مصر تشيع مبارك في جنازة عسكرية بحضور السيسي

نشر في 26-02-2020 | 19:50
آخر تحديث 26-02-2020 | 19:50
No Image Caption
تقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد ظهر الأربعاء الجنازة العسكرية التي أقيمت للرئيس السابق حسني مبارك غداة وفاته عن 91 عاماً بعد سنوات على تنحيه تحت ضغط شعبي بعد حكم دام ثلاثين عام.

واستغرقت مراسم الجنازة العسكرية قرابة 5 دقائق في باحة مسجد المشير طنطاوي بشرق القاهرة، وكان السيسي في الصف الأول للمشيعين إلى جوار نجلي الرئيس الأسبق علاء وجمال مبارك فيما اصطف خلفهم العديد أعضاء من الحكومة الحالية والعديد من رجالات عصر مبارك.

ونقل جثمان الرئيس المصري الأسبق، الذي كان قائداً للقوات الجوية المصرية ابان حرب عام 1973 وحكم مصر منفرداً لمدة ثلاثين عاماً، إلى مسجد المشير طنطاوي في مروحية.

ووضع الجثمان في صندوق خشبي ملفوف بعلم مصر على عربة تجرها أربعة خيول وفقاً للمراسم التقليدية للجنازات العسكرية في مصر، على أن يدفن في مقبرة العائلة في حي مصر الجديدة بشرق القاهرة.

وبعد الجنازة غادر السيسي على الفور بعد أن صافح نجلي الرئيس السابق.

ونشرت قوات أمنية كبيرة بينها آليات مدرعة منذ صباح الأربعاء بالقرب من المسجد والمقبرة، بينما اقترب حشد من الصحافيين من المكان كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.

ووضع صف من المدافع أمام المسجد فيما تجمع عشرات من مؤيدي الرئيس الأسبق بالقرب من المكان وقد رفعوا صوره وأعلاماً مصرية.

وقال سمير جعفر (59 عاماً) بجلابيته التقليدية وهو يرفع صورة للرئيس الأسبق مع نص يدين ثورة 2011 «جئت اليوم لأن فقراء هذا البلد أصبحوا أكثر فقراً بعد مبارك».

وبهذه الجنازة الكبيرة التي نقلت وقائعها على التلفزيون مباشرة، تخصص الحكومة المصرية للرئيس الأسبق تكريماً رسمياً وهو ما أثار غضب كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروا مبارك مسؤولاً عن مقتل أكثر من 850 مصرياً أثناء الأيام الأولى لثورة 25 يناير 2011.

ولم يلق الرئيس السابق محمد مرسي الذي وصل إلى السلطة في 2012 في أوج «الربيع العربي» وأقاله الجيش في العام التالي، التكريم نفسه عند وفاته في 2019، وقد جرى دفنه بلا ضجيج وبعيداً عن الكاميرات.

نعى الرئيس السيسي مساء الثلاثاء «أحد قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة» في 1973 ضد اسرائيل التي قاد مبارك خلالها سلاح الجو.

وأعلنت الرئاسة المصرية أيضاً «الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من الأربعاء».

وأشاد العديد من المسؤولين ولاسيما العسكريين بمبارك، وعلى صفحتها على موقع فيسبوك، عبرت قيادة القوات المسلحة المصرية عن حزنها لفقدان «أحد أبنائها».

لكن باستثناء الفلسطينيين والاسرائيليين والإماراتيين، عبر قلة من القادة الأجانب عن مواقف بعد إعلان وفاة الرئيس الأسبق الذي كان لسنوات شخصية حاضرة في الاجتماعات الدولية ومثل بلاده بصفته ينتمي إلى التيار «المعتدل» في العالم العربي.

وعبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء عن تعازيه باقتضاب، في لقاء مع الصحافيين في وزارة الخارجية الأميركية.

وعنونت صحيفة الأهرام الأربعاء «في ذمة الله» ونشرت صورة للرئيس الأسبق مع شريط أسود تعبيراً عن الحداد.

وكتب محمد الأمين في صحيفة «المصري اليوم» الخاصة «قد تتفق أو تختلف مع الرئيس الراحل ولكن المؤكد أن مبارك لم يَخُنْ وطنه أبداً».

وأضاف أن مبارك «لم تكن نهايته مثل القذافي ولا عبدالله صالح ولا صدام، ولا أي من هؤلاء ولا مثل زين العابدين بن علي، فلم يقبل طلباً باللجوء ... قال إنه عاش هنا وسيموت هنا على أرض الوطن.. وعاش بكرامته وكبريائه، لم يهرب من المحاكمات».

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس عبر مارة في ساحة التحرير التي كانت مركز الانتفاضة الشعبية في القاهرة في 2011 لفرانس برس عن مشاعر متضاربة.

فقال أحدهم إن مصر «كانت ستكون بلداً مختلفاً» لو قبل بفكرة «النقل السلمي للسلطة ولم يحكم هذه الفترة الطويلة».

وأضاف آخر «رحمه الله»، مشيراً إلى «أمور جيدة» حصل عليها المصريون في عهد مبارك، لكنه تحدث أيضاً وبدون تفاصيل عن «الظلم الكبير» الذي عاشه الشعب المصري.

back to top