فصائل العراق توحّد صفوفها وتتوعّد واشنطن برد قاسٍ جداً

الانسحاب الأميركي يشمل التاجي وبسماية والقصور في الموصل... وبغداد تخشى التورّط في قاعدة بلد

نشر في 30-03-2020
آخر تحديث 30-03-2020 | 00:00
نقطة تفتيش عراقية عند مدخل مدينة الصدر أمس الأول (أ ف ب)
نقطة تفتيش عراقية عند مدخل مدينة الصدر أمس الأول (أ ف ب)
مع توجه القوات الأميركية لترك المزيد من القواعد العسكرية المكشوفة في العراق، وحّدت فصائل موالية لإيران مواقفها وتحركاتها العسكرية، استعداداً للرد على أي ضربات جديدة تستهدف مواقعها.
وسط ترقب لمغادرة القوات الأميركية من مواقع مهمة في الموصل، أعلنت كتائب "سيد الشهداء" بزعامة آلاء الولائي جاهزية الفصائل العراقية للرد على أي ضربات جديدة تستهدف الحشد الشعبي والميليشيات الموالية لإيران، مؤكدة وجود توحيد في المواقف والتحركات العسكرية المرتقبة.

وأبلغ المتحدث باسم الكتائب كاظم الفرطوسي، موقع "شفق نيوز"، بأن "الضربات الأميركية على مواقع الحشد والفصائل أمر متوقع، ولهذا فإن المقاومة جاهزة ومستعدة للدفاع عن السيادة العراقية"، مشدداً على أن "الرد على أي عدوان هذه المرة سيكون قاسياً جداً".

وجاء التهديد العراقي، بعد ساعات من كشف صحيفة "نيويورك تايمز" عن إعداد الإدارة الأميركية لخطة لتصعيد القتال ضد الميليشيات الموالية لإيران العراق، وتشمل إرسال آلاف الجنود.

ونفت "سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، تعرض مواقعها ومخازنها بقضاء سامراء في محافظة صلاح الدين لقصف أميركي، مؤكدة أن "البعض يحاول الترويج لمثل هذه الأخبار المزيفة".

قواعد الموصل

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني عراقي بأن "القوات الأميركية بصدد الانسحاب من قواعد التاجي (25 كيلومتراً شمال العاصمة)، وبسماية (18 كيلومتراً جنوبها)، إضافة إلى موقع القصور الرئاسية في الموصل"، مؤكداً أن "بغداد تحبس أنفاسها في ما يتعلق بوضع قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين، حيث توجد فيها قوة هندسية وفنية أميركية ضمن عقد صيانة وإدارة سرب مقاتلات "إف 16"، والتي تعتبر عماد سلاح الجو العراقي".

ووفق المصدر، فإن "الكوادر الفنية والهندسية العراقية مازالت غير قادرة على إدارة السرب من حيث التجهيز القتالي أو الصيانة بشكل كامل"، مشيراً إلى أن "جميع القوات التي انسحبت أو التي ستنسحب في الأسابيع المقبلة تتجه إلى قاعدتي حرير (75 كيلومتراً شرقي أربيل)، وعين الأسد (110 كيلومترات غرب الرمادي)".

انسحاب تدريجي

وتابع أن "خريطة الانسحاب التدريجي جرى الاتفاق عليها مسبقاً وبشكل سريع مع الجانب الأميركي، بصفته قائداً للتحالف الدولي، الذي حدد القواعد التي لم تعد هناك حاجة للبقاء فيها لانتفاء السبب، وهو المعارك والرصد والإسناد المروحي والمدفعي"، مشيراً إلى أن "قوات التحالف تركت تجهيزات وبنى تحتية بالمواقع التي تخلت عنها كهدية للقوات العراقية، إضافة إلى معدات عسكرية مختلفة".

وبحسب موقع "السومرية"، أكد المصدر أن "قاعدتي عين الأسد وحرير في أربيل، غير مطروح الانسحاب منهما، بل على العكس هناك تطوير وتأهيل لهما من قبل القوات الأميركية".

وحذر مسؤول عراقي من "أن الانسحابات المتتالية تخفي نيّة مبيتة من قبل واشنطن لتصعيد أكبر داخل العراق ضد من تسميهم وكلاء إيران"، لافتا إلى أن "خطوة الانتقال من القواعد سهلة الاستهداف، أو الواقعة ضمن مدى ترسانة الفصائل المسلحة، قد تعني أنهم يريدون تأمين حياة جنودهم قبل تنفيذ سلسلة عمليات ضد قيادات وزعامات بفصائل مسلحة".

هجمات ورد

وخلال الأسبوعين الماضيين شهدت بغداد خمس هجمات صاروخية استهدفت قاعدتي التاجي وبسماية والمنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأميركية، وغرفة عمليات لقوات التحالف الدولي.

وأسفرت الهجمات على قاعدة التاجي، عن مقتل أميركيين اثنين وبريطاني واحد ضمن وحدة مهام قوات التحالف، فضلاً عن إصابة 13 جندياً آخرين، جميعهم أميركيون.

وردت واشنطن، منتصف الشهر الحالي، على القصف بسلسلة غارات عنيفة على مواقع ومعسكرات لفصائل الحشد الشعبي في بابل وكربلاء والأنبار، نفذتها مقاتلات أميركية، أسفرت عن مقتل 14 عنصراً ونحو 55 جريحاً، بحسب مصادر طبية عراقية.

ووسط مخاوف من عودة تنظيم "داعش"، أنهت كافة قوات التحالف الاستعدادات لإصدار أوامر بالانسحاب من قاعدة k1 في كركوك على غرار القيارة والقائم، كونها واحدة من ثلاث معسكرات تصل إليها بسهولة صواريخ الفصائل المقربة من إيران.

وقال الناطق باسم قوات التحالف مايلز كاكينز لشبكة "رووداو": "جاء التحالف إلى هنا في 2014 من أجل هدف وحيد، حيث اتحدت عدة دول لتحقيق هذا الهدف، وهو هزيمة داعش، الآن، سنبقى هنا كشريك للقضاء على الفارين من مسلحيه، وليس هناك سبب آخر لبقائنا هنا".

وفي حين لم يشكل سحب 300 جندي أميركي من القائم و800 من معسكر القيارة، ونقل قسم منهم إلى قاعدة عين الأسد في الأنبار وقسم إلى أربيل، خطراً على كركوك، سيكون للانسحاب من k1، الذي لم يتم إطلاع البشمركة رسمياً عليه، سيئاً جداً وخطيرا عليها وعلى المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

وأشار مسؤول محور غرب كركوك لقوات البشمركة نوري حمة علي إلى أنه يجب أن تنسق بغداد وبسرعة معنا، مع قوات البشمركة ووزارة شؤون البيشمركة وحكومة إقليم كوردستان، لنتمكن من سد الفراغ الموجود أصلاً والذي سيزداد مستقبلاً لنمنع تعرض السكان لخسائر بالأرواح".

من جهة ثانية، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، خلال اجتماع بالفيديو "كونفراس" ضم نائبه قوباد طالباني وعدد من الوزراء، ضرورة إعادة تنظيم النفقات لمواجهة الأزمة المالية، مشيرة إلى أهمية استمرار التواصل والتنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد.

back to top