سَنَة الرحمة

نشر في 03-04-2020
آخر تحديث 03-04-2020 | 00:04
 عهود ياسر الجدي سنةٌ أُهلكت فيها البشرية، وكادت أن تُمحى لولا لطف الله وعنايته سبحانه وتعالى، سنة أُصيب فيها أكثر من 500 مليون شخص بجائحة عالمية، وقُتل ما يقارب الـ100 مليون شخص حول العالم، إنها الجائحة الإسبانية التي أبادت البشرية، وها نحن اليوم نخوض معركة مع جائحة أخرى أصابت العالم من حولنا، أصبحت حياتنا مرهونة بجزيئات متناهية الصغر، برذاذ العطاس والسعال، وملامستنا للأسطح الملوثة، بمن نخالط ومن نصافح، وأصبح الأطفال وكبار السن وضعاف المناعة في دائرة الخطر.

انهار الاقتصاد وخسرت أسواق البورصة العالمية المليارات، واُتُّخِذت الإجراءات ووُضِعت العقوبات، وعُلِّقت الصلاة في المساجد، وأُغلِقت أبواب المدارس، وأصبحنا أسرى بيوتنا، فتعالت أصوات الدول والحكومات لتجميد الحراك، وسخرت سبلها وإمكاناتها للتصدي لهذه الجائحة؛ جائحة الكورونا.

إننا اليوم نواجه عدوا غير مرئي، سلاحنا ضده صفوفنا الأمامية بما تحويه من خلاصة علم وأبحاث وجهود جبارة، وبمكوثنا في بيوتنا وامتثالنا لأوامر وتوجيهات قائدنا سمو أمير البلاد الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، القائد الأبوي الذي اُعتُبرت تصريحاته وخطاباته نبراسا ونهجا نحو الطريق الصحيح، وأمانةً في عنق كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، الأرض التي حملت على عاتقها أولوية إنقاذ الأرواح، وتأمين احتياجاتهم الأمنية والاجتماعية والنفسية والغذائية على أكمل وجه، وأصبحت إجراءاتها وتعاليمها محل إشادة دولية.

من رحم الألم يولد الأمل بغدٍ أجمل، باستقامة النفوس وبقربها من رب رحيم، بتماسك الأسر وبعلاقاتها الوثيقة، بالصبر وبقوة العزائم وتحمل المصائب، باليد الواحدة كالبنيان المرصوص، باستشعار النعم وترقب الأمل وولادة النور ويقين الإيمان وحسن الظن بالله، وسيجعل الله بعد عسرٍ يُسرا.

back to top