«أوبك» تواجه خطر التفكك والانهيار

نشر في 10-03-2020
آخر تحديث 10-03-2020 | 00:04
مبنى منظمة اوبك
مبنى منظمة اوبك
انخفضت أسعار النفط في نهاية الأسبوع الماضي بأكثر من 8 في المئة، مدفوعة برفض موسكو قبول طلب منظمة «أوبك» إجراء خفض في إنتاج الخام بنسبة مليون ونصف المليون برميل يومياً، بغية تحسين سعر النفط. ولكن الجانب المثير للقلق في هذا الصدد يتمثل في احتمال تعرض «أوبك» لتفكك وانهيار بعد عقود طويلة من هيمنتها على مسار إنتاج وإمداد النفط في العالم.

وترى موسكو أن خفض الإنتاج لن يسفر عن رفع الأسعار، في ظل ضعف الطلب الذي يسود أسواق الطاقة، وهبوط الأسعار بهذه الحدة المجهولة العواقب.

والسؤال اليوم هو ماذا بعد؟ والجواب هو ما يثير المخاوف حول اتفاقية خفض الإنتاج التي تم التوصل إليها في شهر ديسمبر وتنتهي خلال مارس، وإذا نظرنا إلى الوضع الراهن سندرك تمزق المنظمة وعدم القدرة على اتفاق بشأن قضايا مصيرية.

ويتوقع خبراء طاقة هبوط الطلب على النفط بأكبر نسبة في التاريخ، وربما يصل إلى 3.8 ملايين برميل يومياً في الربع الأول من هذا العام، كما يرى عدد متزايد من المحللين أن مسار الطلب سيكون سلبياً على الأغلب حتى نهاية هذا العام.

وفي مواجهة هذه الأزمة المستعصية تسعى صناعة الغاز إلى إنهاء الحظر على عمليات استكشافه في مناطق تجارية وسكنية في عدد متزايد من المدن الأميركية، ولكن النتائج غير مؤكدة حتى الآن.

ويشعر المستثمرون في صناعة الغاز الطبيعي باستياء من عوائد أموالهم، وخاصة ما يتعلق باحتمالات المستقبل وفرص التحسن.

وفي غضون ذلك أيضاً هبط استخدام الفحم بأسرع وتيرة منذ 65 عاماً، كما أن استهلاك الفحم في الولايات المتحدة تراجع بنسبة وصلت إلى 13 في المئة خلال العام الماضي، وهي أسرع وتيرة هبوط منذ خمسينيات القرن الماضي. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يهبط استهلاك الفحم بالوتيرة ذاتها في العام الحالي.

وفي سياق متصل، قال تقرير صدر أخيراً عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن الولايات المتحدة كانت في الشهر الماضي أكبر الدول المصدرة للنفط الخام والمنتجات البترولية. وقامت الولايات المتحدة بتصدير كمية من النفط والمنتجات البترولية بقدر يفوق مستورداتها من تلك المواد، وذلك في سبتمبر من عام 2019، وهو الشهر الذي شهد بداية تصدير الولايات المتحدة للنفط منذ عام 1973.

وفي ضوء هذه المعطيات ستصبح الولايات المتحدة على أساس سنوي دولة مصدرة للنفط ومنتجاته في العام الحالي أيضاً، بفضل الزيادة المستمرة في الإنتاج، إضافة إلى تراجع الطلب الداخلي.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة استوردت في نوفمبر الماضي كمية من النفط وصلت إلى 508 ملايين برميل في اليوم، في حين قامت بتصدير 3 ملايين برميل، وذلك بحسب أرقام نشرتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي أضافت أيضاً أنه على الرغم من حقيقة أن الولايات المتحدة قد أصبحت الآن دولة مصدرة للنفط الخام فإن معظم الأقاليم فيها باستثناء ساحل الخليج تظل مستوردة لمختلف المنتجات البترولية.

back to top