ضبط الفضاء الإلكتروني حاجة ملحة

نشر في 06-03-2020
آخر تحديث 06-03-2020 | 00:05
 د. حمود مبرك العازمي مع تعاظم دور الإنترنت عموماً، ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، ليس في مجال الاتصال بين الأفراد فقط، بل في نتائج وتأثير هذا الاتصال، مع ما هو معروف للجميع أنه ليس كل ما يكتب أو ينشر عبرها حقيقياً، بل بات النشر عبر النوافذ الإلكترونية في بعض الأحيان يعطي للشائعة مصداقية، ووسط هذه الفوضى قد يصبح أمن الوطن وسلامة المجتمع، وقبلهما خصوصيات الأفراد وسمعتهم واعتبارهم في متناول الجميع، بمن فيهم المتطاولون والمحتالون وناشرو الأكاذيب والشائعات، مما يجعل الحاجة ملحة إلى ضرورة ضبط هذا الفضاء الإلكتروني، بالحد الذي يتيح لنا الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة ومواكبة التطورات المتلاحقة، وفي الوقت نفسه الذي تكون لدينا فيه رقابة حقيقية وفعلية لتنظيم استخدام وسائل النشر الإلكتروني والتواصل الاجتماعي لمواجهة أي استخدام خاطئ لها في بث الأكاذيب والشائعات التي تنال من وطننا ومجتمعنا.

والمتتبع لكثير من الأخبار الكاذبة التي تنشر عبر الفضاء الإلكتروني يدرك أن سبب انتشارها هو سهولة نشرها دون تكلف عناء البحث عن كونها حقيقية أو كاذبة، أو من يقف وراءها، ويكون أبناؤنا في بداية مرحلة الشباب هم فريسة هذه الأدوات في كثير من الأحيان، والتي يصاحب تطورها زيادةً في خطورتها.

إن الحاجة إلى حماية وطننا ومجتمعنا تحتم علينا أن نضع رؤية متكاملة لضبط استخدام وسائل النشر الإلكتروني بمختلف أنواعها، تبدأ من برامج توعوية تساهم فيها الجهات ذات الصلة مثل وزارة الأوقاف ووزارة الإعلام ووزارة التربية، لخلق وعي لدى الأشخاص بضرورة التحقق مما يصلهم عبر الوسائل الإلكترونية، مع التركيز على فئة الشباب في مقتبل العمر، وذلك باستحداث منهج دراسي يعلم أبناءنا الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الإلكتروني، ويوضح مخاطرها، وينشر الثقافة والوعي بين الطلاب، ويوضح كيفية التأكد من مصدر الخبر وعدم تلقي الإشاعة وترويجها بشكل عشوائي دون التأكد من مصدرها، ثم يأتي دور التشريعات التي تضبط هذا الفضاء الإلكتروني وتواجه ضعاف النفوس، ومروجي الإشاعات وناشري الأكاذيب، برقابة حقيقية وعقوبات رادعة.

back to top