الديون الحكومية العالمية تصل إلى 53 تريليون دولار

نشر في 26-02-2020
آخر تحديث 26-02-2020 | 00:00
No Image Caption
في عام 2010 أي بعد عامين تقريباً من اندلاع الأزمة المالية العالمية، ارتفعت ديون 34 من أغنى دول العالم المنتمية إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتصل إلى 10.9 تريليونات دولار.

وفي الأسبوع الماضي، كشفت منظمة التعاون الاقتصادي عن وصول مستويات ديون الحكومات الـ 34 نفسها في عام 2019 إلى مستوى قياسي جديد بلغ 11.4 تريليون دولار.

وما يثير قلق المنظمة العالمية التي تتخذ من باريس مقراً لها تجاه وصول معدلات الديون الحكومية إلى هذه الأرقام، هو أن ذلك يحدث في الوقت نفسه الذي حققت خلاله هذه الدول معدلات نمو متواضعة على مدار السنوات العشر الماضية. وفي غياب النمو القوي تصبح الديون عبئاً ثقيلاً على الميزانيات الحكومية عندما تسوء أمور الاقتصاد كما حدث قبل 10 سنوات.

وتشير التقديرات الصادرة خلال الأسبوع الماضي عن وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" إلى وصول الديون الحكومية العالمية إلى ما يقرب من 53 تريليون دولار. وتتوقع الوكالة أن تطلب الحكومات من المستثمرين الدوليين اقتراض ما مجموعه 8.1 تريليونات دولار خلال العام الحالي، وذلك ارتفاعًا بنسبة 20 في المئة مقارنة بحجم ما طلبته نفس الحكومات في 2015.

ولم تتوقف المخاوف التي أثارتها المنظمة على الديون الحكومية، فعلى مدار العامين الماضيين دأبت المنظمة على التحذير من المبالغ الهائلة، التي اقترضتها الشركات.

وفي تقييم منفصل أصدرته الأسبوع الماضي أيضاً، قالت المنظمة إن الشركات غير العاملة بالقطاع المالي أصدرت سندات بقيمة 2.1 تريليون دولار، وذلك بخلاف تسهيلات السحب على المكشوف والقروض المصرفية التي تستخدمها هذه الشركات في تمويل أنشطتها.

وأوضحت المنظمة أن إضافة الاقتراض القياسي خلال عام 2019 إلى الكم الهائل غير المسبوق لديون سندات الشركات المتراكمة منذ عام 2008 يصل بقيمة سندات الشركات غير المالية في نهاية عام 2019 إلى 13.5 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق.

هل الشركات بحاجة إلى الاقتراض

بالبحث اتضح أن الشركات ليست بحاجة للاقتراض لتمويل نشاطها، فلديها ما يكفي من الأموال للاستثمار في معدات وعمليات جديدة ولتغطية تكاليفها اليومية. لكن الشركات تفضل الاقتراض لتوفير الأموال الخاصة بالشركة لتتمكن من توزيع أكبر كم من الأرباح على المساهمين.

فالمستثمرون سواء كانوا صناديق تقاعد أو بيوتا استثمارية كبيرة أو صناديق سيادية شرهون لدرجة أنهم لا يهتمون بمدى قوة المركز المالي للكيان الذي يستثمرون فيه، سواء كانت شركات أو صناديق سيادية أو صناديق استثمار، فالأهم بالنسبة إليهم هو الحصول على أكبر نصيب من الأرباح.

في المنتدى الاقتصادي العالمي، قام أحد المحاورين بسؤال جايمي ديمون، رئيس أكبر بنك أميركي "جه بي مورجان تشايس"، حول ما إذا كان مستوى الدين الحالي الخاص بالشركات يصل إلى حد مقلق أم لا؟ فكانت إجابته أنه لا يقلقه معدلات الاقتراض الخاصة بالشركات أبداً، ولكن ما يقلقه حقاً هو معدلات اقتراض الحكومات.

إذا نظرنا لردود "ديمون" نجدها تتوافق مع استراتيجيته الشخصية واستراتيجة البنك الذي يرأسه، حيث إن زيادة معدلات اقتراض الشركات تصب في مصلحته.

كيف تقترض الحكومات

وتعتمد الحكومات في الاقتراض عادة على البنوك المركزية، وخاصة في اليابان وأوروبا، حيث يستولى البنك المركزي الأوروبي على كل السندات التي تصدرها بلدان منطقة اليورو تقريباً.

وهذا يجعل الاقتراض إجابة مغرية لأي مشكلة تطرأ. سيكون هذا هو الحال في خلال أسبوعين عندما يقف وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، ويقول إن بريطانيا تحتاج إلى جرعة أعلى من الديون لتلبية إدمانها. ولكن ربما العزاء الوحيد هو أنه من المحتمل أن ينفق الأموال على الاستثمار.

ولكن عندما تحتل المملكة المتحدة قائمة ستاندرد آند بورز كثالث أكبر مدين بعد الولايات المتحدة واليابان (وقبل إيطاليا)، سيكون من الحكمة أن يتريث سوناك، ويتأنى في حساباته.

back to top