خاص

الحجيلان: ذروة «كورونا» الأسبوع المقبل بـ 150 حالة

استشاري الأمراض المعدية أكد لـ الجريدة• أن اكتظاظ العمالة الوافدة خطير ونصح بـ «مناعة القطيع»
• الاعتقاد بأن ارتفاع درجة الحرارة قد يقتل الفيروس أمل كاذب فثمة فيروسات مماثلة منذ سنوات

نشر في 06-04-2020
آخر تحديث 06-04-2020 | 00:04
استشاري الأمراض المعدية د. غانم الحجيلان
استشاري الأمراض المعدية د. غانم الحجيلان
توقع استشاري الأمراض المعدية د. غانم الحجيلان أن تبلغ إصابات فيروس «كورونا» المستجد في الكويت ذروتها خلال الأسبوع المقبل أو الذي يليه، لافتاً إلى أن الحالات اليومية المصابة قد تصل إلى 150 حالة، «خصوصا بين العمالة الوافدة، التي تمثل هاجساً كبيراً».
ونصح الحجيلان، في حوار لـ«الجريدة»، السلطات الصحية في البلاد باعتماد استراتيجية «مناعة القطيع» بين العمالة الوافدة في الكويت.
وأكد أنه لم يثبت علمياً أن ارتفاع درجة حرارة الجو قد يؤدي إلى قتل الفيروس أو انحساره أو القضاء عليه، مشيراً إلى أن هناك فيروساً مشابهاً، وهو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مازال موجوداً حتى الآن، رغم ارتفاع درجات الحرارة.
وذكر الحجيلان أن المدة الزمنية لانحسار الفيروس تعتمد على عدة عوامل؛ أهمها التزام السكان بالبقاء في المنزل، والتباعد الجسدي بين الأشخاص.... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• ما تفسيرك لزيادة معدلات انتشار عدوى «كورونا» بين المخالطين؟ وما هو الإجراء المناسب للسيطرة على ذلك؟

- انتشار العدوى بين المخالطين زاد خلال الفترة الأخيرة بسبب الأعداد الكثيفة والكبيرة بين الوافدين، خصوصا في أماكن سكنهم غير الملائم صحيا ومعيشيا، فبعض الغرف نجد أن قاطنيها يتخطى الـ10 أشخاص، وهو ما أدى إلى انتشار المرض بسبب المخالطة، إلى جانب عدم الالتزام بالتعليمات الصحية ومنع التجمعات والاختلاط بين هذه المجاميع، والذي كان ضعيفا جداً، ويكمن القول إن كل شخص مصاب بالفيروس يمكنه إصابة من 3 إلى 4 أشخاص آخرين وهذا أمر خطير.

أما بشأن الإجراء المناسب، ففي رأيي أنه كان يجب عزل العمالة الوافدة والتجمعات والأماكن التي يسكنون فيها، مع توفير سبل العيش الكريم لهم ولاحتياجاتهم. وأنا أنصح باعتماد استراتيجية مناعة القطيع بين العمالة الوافدة في الكويت، إذ إنهم صغار في العمر وصحتهم ومناعتهم جيدة، وحصول مخاطر من مضاعفات المرض بينهم قليلة.

• لكن استراتيجية مناعة القطيع أثبتت فشلها في بعض الدول كبريطانيا، على سبيل المثال، فما فرص نجاحها بين الوافدين بالكويت؟

- في بريطانيا الأمور مختلفة، فأغلب سكان بريطانيا من فئة كبار السن، وهذه الاستراتيجية لن تجدي نفعا مع المسنين، أما في الكويت فننصح باعتماد واتباع استراتيجية مناعة القطيع بين العمالة الوافدة، إذ إنهم أقل سنا وصحتهم جيدة، وأي شخص مصاب من هذه العمالة سيحصل على العلاج المناسب حاله حال المواطن الكويتي. واعتماد مناعة القطيع ليس تحيزاً ضد العمالة الوافدة، ولا هو سلوك غير إنساني، ولكن هناك دولا اتبعت هذه الاستراتيجية في احتواء المرض وأثبتت نجاحا.

• ما المقصود بمناعة القطيع؟

- مناعة القطيع تعني انتشار المرض المعدي بين فئة كبيرة جداً من المجتمع قد تصل إلى 60% منه، ويصاب الأشخاص فيتوقف انتشار المرض، والذي يصاب بالمرض لن يصاب به مرة أخرى.

عودة الحياة

• كاستشاري ومتخصص، متى تنصح بعودة الحياة الطبيعية في البلاد، وما هي المؤشرات التي تشكل مبررا للتوصية بعودة الحياة الطبيعية؟

- ننصح بعودة الحياة إلى طبيعتها حينما نرى الحالات قد انحسرت والمرض في مرحلة الاحتواء، وتزايد عدد الأشخاص الذين يلتزمون بالتعليمات الصحية، سواء الالتزام بالبقاء في المنزل أو عدم المخالطة والتباعد الاجتماعي الجسدي، حتى في أوقات المكوث بالمنزل. أما المدة الزمنية لانحسار الفيروس فتعتمد على عدة عوامل أهمها التزام السكان بالبقاء في المنزل، مثلما حصل في الصين.

وأعتقد أن المرض سينحسر في الكويت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وذلك اعتمادا على عدد من المعطيات؛ منها حرص الناس على الالتزام بتعليمات السلطات الصحية والسلطات المعنية الأخرى، وقرب التوصل إلى دواء مكافح للفيروس.

• تردد في الكويت أخيراً أن هناك أعشاباً تعالج مرض «كورونا»، فما تعليقكم؟

- كل هذه الادعاءات غير مثبتة علميا ولا طبيا، وما ذكر خلال الأيام القليلة الماضية حول التوصل إلى دواء في الكويت بإمكانه علاج مرضى «كورونا» عبارة عن مكملات غذائية، فهل هذا كلام علمي؟ حتى الآن لم تتوصل أي دولة حول العالم لعقار أو دواء للقضاء على فيروس «كورونا» المستجد، أو لقاح للفيروس، ولا يجب سماع أي كلام غير علمي، إلا من خلال الأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية.

هناك مؤشرات إيجابية في ملف علاج فيروس «كورونا»، ففي نيوزيلندا على سبيل المثال يتم استخدام دواء للجرب والطفيليات ونتائجه ممتازة على مرضى كورونا، كما أن الأبحاث تتوالى بشكل ممتاز على المستوى العالمي للتوصل إلى علاج معتمد عالميا من المنظمات الصحية الدولية.

ذروة الفيروس

• هل وصلنا إلى ذروة الفيروس أو المرض؟

- أتوقع الوصول إلى ذروة الفيروس خلال الأسبوع المقبل أو الذي يليه، وسيسجل زيادة كبيرة في أعداد المصابين وسيزيد عدد الحالات بشكل كبير، وأتوقع أن نرصد 150 حالة في اليوم الواحد، خصوصا أننا أمام فيروس سريع الانتشار، ولا يوجد له عقار أو لقاح بعد، وهو ما تحاول كافة مراكز الأبحاث الغربية التوصل إليه.

ولكن أكثر ما يقلقني خلال فترة ذروة الفيروس هو العمالة الوافدة، فهناك فرق كبير بين أسلوب المعيشة بالنسبة للشخص الكويتي وبين الشخص الوافد، فحتى جلوس الوافد من العمالة في بيته يعتبر تجمعا ومخالطة، حيث إن هناك كثافة سكانية كبيرة في الشقة التي يسكن فيها، ولابد من وضع حلول متكاملة من جهات مختلفة مثل الهيئة العامة للبيئة وبلدية الكويت ووزارة الصحة ووزارة التجارة لتحديد عدد معين للأشخاص يقيمون في كل شقة سكنية واحدة، حفاظا على صحة وسلامة المجتمع.

• هل ارتفاع درجة حرارة الطقس قد يقتل الفيروس أو يقلل من أعداد المصابين بالفيروس أو يؤدي إلى انحساره؟

- هذا أمل كاذب، ولم يثبت علميا أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى انحسار الفيروس أو القضاء عليه. وهنا أتساءل: هل قضى ارتفاع الحرارة على فيروس مشابه، وهو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية؟ الجواب كلا، فلم يختف فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والذي ظهر قبل 5 سنوات، ومازال موجودا حتى الآن.

التقصي الوبائي

• كثر الحديث خلال الآونة الأخيرة عن ظهور حالات قيد التقصي الوبائي، ما المقصود بذلك؟ وهل ذلك يمثل خطرا على الكويت؟

- التقصي الوبائي هو إحدى طرق تتبع المرض، ولا يشير إلى شيء خطير، فطرق العدوى قد تأتي من خلال المسافرين أو المخالطين، ولكن التقصي الوبائي يعني أن الفيروس انتقل بغير ذلك، وهنا يبدأ عمل فرق الصحة الوقائية في رصد مصدر المرض والأشخاص الذين خالطوا هذا الشخص.

•هل حظر التجول الجزئي وتعطيل الدراسة والعمل تعتبر إجراءات ذات جدوى للتحكم في انتشار العدوى؟

- بالتأكيد، كل ما ذكرت هي طرق فعالة جدا في احتواء الفيروس، فالتباعد الاجتماعي الجسدي وعدم المخالطة هي طرق فعالة جدا، وبأقل كلفة، في احتواء المرض.

الإجراءات الحكومية سريعة وفعالة

في معرض تقييمه للإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة في احتواء فيروس كورونا المستجد، قال الحجيلان إنها سريعة وفعالة ومناسبة جدا في احتواء الفيروس، ولكن المشكلة التي لم يضعوها في الحسبان هي الأعداد الكبيرة للعمالة الوافدة والسكن غير الملائم لهذه الفئة. كما أن الكويت تعتبر الدولة الخامسة على مستوى دول مجلس التعاون في أعداد الإصابات بالفيروس (سلطنة عمان أقل)، وهو ما يعد مؤشرا جيدا.

الفيروس سينحسر في الكويت خلال 3 أشهر... وعودة الحياة الطبيعية رهن بالتزام الإجراءات

ما يتردد عن وجود علاج كويتي للوباء ادعاءات غير مثبتة علمياً... ولا عقار عالمياً بعد
back to top