آمال : وباءان... وحزمة وحزم!

نشر في 02-04-2020
آخر تحديث 02-04-2020 | 00:20
 محمد الوشيحي قد تنقلب الأمور رأساً على عقب ضد الحكومة، فبعد كل هذا المديح الذي كاله الشعب للحكومة، نتيجة إجراءاتها التي اتخذتها لمحاصرة الفيروس ومنع انتشاره، وبعد أن تناسى الشعب، متعمداً، خطأ الحكومة الكارثي، بفتح الأجواء لرحلات مكثفة للقادمين من بعض الدول الموبوءة، مع بدء انتشار الفيروس... بعد هذا التناسي، صفق الشعب للحكومة، وارتفعت أصوات المديح لها من جهات لم يكن يصدر منها إلا النقد والصراخ الغاضب.

لكنها، أي الحكومة، قد تخسر هذا المديح، فيتحول إلى هجوم شعبي شرس، إنْ هي وافقت على مطالب بعض من يسمون أنفسهم رجال أعمال، وأقرت رغبات من يطلقون على أنفسهم "القطاع الخاص"، وما هم برجال أعمال، ولا حقلهم قطاع خاص.

حجة هؤلاء المتربصين بثروات البلد، هي "كما في كل الدول، يتم دعم القطاع الخاص بميزانيات ضخمة كي لا تسقط الدول". ولو قلنا لهم: "كما في كل الدول، يجب أن تدفعوا ضريبة مشابهة لتلك التي يدفعها القطاع الخاص في تلك الدول، وأن تلتزموا بتوظيف نسبة معينة من العمالة الوطنية، وأن يجري عليكم ما يجري على تلك الشركات في الخارج"، لتغير لحن أغنياتهم، وبحر قصائدهم، وأصيبوا ببحة وكحة.

على أية حال، هؤلاء متربصون يعرفهم الشعب حق المعرفة، ولا يرجو خيراً في أي لحظة منهم، لكن الحكومة ستكون في مرمى نيران القصف، وأمام فوهات مدافع الشعب، الذي تشتت نظره بين وباءين؛ وباء الفيروس كورونا ووباء الفيروس "شفطونا"، إنْ هي وافقت على حزمتهم ولم ترفضها بحزم.

back to top