القياديون والظهور الإعلامي

نشر في 08-03-2020
آخر تحديث 08-03-2020 | 00:07
من النادر جداً أن تجد مؤسسة حكومية لديها مهنية في المسألة الإعلامية، وهذا ناتج عن جهل بأهميتها والاعتقاد بأن ظهور صور القيادي في وسائل الإعلام هو الإعلام بحد ذاته.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

أداء أجهزة الحكومة في مواجهة (كورونا) جاء فعالاً حتى لحظة قرار إلغاء شهادة الخلو من المرض للقادمين إلى البلاد... القرار يرحب بالفيروس في البلاد!

***

تصريحات بعض قياديي الدولة لوسائل الإعلام أصبحت مادة للتندر والتعليقات المضادة مع اتساع مساحات التعبير في وسائل الإعلام الإلكتروني، وأسباب ذلك ترجع في جزء منها إلى مذبحة التعيينات البراشوتية، والرغبة في الظهور الإعلامي بأي ثمن، وضعف القدرات الذاتية في تقديم المعلومات.

وفي ذلك نماذج شهيرة منها تصريح لقيادي في الأشغال يؤكد أن الكويت ستصبح الأولى عالمياً في جودة الطرق! وتصريح لمسؤول في التخطيط يصف عملية التخطيط للكويت بأنها ذات نكهة مختلفة لأن (الكويت غير)! أضيف إلى ذلك الوعود التي يطلقها عديد من أعضاء البرلمان لحل مسائل امتدت منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولم تجد حلاً كالإسكان والتعليم والصحة.

مثل هذه التصريحات تعكس بكل وضوح حجم الاستهتار الحاصل في إدارة شؤون البلاد، وجعل الخدمة العامة كالتوزير والنيابة في البرلمان مكانين للعمل بشكل اعتباطي لا يحترم الرأي العام.

وكان موضوع العجز في الميزانية ومحاولة تسويق فكرة أن الدعم الاجتماعي والرواتب هما السبب الرئيس فيه، كما جاء على لسان وزير المالية وتعديل هذا التصريح لاحقاً وتخفيف لهجته، نموذجا لتشويش الناس عن الأزمة الحقيقية للكويت، وهي التراخي تجاه الهدر والسرقات المالية المليارية وإيجاد مصادر تمويل بديلة أو مرادفة للنفط.

بالطبع من النادر جداً أن تجد مؤسسة حكومية لديها مهنية في المسألة الإعلامية– أستثني هنا تعاطي وزارة الصحة مع مرض كورونا– وهذا ناتج عن جهل بأهمية الإعلام في أي مؤسسة والاعتقاد بأن ظهور صور القيادي هو الإعلام بحد ذاته.

back to top