 100 ألف من أفراد جماعة «التبليغ» الإسلامية اجتمعوا في مارس الماضي بمقر الجماعة، وهو عبارة عن مجمع يضم عددا من المساجد، وأماكن لعقد الندوات الإسلامية بالقرب من مدينة لاهور شرق باكستان.

وقال عبدالواحد المتحدث باسم الجماعة، إن ما لا يقل عن 40 ألفا من أفراد الجماعة زاروا المساجد في أنحاء البلاد على هيئة مجموعات تتألف من 8 أشخاص.

يشار إلى أن «التبليغ» تعد شبكة فضفاضة تضم الملايين من المبشرين الإسلاميين في باكستان والهند وبنغلادش.

وقال مرتضي وهاب، وزير الإعلام بإقليم السند جنوب باكستان إن المئات من الذين حضروا الفعاليات سافروا بعد ذلك، والتقوا بأشخاص ثبت الآن إصابتهم بالفيروس.

وقال حمزة شفيق إنه جرى إغلاق ضاحية بالعاصمة إسلام آباد، عقب تفشي فيروس كورونا بين رجال الدين بمسجد.

وقال محمد عثمان، أحد المسؤولين المحليين، إن ما لايقل عن 2200 رجل دين مازالوا داخل مقر الجماعة، على الرغم من مطالبات السلطات لهم بإخلائه.

وقال عبدالواحد إن الآلاف من المجموعات الصغيرة من المبشرين الباكستانيين يسافرون في أنحاء العالم سنويا.

ترامب

وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي الموافقة على اعتماد إعلان حال الطوارئ في 50 ولاية، وقال خلال المؤتمر الصحافي اليومي لفرقة العمل المكلفة بتنسيق جهود التصدي للفيروس في البيت الأبيض، مساء أمس الأول، انه تم اجراء فحوص لإجمالي 1.6 مليون شخص في الولايات المتحدة، معتبراً هذا العدد «أكثر بكثير مما استطاعت أي دولة القيام به».

وأضاف: «اننا نرى النور في نهاية النفق، ونأمل أن يكون ذلك في المستقبل القريب، سنكون فخورين جدا بالعمل الذي قمنا به جميعا». وفي إشارة لتراجع في عدد الوفيات بولاية نيويورك، قال: «ربما تكون هذه علامة طيبة».

وأعلنت نيويورك أمس الأول وللمرة الأولى منذ أسبوع، تراجع عدد الوفيات بشكل طفيف عن اليوم السابق، ولكن مع ذلك تم تسجيل نحو 600 حالة جديدة وأكثر من 7300 إصابة.

وتوفي أكثر من 1200 شخص خلال 24 ساعة، استنادا إلى إحصاءات نشرتها جامعة جونز هوبكنز، وسجلت البلاد 337072 إصابة و9633 وفاة.

وحذر الرئيس الأميركي من أن البلاد ستشهد ذروة تفشي خلال الأيام المقبلة، موضحا أن 182 دولة حول العالم تعاني هجمة الفيروس.

وأشار إلى أنه «خلال يومين سنكون قد نشرنا 3 آلاف من الطواقم الطبية في ولاية نيو جيرزي ومناطق أخرى»، مؤكدا نشر أجهزة تنفس اصطناعي وتوزيع الكمامات الطبية على العديد من الولايات الأميركية.

وحض ترامب الأميركيين على تناول عقار «هيدروكلوروكين» كعلاج بعد استشارة الطبيب المختص، متابعا: «الكلوروكين سيكون علاجاً عظيماً»، ولفت إلى أن الولايات المتحدة لديها مخزون 29 مليون جرعة من هذا العقار المخصص أساسا لعلاج الملاريا.

واردف: «عقار هيدروكسي كلوروكوين قد يعالج الفيروس وقد لا يفعل، ولا أروّجه تجاريا. إذا نجح الأمر فسيكون من العار إذا لم نقم بذلك مبكرا. نأمل أن ينجح ذلك».

ولمح إلى جهود أميركية بالتعاون مع دول أخرى في التوصل إلى لقاح للفيروس، ولكنه لم يسمها، وحض مواطنيه على استمرار الالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي وكل الإجراءات الاحترازية الأخرى لمنع الإصابة بالفيروس.

وتواجه الولايات المتحدة أسبوعا حاسما مع تحذير كبير العلماء الأميركيين العاملين في مكافحة الفيروس بالإدارة الأميركية أنتوني فوتشي من «تفاقم» وشيك للوباء، مضيفا ان على الأميركيين الاستعداد لـ«أسبوع سيئ. لن أقول إن الوضع تحت السيطرة. سيكون ذلك تصريحا خاطئا».

جونسون

من ناحية أخرى، قال الرئيس الأميركي إنه «واثق» من أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي دخل المستشفى أمس الأول، سيتعافى من إصابته بالفيروس، متابعا: «إنه صديق لي، إنه رجل عظيم وقائد عظيم. لقد نُقل إلى المستشفى اليوم، ولكنني متفائل وواثق أنه سيكون بخير».

وفي لندن، أوضح مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» في بيان، أمس، «بناء على نصيحة طبيبه، دخل رئيس الوزراء المستشفى لإجراء فحوص. لم تكن حالة طارئة، انما خطوة احترازية، إذ يستمر ظهور أعراض الفيروس على رئيس الوزراء بعد 10 أيام من الفحوصات التي أظهرت إصابته»، مشيرا الى أنه «لا يزال يتولى زمام الأمور في الحكومة».

في هذا السياق، أعلن وزير السكن روبرت جنريك، أمس، أن جونسون «يبقى في سدة القيادة رغم وجوده في المستشفى، وسيُبلّغ بما يجري بشكل منتظم»، معتبرا أن الوضع «محبط جداً» بالتأكيد لجونسون.

وقال مصدر حكومي إن وزير الخارجية دومينيك راب ترأس اجتماع الحكومة الطارئ امس، بشأن «كورونا». ووفق صحيفة «ذي تايمز»، نقل جونسون إلى مستشفى سانت توماس في لندن القريب من وستمنستر وتم إمداده بالأوكسجين.

وقالت صحيفة «ذي غارديان» اليسارية إن «جونسون كان مريضا لدرجة أكثر جدية مما كان هو ومساعدوه على استعداد للإقرار به، وتفقده أطباء أعربوا عن قلقهم من تنفسه».

وتوفي حتى الآن نحو 5 آلاف شخص جراء الوباء في بريطانيا.

قبطان «روزفلت»

في غضون ذلك، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الفحوص التي أجراها قبطان حاملة الطائرات الأميركية «يو اس اس ثيودور روزفلت» بريت كروغر بينت إصابته بالفيروس، بعد ساعات قليلة من تمسك وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بصوابية قرار إقالته.

وكان كروغر أبلغ في وقت سابق من الأسبوع الماضي وزارة الدفاع (البنتاغون) بأن الفيروس ينتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه على متن سفينته، داعيا الى تقديم مساعدة فورية لعزل أفراد طاقمه.

إيطاليا

أوروبيا، تبدو المؤشرات مشجعة بشكل خجول في أوروبا، حيث سُجل أكثر من 70 في المئة من وفيات العالم، أي أكثر من 50 ألف وفاة.

وقال سيلفيو بروزافيرو رئيس المعهد العالي للصحة، وهي أكبر مؤسسة صحية في إيطاليا، «المنحنى بلغ مرحلة الذروة وبدأ في التراجع. يوما بعد يوم استطعنا تحقيق هذه النتيجة»، مضيفا: «إذا تأكد هذا نحتاج إلى بدء التفكير بالمرحلة الثانية»، في إشارة إلى تخفيف الإغلاق التام المفروض في البلاد لمدة شهر.

وبعدما تراجعت الحصيلة اليومية للوفيات، أعلن مسؤولون إيطاليون أنهم قد يعمدون قريبا إلى تخفيف القيود المرفوضة منذ 12 مارس على التنقل في البلاد.

وأكد وزير الصحة روبيرتو سبيرانزا أن الدولة التي تعد نحو 16 ألف وفاة، على دراية بأنه لا يزال أمامها «بضعة أشهر صعبة».

إسبانيا

وفي إسبانيا، قالت ماريا خوسيه سييرا من مركز الطوارئ الصحية إن «الضغط يتراجع»، مشيرة إلى «تسجيل تراجع» في عدد المصابين الذين ينقلون إلى المستشفى أو إلى العناية الفائقة.

وأعلنت السلطات الصحية الإسبانية أمس تسجيل 637 وفاة جديدة، ليصل الاجمالي الى 13055 والإصابة 135032.

وفي برلين، أعلن رئيس ديوان المستشارية هيلغه براون، أمس، أن التطبيق المخطط إطلاقه في الهواتف المحمولة لتعقب انتشار العدوى قد يكون جاهزا للاستخدام خلال أيام أو أسابيع، مبينا أن هذا التطبيق جزء من استراتيجية الخروج من الأزمة، حتى يمكن تخفيف القيود المفروضة على الاختلاط الاجتماعي.

ويعمل هذا التطبيق المنتظر كأنه كتاب يوميات رقمي، بحيث إنه إذا جاءت نتيجة فحص الفيروس إيجابية بالنسبة لصاحب الهاتف الذي عليه التطبيق، يتم إرسال تحذيرات إلى الأشخاص الذين يحتمل أن يكون قد خالطهم في آخر أسبوعين.

بدوره، قال أولاف شولتز نائب المستشارة أنجيلا ميركل إن بلاده تعزز جهود شراء الكمامات في محاولة لاحتواء تفشي «كورونا». وسجلت ألمانيا حتى امس 95900 إصابة، وبلغ إجمالي حالات الوفاة 1418.

في المقابل، صرح ناطق باسم السفارة الاميركية في برلين بأن «الحكومة الأميركية لم تقم بأي إجراء لإعادة توجيه شحنة من شركة 3M الأميركية كانت مخصصة لألمانيا، كما أننا لا نعلم أي شيء عن هذه الشحنة».

أما النمسا فقررت تخفيف إجراءاتها المشددة في مكافحة الجائحة عقب عيد القيامة مباشرة.

وأعلن المستشار النمساوي زباستيان كورتس امس، أنه من المخطط فتح المتاجر الصغيرة وأسواق البناء والبستنة تحت قواعد مشددة اعتبارا من 14 أبريل الجاري.

روسيا

وأعلنت السلطات الصحية الروسية، أمس، تسجيل 954 إصابة جديدة، وهو أعلى عدد من الإصابات يتم تسجيله في يوم واحد، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 6343، فيما تم تسجيل وفاتين جديدتين لتصل الحصيلة إلى 47 وفاة.

وأعلنت الصين، أمس، تسجيل 39 إصابة جديدة، كلها باستثناء حالة واحدة واردة من الخارج، في الوقت الذي ارتفع عدد الحالات التي لم تظهر عليها أعراض.

وقالت لجنة الصحة الوطنية، في بيان، إنه تم التعرف على 78 حالة جديدة لم تظهر عليها أعراض الفيروس.

الهند

وأعلنت السلطات الهندية امس، إغلاق مستشفى بمدينة مومباي، والاعلان عن أنها بؤرة تفشي بعد اكتشاف إصابة 26 ممرضا و3 أطباء في المستشفى بالفيروس.

وفي إطار إجراءاتها لمواجهة الانتشار، أوقفت السلطات الهندية خطوط السكك الحديدية للمرة الأولى منذ 167 عاما، فيما يتم العمل على القطارات لتحويلها إلى مستشفيات لاستقبال مرض «كورونا»، وقررت شبكة السكك الحديدية، تحويل ما يصل إلى 20 ألف عربة قطار قديمة إلى غرف عزل للمرضى.

إيران

وفي طهران، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة متلفزة، «لا نعلم حتى الآن وقت عودة المصانع والمعامل للعمل»، مضيفا: «على الشعب أن يعلم أن العودة للعمل ستكون بالتدريج ووفقا لتعليمات وزارة الصحة»، التي أعلنت امس، تسجيل 136 وفاة جديدة ليرتفع العدد الى 3739، فيما تخطى اجمالي الإصابات حاجز الـ 60 ألفا.

إسرائيل

وفي القدس، ذكر نائب المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية، ايتمار غروتو، أمس، ان إسرائيل في طريقها إلى «الإغلاق الكامل»، في محاولة لوقف انتشار الفيروس.

وأضاف أنه من المرجح أن يبدأ الإغلاق غدا، مع بدء اليهود احتفالاتهم بعيد الفصح اليهودي الذي يستمر حتى 15 الجاري.

وأعلنت الصحة الإسرائيلية ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 51، والإصابات إلى 8611.

بدورها، أفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن 11 طائرة تابعة لشركة طيران «العال» ستجلب ملايين الإمدادات الطبية الأساسية من الصين إلى إسرائيل عبر «جسر جوي».

يذكر أن الفيروس أودى بحياة أكثر من 70 ألف شخص وأصاب 1.277580 آخرين.

قبطان حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» مصاب بـ «كوفيد-19»
back to top