أجواء كورونا... وأيام الغزو!

نشر في 01-03-2020
آخر تحديث 01-03-2020 | 00:10
 مظفّر عبدالله أول العمود: لماذا يتجاهل مجلس الوزراء بحث سجل من يُراد توزيرهم بعد حالتي وزراء الكهرباء والشؤون الاجتماعية والعمل؟

***

إذا كان فيروس كورونا قد جاء بطيف 11 سبتمبر لمطارات العالم، فإنه جاء للكويت وهو يحمل أجواء هلع وخوف 2 أغسطس 1990 لمن عاشها، فالفيروس يزحف كالجراد بين الدول وبشكل مخيف، والأمم المتحدة ترفع تصنيفه من «خطر مرتفع» إلى «خطر مرتفع جداً».

هنا في الكويت واستناداً إلى التفاعل الرسمي والشعبي مع الغزو العراقي للكويت وتجربته الرائعة، فإننا بحاجة لاستعادة الكثير مما كان يجري تحت عنوان «التكاتف الاجتماعي» آنذاك، فالمدارس اليوم تعطلت والتجمعات خفت والأسواق خلت من مرتاديها والجامعات والمعاهد أوقفت حضور طلبتها ولا نعلم إلى أين سيقودنا هذا الفيروس اللعين في القادم من الأيام.

لكن كيف يتم ذلك؟

أولاً، يجب تقديم جهود العمل والمعالجة على مبدأ المحاسبة في مسائل التقصير مؤقتاً، لأن المحاسبة تربك الأداء العام لطواقم العمل وتحبط عزائمه خاصة في أجواء الهلع والخوف.

ثانياً، تكثيف جرعات التوعية الصحية والسلوكية مطلوب في هذه الأجواء المستجدة على الكويت ودول المنطقة، فالأوبئة العالمية لم تنل من دول المنطقة منذ عقود طويلة، كما كان يحدث في السابق كالطاعون والجدري.

ثالثاً، هي فرصة لمراجعة أداء الإدارة العامة في زمن الأوبئة العالمية الزاحفة بلا رحمة، فمن بين تلك المواضيع الاستعداد لاستمرارية التعليم عن بعد وبدون وجود بالمدارس، وحفظ مراكز التوقيف والسجون من تفشي الوباء داخلها (السجن المركزي يحتوي ٤٦٠٠ نزيل)، وتفعيل دور الهلال الأحمر والجمعيات التعاونية الاستهلاكية.

رابعاً، وإذا ثبت تورط أعضاء في البرلمان وخضوع وزير الصحة لمطالبهم بشأن استقدام مسافرين من إيران دون تطبيق شروط الحجر الصحي العالمية بعد عودتهم، فيجب هنا أن يكون درساً للشعب الكويتي في حسن اختيار من يمثله في البرلمان ولمجلس الوزراء في اختيار وزرائه، خصوصا بعد تجربتي عزل وزيرين لأسباب قانونية في فترة قصيرة.

خامساً، كان لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دور كبير في دعم جهود التخلص من الغزو العراقي لدولة الكويت، واليوم لا يمكننا مواجهة المشهد الصحي العالمي دون تفعيل إجراءات خليجية جماعية لتحصين المنطقة من الأوبئة المنتقلة عبر منافذ الحركة البرية والبحرية والجوية.

العمل الخليجي الجماعي هنا مطلوب وبشدة للحفاظ على سكان المنطقة الذي يُعد قليلاً بمقاييس تعداد مناطق أخرى في العالم.

back to top