معركة التحرير... الشعب الكويتي صف واحد خلف قيادته

الكويت تحتفل اليوم بالذكرى الـ29 لعودة الشرعية والحرية

نشر في 26-02-2020
آخر تحديث 26-02-2020 | 00:07
يحتفل الكويتيون اليوم بالذكرى الـ29 ليوم تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم، الذي انتهك سيادة البلاد واستباح أرضها، في محاولة يائسة لطمس هويتها ووجودها.

وعلى الرغم من القسوة والمرارة اللتين خلفتهما هذه المحنة على المستويات المحلية والعربية والدولية، فإن الكويتيين يستذكرون، بكل فخر واعتزاز، قادة ورجالاً وأبطالاً أبوا إلا أن يعود الحق لأصحابه، وتعود الكويت حرة أبية، وعلى رأسهم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه.

فمنذ الساعات الأولى للاحتلال السافر على الأراضي الكويتية وإدراك الكويتيين للنوايا الخبيثة لذلك النظام في طمس الهوية الكويتية، أعلن الكويتيون رفضهم القاطع لهذا العدوان ووقوفهم صفا واحدا إلى جانب قيادتهم الشرعية المتمثلة في أميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، والأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

وقد بدأ الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، منذ الساعات الأولى للعدوان الغاشم عمله المتواصل، ووفق تخطيط هادف ومتزن وجهود حثيثة وعطاء لا ينتهي وتحركات دائمة من أجل استرداد الوطن واستعادة حريته واستقلاله.

جهود دبلوماسية

وقاد الشيخ جابر، رحمه الله، الجهود الدبلوماسية لحشد التأييد الدولي لدعم الحق الكويتي في جميع المنابر الدولية لطرد العدوان وتحرير الكويت، ومن على منبر الأمم المتحدة وقف العالم أجمع ينظر إلى هذا القائد الذي جاء يخاطبهم عن قضية بلاده، قائلا «لقد جئت اليوم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله ومد يد العون لكل من استحقها وسعى للخير والصلح بين من تنازعوا، وتعرض أمنه واستقراره ليد العبث، إيمانا منه برسالة نبيلة أمرنا بها ديننا الإسلامي وتحثنا عليها المواثيق والعهود وتلزمنا بها الأخلاق».

وأضاف: «جئتكم برسالة شعب كانت أرضه بالأمس القريب منارة للتعايش السلمي والإخاء بين الأمم، وكانت داره ملتقى الشعوب الآمنة التي لا تنشد سوى العيش الكريم والعمل، وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الأمل في مأواه، وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه أن يستسلم ويستكين للاحتلال مهما بلغ عنفوانه وبطشه».

فأتى الالتفاف العالمي حول هذا القائد وقضية هذا البلد، من خلال إدانة المجتمع الدولي لجريمة الغزو العراقي الغاشم بحق الكويت، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارات حاسمة بدءا بالقرار رقم (660) الذي طالب فيه القوات العراقية بالانسحاب من دولة الكويت دون قيد أو شرط، وتوالت القرارات تباعا حتى صدور القرار (678) الذي أجاز فيه مجلس الأمن استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت وعودة شرعيتها.

بصمة خالدة

كما أن قلوب الكويتيين لن تنسى رجلا وضع بصمة خالدة في أذهانهم وقلوبهم، هو المغفور له الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله (بطل التحرير)، فقد استشعر، رحمه الله، منذ اللحظات الأولى للاحتلال الآثم نوايا هذا المحتل في إطاحة الشرعية الكويتية المتمثلة في أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، فأصر على رفيق دربه بالخروج إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة  للحفاظ على الشرعية الكويتية.

وشرع الأمير الوالد، رحمه الله، بعدها في الاهتمام بتنظيم أوضاع الحكومة الكويتية في المنفى وتأمين الحياة الكريمة للكويتيين في الخارج، فضلا عن تأمين حياة المواطنين في الداخل ودعم المقاومة الكويتية والتحرك الدبلوماسي لحشد الدعم والتأييد للحق الكويتي.

ولا يخفى على أحد الدور الكبير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حينذاك في حشد التأييد الدبلوماسي العربي والدولي لدعم ومساندة الشرعية الكويتية، استنادا إلى خبرته الدبلوماسية الكبيرة، وقد نجحت جهود سموه الدبلوماسية في كسب دولة الكويت تعاطفا عالميا أثمر طرد المعتدي وتحرير البلاد.

قائد عظيم

وبالمثل، لن ينسى الكويتيون خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، هذا القائد العربي العظيم الذي فتح قلبه قبل أرضه لأبناء دولة الكويت واحتضنهم بكل حب في أراضي المملكة، ودافع ماديا وعسكريا لنصرة دولة الكويت، فمنذ اليوم الأول للاحتلال فتحت المملكة العربية السعودية أراضيها لاستقبال القيادة الكويتية وأبناء دولة الكويت.

وطوال فترة الاحتلال العراقي على الكويت، أكد الملك فهد رفض المملكة لهذا العدوان، داعية إلى انسحاب القوات العراقية من الأراضي الكويتية وعودة الشرعية إليها، مبديا في خطاب له للشعب السعودي في 13 أغسطس 1990 ألمه الشديد لما تعرض له أبناء الشعب الكويتي بسبب الغزو العراقي، قائلا «إنها بادرة خطيرة ويحز في النفس أن يتعرض شعب الكويت لهجوم لا أخلاقي من دولة عربية جارة له وشقيقة».

ولا يمكن نسيان موقف الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الأب، الذي أعلن من على بعد آلاف الأميال وقوفه مع الحق الكويتي وتعهده بعودتها دولة حرة مستقلة إذ طالبت الولايات المتحدة الأميركية منذ الساعات الأولى للاجتياح العراقي لدولة الكويت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن، وتم تمرير القرار (660) الذي طالب بانسحاب العراق من دولة الكويت دون قيد أو شرط.

واستمر الدعم الأميركي للقضية الكويتية حتى 21 يناير 1991 عندما استطاع الرئيس بوش إقناع مجلس الشيوخ الأمريكي باستخدام القوة العسكرية لتحرير دولة الكويت بموافقة 52 عضوا لتبدأ الحرب وتعود أرض الكويت لأهلها.

كما أن الكويت لن تنسى، وهي تستذكر هذه الأيام العصيبة، قادة عسكريين سجلوا أسماءهم في صفحات الحق والبطولة وعلى رأسهم القائد العسكري الأميركي الراحل الجنرال نورمان شوارزكوف، الذي تولى قيادة عملية «عاصفة الصحراء» عام 1991، فقد كان قائدا للقوات المركزية الأميركية ومسؤولا مباشرا عن عمليات حرب تحرير دولة الكويت.

جابر الأحمد بدأ تحركات دائمة لاسترداد الوطن واستعادة استقلاله

قلوب الكويتيين لن تنسى «بطل التحرير» الذي وضع بصمة خالدة في أذهانهم

صاحب السمو حشد التأييد الدبلوماسي العربي والدولي لدعم ومساندة قضية الكويت
back to top